كمواطن عراقي أرحب بتصريحات مسعود البرزاني لصحيفة لوس انجليس التي أعلن فيها عن نية الاكراد بالانفصال عن الدولة العراقية اذا تم المساس بالدستور الحالي وتغييره، فهذا القرار في حال تطبيقه سيكون لمصلحة الشعبين العراقي والكردي، فالشعب الكردي له خصوصيته من حيث اللغة والقومية والعادات والتقاليد وهو يختلف كليا عن بقية مكونات الشعب العراقي ولاينتمي اليها بصلة.


فوائد الانفصال واقامة الدولة كثيرة منها : انها تحقق حلم الشعب الكردي بأقامة دولته المستقلة وحكم نفسه بنفسه، وتنهي عقودا من الصراعات والحروب والدماء... كان الضحية الأكبر فيها هو الشعب الكردي المسكين الذي غالبيته يعاني من الفقر وانعدام التعليم والخدمات الصحية وتوفر مستلزمات العيش الكريم، وكان هذا الشعب يعيش بين نارين: نار السلطة وحروبها، ونار الاحزاب الكردية التي كانت تجبره، على التجنيد الاجباري والانخراط ضمن الميليشيات، وعلى دفع التبرعات المالية وتوفير المأوى لعناصرها، وكان المدنيون كثيرا مايتم اتخاذهم دروعا بشرية ويتم اطلاق الرصاص على الجيش العراقي من داخل القرى مما يجبر الجيش على الدفاع عن نفسه ويقصف تلك القرى ويحدث القتل والخراب للمساكين المدنيين!


أما الفوائد التي سيجنيها الشعب العراقي من هذا الانفصال فهي كثيرة منها: اقتصادية وسياسية واجتماعية... فعلى الصعيد الاقتصادي يتوقف العراق عن دفع 17% من حصة واردات النفط للاكراد التي تشكل عبئا اقتصاديا على ميزانيته، ومن الناحية السياسية يتخلص من مشاكل الاكراد مع جيرانهم تركيا وايران وسوريا ويصبحون هم مسؤولون عنها، وكذلك يكون بأمكان الشعب العراقي كتابة دستور مدني قائم على مفهوم المواطنة مما سينعكس ايجابيا على عملية الاستقرار الاجتماعي وتعزيز الوحدة الوطنية، بعكس دستور المحاصصة البغيض الذي فرضه الأكراد ودمروا فيه العملية السياسية واصبح مصير الدوله العراقية بسببه في غاية الخطر.


وبالنسبة لموقف الأكراد الذين يعيشون في المدن العراقية مثل كركوك والموصل وديالى وبغداد وغيرها، فأقترح ان يتم تخييرهم بين البقاء ضمن الدولة العراقية كمواطنيين لهم كامل الحقوق، وبين الرحيل الى الدولة الكردية التي ستتألف من مدن : اربيل ودهوك والسليمانية فقط.


ورغم أنني الكاتب العراقي - العربي الوحيد الذي يطالب بتحقيق حلم إقامة الدولة الكردية.. ألا انني أستغرب من غضب الأكراد وشتائمهم لي؟!

خضير طاهر

[email protected]