عاد فيصل بعد أن تغيب لمدة شهر وخرجنا لفنجان قهوة.
فيصل: ما هو الفرق بين الأرثوذكس والكاثوليك والبروتستانت؟
قلت: كلهم مؤمنون بأن المسيح هو كلمة الله الذى ظهر فى الجسد، ولكنهم مختلفون فى بعض طرق العبادة مثل الأعتراف للكاهن، وفى استخدام ايقونات فى الكنيسة من عدمه، وفى الصوم الجماعى او الصوم الأنفرادى، وهل الخلاص بالأعمال والايمان ام أنه بالايمان فقط، وهل هناك شفاعات للقديسين، العماد باالتغطيس أم بالرش وأمور مثل هذه يطول الكلام فيها.


قال فيصل: ولكن الأختلافات فى الكنيسة الأولى لم تكن على هذا ولكن على طبيعة المسيح.
قلت: حقيقى ولكن لم تشذ اى من الكنائس عن ان المسيح هو الله فى الجسد ولكنهم اختلفوا عن كيفية هذا، هل المسيح طبيعة واحدة مركبة من أثنين quot;لأهوت وناسوتquot;؟ أم هو طبيعتين اتحدتا فى شخص المسيح؟


فيصل: وما هو الفرق؟
قلت: الفرق فى بداية جسد المسيح هل اللاهوت كون جسدا ونما فى جسد العذراء؟ وهذا ما تقوله كنائس الطبيعة الواحدة المركبة وهم الأرثوذكس، أم التى تقول بأن اللاهوت حل على انسجة فى رحم العذراء مريم واتحد بها ونما جسد المسيح فى العذراء وبهذا صارت الطبيعتان شخص يسوع المسيح؟ وهذا ما تقولة الكنيسة الكاثوليكية.
سأل فيصل: وماذا عن بدعة اريوس؟ لقد قال أن المسيح نبى فقط.
قلت: اريوس لم يقل هذا، ولكنه قال أن الوهية المسيح quot;الأبنquot; اقل من الوهية الآب، لأن وجود الآب فى رأيه سبق وجود الأبن. ولقد فندت الكنيسة له اخطائه، وشرحت له بأن المسيح هو حكمة الله منذ الأزل والله لم يكن فى اى وقت غير حكيم. وأن المسيح مساوى للآب.
فيصل: ولكن اليس منكم من يؤمن بأن المسيح نبي بالرغم أن المسيح قال عن نفسه انه نبي ورسول؟
قلت: جميعنا ايضا نؤمن أن من وظائف المسيح أنه نبى وكاهن وملك.
قال فيصل: اشرح هذا من فضلك.
قلت: النبى يقدم الله للناس، والمسيح كان اعظم نبى لأن اعظم من يقدم الله للناس هو الله نفسه. والكاهن يقدم الناس لله والمسيح كان اعظم كاهن لأنه قدم نفسه للعدل الالهى عن الناس، والمسيح ايضا هو الملك فى ملكوت السموات وقال عن نفسه مملكتى ليست من هذا العالم.
فيصل: هل الله يقدم نفسه ذبيحة لله؟


قلت: جسد المسيح كان هو الذبيحة وليس لاهوت المسيح، ولكن ايضا لأ تنسى أن جسد المسيح هو متحد بلاهوته.
قال فيصل: هل وقت انفصال البروتستانت صارت محاكم التفتيش؟
قلت: محاكم التفتيش كانت أمرا سياسيا وليست من الأنجيل، وحدثت فقط فى اسبانيا بعد طرد المسلمين منها والذين يستنكرونها لا يستنكرون غزو المسلمين لأى بلد ومنهم اسبانيا بل يسمونها فتحا. أى انهم يحللون غزو اسبانيا ولكنهم يحرمون طردهم من اسبانيا، عموما بالنسبة للمسيحية هذه أمور سياسية وليست عقائدية، ولا تمت بصلة للمسيحية.
سأل فيصل: ولماذا انفصل البروتستانت منكم؟


قلت: البروتستانت انفصلوا من الكنيسة الكاثوليكية بسبب عدم اقتناعهم ببعض العقائد وقتها ولكن ألوهية المسيح لم تكن ابدا محل نقاش بيننا وبين الكاثوليك والبروتستانت.
فيصل: من اذن لا يؤمن بأن المسيح هو الله؟


قلت: شهود يهوه والمورمون والسبتيون لهم اراء شذت عن الكنيسة فى الأيمان بشخص المسيح ومنهم من بدأ فى القرن التاسع عشر ومنهم فى القرن العشرين وهؤلاء لا نعتبرهم مسيحيين. وحتى هؤلاء لا يؤمنون بأن المسيح مجرد بشر عادى، فبعضهم يقول عنه الملاك ميخائيل أخذ جسدا، والبعض الملاك جبرائيل.
افترقنا وتواعدنا على اللقاء بعدها