افكر جدياً بدعوة جبريل الرجوب الى وليمة quot; لاعشاب البحرquot; قبل ان يحظى بهذا الشرف احد غيري،ردا على الولائم الاردنية التي يتنقل بينها محمد دحلان برشاقة متناهية هذه الايام.
قبلها فكرت مليا بدعوة نتنياهو وعباس وليبرمان الى افطار جماعي يرصد ريعه لصالح حملة تنظيف شواطيء غزة مما علق بها من غبار البارود وقنابل الفسفور الابيض.
بيد انني وجدت صعوبة في المرتين باختيار الطبق الرئيسي، ما بين الجريش والقرصان والمرقوق او الزرب والرشوف والمجلجلة وكلها اطباق شعبية اردنية، زوجتي اشارت علي بـquot; المكمورةquot; خاصة مع هذا الشتاء الجميل، لكن نفسي حدثتني اخيرا بالاكتفاءquot; باللزاقياتquot;.
وقبل ان استقر على رأي كنت اطالع ما كتبه العزيز عمر كلاب على موقعه quot;مراياquot; وهو يرصد بأسى quot; الوليمة quot; التي دعي اليها دحلان من قبل النائب خليل عطية هذا الذي حرق العلم الاسرائيلي تحت قبة البرلمان قبل اشهر من اجل غزة.
وليعذرني صديقي العزيز الكاتب محمد ابو رمان في الغد الاردنية، فلم اقتنع تماما بمبررات حضوره لهذه الوليمة، رغم يقيني بصدق نواياه التي ابداها لي كصحفي يبحث عن المعلومة اينما حطت وايا كان صاحبها. لكن الجلوس الى دحلان من وجهة نظري تماما كالجلوس الى السفير الاسرائيلي في عمان ومآنسته في وحدته التي يشكو منها منذ ان فتحت سفارة بلاده ابوابها.
ربما كان العزيز ابو رمان يقصد استكمال كتابه المنتظر عن حماس على اعتبار ان دحلان يعرف عن الحركة اكثر من خالد مشعل نفسه.
المهم انني سمعت من ابي رمان محسنا الظن فيه، لكنني لم اسمع من الصديق الأعز حلمي الاسمرquot; ابو حكيمquot;، اتصلت به ولم يرد على اتصالي، كنت آمل ان اقرأ في صوته عندما يجيب ما يكفيني مؤونة السؤال، او ان يشرح لي quot; الحكمةquot; من لقائه بـquot; ابو فاديquot;.
حلمي هو من مؤسسي صحيفة الاخوان في الاردن quot; السبيلquot; وأول رئيس تحرير لها، وهو اسلامي الطرح والتوجه ولذلك فان تبادله الضحكات مع دحلان جريمة لا تغتفر في نظر قواعد الحركة الاسلامية الذين ادمنوا عموده اليومي في الدستور الاردنية، فهل (خرج الرجل عن النص)!.
لا ينبغي للصحفي ان يكون اسيرا quot; للضرورة المهنيةquot; فثمة مباديء ومواقف واعتبارات اكثر اهمية، والا لماذا اختار مثلا الصحفي الامريكي ديفيد روز من مجلة فانيتي فير الكتابة عن دحلان بالارقام والوثائق قبل نحو عام بينما اختار الزميل بسام بدارين مدير القدس العربي في عمان ان يجالسه ويسامره.
إعلامي وكاتب أردني
التعليقات