الشرعية صفة قانونية يستطيع من خلالها الشخص ان يتكلم بالنيابة عمّن خوله،وهذه ميزة الامم المتقدمة التي تجعل من القانون سمة للاخلاق، فنيتشه يقول:إن الاخلاق تتشكل من خلال القانون وقوته،بمعنى ان هيمنة الاخلاق بين الامم والشعوب تشيع بقوة القانون الذي يبتعد عن قمع الناس وحرياتهم.

بعد هذه المقدمة يأتي هذا العمود ردا على ما كتبه الاتحاد العام للادباء والكتاب في العراق قبل مدة بمناسبة المقالة التي كتبتها عن مهرجان الجواهري...ولانني لم اطلع على رد ابراهيم الخياط الناطق الاعلامي في اليوم نفسه حول مقالتي عن مهرجان الجواهري الذي قمنا بتأسيسه(انا وحسن عبد راضي وفائز الشرع وعلي عطوان الكعبي وقاسم السنجري وحسن قاسم ونعمان النقاش واحمد الثائر) بعد السقوط، بسبب سفري خارج العراق،وبعد الاطلاع وجدت خروجه على الذوق العام في عملية الرد البعيدة عن الموضوعية،تسلحت بذاكرتي وقلت لابد من البدء مع رأس الهرم الذي دفعه الى ان يكون ناطقا اعلاميا للاتحاد بتوجيه حزبي من اللجنة المركزية،فاضل ثامر الديمقراطي الذي ما يزال يصر على بقائه على رئاسة الاتحاد على الرغم من مرور اكثر من ثلاث سنوات على انتهاء المدة،هذا السلوك لا يمكن قبوله لانني اعتقد ان المثقف لابد ان يك

إن الاحساس بسلطوية المثقف تفضي الى خيبة كبرى تذكرنا بسلوك النظام البائد الذي سخر كل مقدرات البلد من اجل التمسك بالسلطة،فما الذي اختلف به فاضل ثامر عن سلوك صدام حسين في التمسك بالسلطة.

قبل عام تقريبا كنت في جلسة في قاعة الاتحاد،ولشدة الحر وانقطاع التيار الكهربائي،خرجت من القاعة وسلمت على فاضل ثامر،وفي تلك اللحظة تقدمت فضائية لتقول لفاضل ثامر..هل بالامكان الحديث عن تجربة القاص الفلاني؟
اجابهم:
- لم اطلع على تجربته، لكن بالامكان الحديث عن تجربته..!!!!
تفاجأت لهذا السلوك غير الثقافي، كيف يمكن لنا ان نؤمن بقلم فاضل ثامر الذي يتجه على هذا النحو،وهذا ان دل على شيء انما يؤكد سطحية الاراء،ومرة اخرى سنحت لي الظروف ان اكون على مقربة من صديقي القاص والروائي حنون مجيد-الذي احبه كثيرا- في غرفة من غرف الاتحاد وعندما دخل علينا فاضل ثامر بعد التحية قال لحنون مجيد:
-اعطني روايتك الجديدة حتى اكتب عنها...

السؤال هنا...
هل ادوات النقد عند فاضل ثامر تتحرك بهذا الاتجاه، وبهذه السطحية؟
واذا اعتبرنا بان فاضل ثامر هو الاب الروحي للنقد العراقي كما يزعم الخياط،فاعتقد... علينا ان نغسل ذواتنا من النفاق ونغادر منطقة الثقافة...ويكفي التسلح والدفاع الاعمى عن الاشخاص بمجرد انتمائهم الى الحزب الذي ننتمي اليه.

المثقف ذات وعندما يتخلى عن ذاته لصالح الحزب فلا يمكن عده مثقفا.
بعد السقوط مباشرة قرأنا بيانا ضد الثقافة البعثية في مقر الاتحاد،وطلبنا من بعض الاسماء الترشيح لرئاسة الاتحاد،واول الناس الذين طالبناهم بذلك هو فاضل ثامر ولكن لخوفه الشديد رفض الفكرة،والمثقف الذي يتصف بالخوف لا يمكن الركون اليه،ولا يمكنه الدفاع عن مشروع المثقف اذا ما وجهت اليه بعض التهم.

لا اريد ان اخوض في تفاصيل تقديم الاستاذ فاضل ثامر لجلسات زبيبة والملك،ولا الكلمات السرية التي كان ينقلها لحميد سعيد،ولا منحه اقليم كردستان دولة في حضرة مسعود برزاني....عليكم احترام الذات...بدلا من شتم الاخرين.