قيل إن المجوس وهم من أرض مادي وفارس (إيران حالياً) وكانوا يعبدون النجوم والنار جاءوا إلى أورشليم في الفترة من 37 ق.م إلى 4 ق.م قبل الميلاد و هاهم اليوم أيضاَ مرة ثانية وبعد أن تحولوا إلى الديانة الإسلامية يأتون إلى أورشليم من خلال حزب الله وحركة حماس، فلماذا جاءوا في المرة الأولى؟ ولماذا جاءوا في المرة الثانية؟ اعتقد أن الإجابات عن هذه التساؤلات لها دلالات ربما تحمل خطورة ليس على المنطقة فحسب بل على العالم أجمع.
ويخبرنا الإصحاح الثاني بسفر متى من الإنجيل الشريف أن مجوساً من المشرق قد جاءوا إلى أورشليم قائلين أين هو المولود (المسيح) ملك اليهود... فلما سمع هيرودس الملك اضطرب وفزع خوفاً على ملكه ودعا المجوس سرا وقال اذهبوا وافحصوا بالتدقيق عن الصبي و متى وجدتموه فاخبروني لكي آتي أنا أيضاً واسجد له فلما سمعوا من الملك ذهبوا... وأتوا إلى البيت و رأوا الصبي مع مريم أمه فخروا وسجدوا له... ثم إذ أوحي إليهم في حلم أن لا يرجعوا إلى هيرودس انصرفوا في طريق أخرى إلى كورتهم. حينئذ لما رأى هيرودس أن المجوس سخروا به غضب جدا فأرسل و قتل جميع الصبيان الذين في بيت لحم و في كل تخومها من ابن سنتين فما دون بحسب الزمان الذي تحققه من المجوس.
وهيرودس الملك هو أول أجني حكم اليهود وكان آدومياً من سلالة عيسو، والمعروف تاريخياً أن اليهود هم الجنس الوحيد في البلاد التي كانت تحت حكم الرومان الذين كان مسموحاً لهم أن يحكمهم ولاة يهود وذلك منذ عصر موسى النبي حتى جاء أوغسطس قيصر الإمبراطور الروماني وأعطى الحكم إلى هيرودس الكبير.
هكذا نجد أن المجوس الإيرانيين قد خانوا هيرودس ملك اليهود في المرة الأولى ولم يخبروه بمكان ولادة السيد المسيح لاعتقادهم أن المسيح هو الملك الحقيقي لليهود فأرادوا بذلك أن ينزعوا عنه الملك. مما أثار غضبه ودفعه ذلك لذبح أطفال بيت لحم وكل تخومها وبذلك أهلك شعبه ليبقي على ملكه. أما السيد المسيح فقد نجا من هيرودس الملك وهرب مع أمه العذراء إلى أرض مصر وعاد إلى موطنه بعد موت الملك هيرودس حسبما جاء بالإنجيل الشريف وأكمل رسالته وانتشرت المسيحية في كل أرجاء المعمورة. وتحول الكثير من اليهود إلى الديانة المسيحية ونشأ الخلاف الأيدولوجي بين الديانتين ومازال مستمراً حتى اليوم. وهنا نجد أن العداء بين الإيرانيين واليهود نشا منذ ولادة السيد المسيح في بدء التقويم الميلادي وازدادت الخلافات والكراهية بينهم بعدما ظهرت الديانة الإسلامية في القرن السادس الميلادي وحتى اليوم. ثم جاءت إيران مرة أخرى إلى أورشليم (اليهود) من خلال تمويلها ومساندتها لحزب الله اللبناني وحركة حماس من أجل دحر إسرائيل ومحوها من الوجود حسب اعتقادهم.
فهل حان الوقت لليهود لكي ينتقموا من الإيرانيين ويوجهوا لهم ضربة عسكرية قوية ربما تشعل نيران حرب عالمية مدمرة؟ الله سبحانه أعلم فلربما كانت البداية إيرانية والنهاية يهودية.
د. إميل شكرالله
* أستاذ الرياضيات بالجامعات المصرية
[email protected]
التعليقات