تحية كثيرة إلى قارئ إيلاف، من أقصاه إلى أقصاه...
ما دفعني إلى هذا العنوان، بصراحة وبالشامي المشرمح، هو البعض الكثير من تعليقات القراء(الكرد منهم على وجهٍ أخص)، على البعض من مقالاتي(كالكثير من مقالات الزملاء، كتاب إيلاف الآخرين)، التي هي في المنتهى مجرد quot;وجهة نظرquot; في العقل؛ سواء العقل السياسي، أو الديني، أو الإسطوري، أو الخرافي، أو القومجي..الخ، ومجرد رأي في شئون الكلمة وشجونها.
القارئ، يشكّل بالطبع جزءاً كبيراً من عملية quot;صناعة النصquot;، وصناعة العقل في الكلمة.
فquot;عقل القارئquot;، هو ليس كالسابق مجرد حائط لتعليق المقالات عليه، كما تعلق عليه quot;جريدة الحائطquot;!
يقول الكاتب الأمريكي الشهير بول أوستر: quot;أؤمن أن الكتب يضعها الكتّاب والقرّاء معاً. أجل، القارئ يضع الكتاب أيضاً، ولكل قارئ كتابه المختلف، إذ أنه يحمل كتابي الذي بين يديه، ذكرياته، وأفكاره، وتجاربه، وأحلامه الخاصة. لا بل سأذهب أبعد من ذلك: أن القارئ، هو الذي يخلق الكتاب في آخر المطافquot;.
فالقارئ، وفقاً لنظريات النص الحديثة، لم يعد قارئاً يسكن quot;التحتquot;، كي quot;يتلقىquot; ما يكتبه الكتاب، quot;العليونquot; من quot;الفوقquot;، بإعتبارها quot;نصوصاً يقينيةً ثابتةًquot;، أو quot;أكيدةً مؤكدةًquot; لا تقبل الشك أو الطعن، من الجمهور القارئ/ الكاتب.
الكاتب، ما عاد quot;رسولاًquot;، وكذا القارئ ما عاد quot;جداراًquot; أميناً، لتعليق أو حفظ ما يصدرونه أهل القلم، من quot;معلقاتٍquot;، أو quot;رسائلquot;، أو quot;وصاياquot;، أو quot;مكاتيبquot;.
للقارئ، حقٌ، دون أدنى شك، في ارتكاب المكتوب، بقدر ما هو حقٌ لكاتبها.
القارئ، هو شريك الكاتب، فيما يكتب. فهو إذ يقرأ، إنما يحاول، إعادة إنتاج أو كتابة ما كُتِب، من جديد. ومن هنا، قيل: quot;تعدد القراءات، يعني تعدد الكتاباتquot;.
فكل قراءة كثيرة، هي في النهاية، quot;كتابة كثيرةquot;، وquot;نص كثيرquot;.
تأسيساً على ثنائية الكاتب/القارئ هذه، أو فعل الكتابة/فعل القراءة، يمكن القول، أن مقولة quot;أنا أكتب، إذن أنا موجودquot;، لا تصح، ولا تُكتمَل، من دون المقولة المتوازية لها، quot;أنا أقرأ/هو يقرأ/هي تقرأ، إذن نحن موجودونquot;، قياساً على الكوجيتو الديكارتي المعروف quot;أنا أفكر، إذن أنا موجودquot;.
بذلك يكون quot;وجودquot; الكاتب وquot;فعل الكتابةquot;، مناطاً بquot;وجودquot; القارئ وفعل القراءة.
والجميل(لا بل الأجمل) في الكتب المقدسة(سماوية وغير سماوية)، هو أنّ جلّها تركز بهذا الشكل أو ذاك، على ثنائية الكتابة/القراءة، المشار إليها آنفاً، ومن هنا بالضبط يمكن فهم دلالة quot;الكلمة قريبة منك جداً في فمك وفي قلبك لتعمل بهاquot;(سفر التثنية، 14:30)quot; توراتياً، وquot;في البدء كان الكلمة والكلمة كان عند الله وكان الكلمة اللهquot;(يوحنا، 1:1)، إنجيلياً، وكذا دلالة أول ما نزل به كلام الله قرآنياً: quot;اقرأ باسم ربك الذي خلق. خلق الانسان من علق. اقرأ و ربك الأكرم . الذي علم بالقلم . علم الانسان ما لم يعلم quot;(سورة العلق1،2،3،4،5:96).
لا شك، أنّ الملاحظ في الكثير من quot;تعليقات القراءquot;، هو أنها تعلق على quot;خارج النصquot; أكثر من أن تعلّق على quot;داخل النصquot;، وهي بهذا لا quot;تنقدquot; النص، ولا تناقشه، بقدر ما أنها تحاور ماوراءه، وتنال من حواليه، ما استطاع كتابها إليه سبيلاً.
فعلى الرغم من أنّ الكثير من هذه التعليقات(التي من المفترض بها أن تكون quot;تعليقات داخليةquot;، تتناول quot;باطن النصquot;، وما جاء فيه من عقل أو ضده) تتكاثر وتتكرّر كquot;تعليقات خارجيةquot;، وأخذ ورد بين شخوص المعلّقين أنفسهم، حيث هذا ينال من شخص ذاك، وذاك ينال من دين وسياسة ورئيس وزعيم ذاك، لتتحول تلك إلى quot;حرب كلاميةquot;، كquot;داحس والغبراءquot;، رغم ذلك فأنها تبقى تعليقات، يجب أن تُحترم، وتّقدر، لأنها تعبّر في المنتهى، عن واقع مكبوت موجود لquot;قراءة عربية موجودةquot;، تعيش بلحمها ودمها، على طول الوطن العربي الذي يصل تعداد الأميين فيه إلى أكثر من 65 مليون إنسان، ثلثاهم من النساء، أي أكثر من 30% من مجموع السكان العرب، علماً أن نسبة مجموع الكتب الصادرة باللغة العربية(أقل من 1%) مع حوالي أربعة آلاف لغة أخرى في العالم، تساوي حوالي 5% فقط مقابل نسبة 95% من الكتب التي تصدر باللغات الإنكليزية(60%) ثم الفرنسية فالألمانية فالروسية!
وإذا كانت هذه التعليقات تجلب أنظار الكثيرين ممّن يريدون تفريغ الكلمة من العقل، وشحنها بالمزيد منquot;الدين والدين المضادquot;، وquot;الكبت والكبت المضادquot;، وquot;الكراهية والكراهية المضادةquot;، وquot;الثأر والثأر المضادquot;، ولكنها تبقى في المقابل quot;تعليقات صحيحةquot;(بغض النظر عن صحتها أو خطئها، معقوليتها أو لامعقوليتها، واقعيتها أو خياليتها)، لأنها تعبّر في المحصلة، عن واقع عربي(أو لنقل شرقي) صحيح، لأنه موجود. هذا فضلاً عن أنّ هذه التعليقات تزيد من quot;حرارة الموقعquot;، ولطافته، وحريته، وتزيد من زواره ونزيليه الدائمين، كما أنها تحقق المزيد من التواصل بين الكتاب وقرائهم، وتزيد من الحرية في العقل، والعقل في الحرية.
صحيحٌ أنّ الكثير من هذه quot;التعليقات والتعليقات المضادةquot; لا تبني النص، ولا تفعّل من العقل فيه، بقدر ما أنها تجيّش العاطفة، للسقوط في المزيد من quot;اللاعقلquot;، ولكنها تبقى quot;تعليقات حرةquot; في طريقها إلى المزيد من العقل، لأن الحرية هي الأول من كل عقل. فلا عقل من دون حرية.
فكل تعليق، أياً كان وممن كان، وفي أيّ اتجاهٍ كان، هو يمثل كتحصيل حاصل، جزء من quot;الحقيقة العربيةquot;، أو حقيقة quot;العقل العربيquot;، بشقه القارئ، أي بإعتباره quot;عقلاً قارئاًquot;، وهو يعكس بالتالي، حقيقة quot;عقل الشارع العربيquot;(أو لنقل الشارع القارئ بالعربية، عرباً وأعاجم)؛ هذا العقل، الذي يصرّ في كثيره على قراءة العقل بالنقل وأضداده، وعلى قراءة quot;داخل النصوصquot; بخارجها.
كتب مدير تحرير إيلاف الشاعر العراقي(شاعر ما بعد الياء) عبدالقادر الجنابي، في مقالٍ له(حرية التعليق وبارومتر الذهنية العربية، إيلاف، 22 أوكتوبر 2007)، ذات يوم:
quot;بين الكاتب والقارئ، بين المفكر والمتلقي ثمة خط أحمر صغير نحاول قدر الإمكان احترامه هو: الأسلوب. هناك من يحاول أن يعبر عن غضبه مما يقرأ، بعبارات جارحة وبذيئة مما نضطر الى عدم نشرها. وهناك أولئك الذين يتربصون بكتاب ليس من quot;حزبهمquot;، ما إن تظهر مقالة لأحد هؤلاء الكتاب، حتى تأتي تعليقات أولئك المتربصين جاهزة، وأحيانا حتى قبل ان يقرؤوا المقالة.... هنا أيضا نحاول قدر الإمكان عدم نشر هذه التعليقات الملفقة... وإن أحيانا يفوت على احد مسؤولي نشر التعليقات فينشرها ظنا منه بحسن نية كاتب التعليق...(...) وبالتالي ما خانة التعليقات هذه سوى مرآة الذهنية العربية السائدة. ومن هنا نجد أهمية إعطاء مساحة أوسع للتعليقات، لأن عبرها يمكن للقراء والكتاب معا فهم بعض أسباب تخلف الذهنية العربية وفي الوقت نفسه أسباب تطورها، وكيفية معالجة بعض القضايا الساخنةquot;.
جداً صحيح، الكثير من هذه التعليقات لا تكشف عن بعض quot;أسباب تخلف الذهنية العربيةquot; فحسب، وإنما هي تكشف أيضاً عن بعض أسباب تخلف الشرق(كل الشرق الميت في الوراء من الدين والدنيا، وما بينهما من مخلفات ورائية كثيرة)، بأكمله، عرباً وأعاجم.
فلنترك هذا القارئ(كل القارئ)، ومنه من يقرأ الفال أكثر من قراءته للمقال(مها تكن قراءته قاسية)، لحريته المفتوحة، كما يشاء لها أن تكون، كي يطلعنا على حقيقة الشارع العربي، وما يغلي فيه من عقلٍ، وجيرانه من الشوارع الأعجمية الأخرى، القارئة بالعربية، على كل المسكوت عنه، من quot;باطن العقلquot;، وquot;وراءquot;ه، وquot;جنباتquot;ه.
المأخذ الكبير، كما أراه، في علاقة الكتاب بقرائهم، من خلال منبر إيلاف مثلاً، هو أنّ التواصل الفاعل، والتفاعل المتواصل، بين المكتوب والمقروء، وبالتالي بين الكاتب وقارئه، يكاد يكون شبه معدوماً.
حسب اطلاعي، الكاتب الزميل أحمد أبو مطر، هو من الكتاب القلائل جداً ممن يحاولون بين كل فترة وأخرى محاورة قارئه، عبر مقالات يخصصها لمناقشة ما تلقاه من ردود أفعال وتعليقات وتعليقات مضادة، وأرى في هذا نعمةً إضافية تضاف إلى الكتاب، بإعتباره عقلاً يتحرك، يحاور ويتحاور، لا عقلاً يستقر، يتموقع، ويتجاور.
فمثلما الكاتب هو نعمة لقارئه، كذا القارئ والقراءة هما نعمةٌ أكيدة للكاتب. كلاهما نعمةٌ واحدة، يؤسسان معاً، للمزيد من المكتوب والعقل القادمين: القادم من الكتاب في العقل، والقادم من العقل في الكتاب.
البعض القارئ لكتاباتي مثلاً، يسألني عبر تعليقاته المتكررة، دائماً، مرةً عن ديني، وأخرى عن حزبي، وثالثة عن زعيمي، ورابعة عن راتبي المقبوض سلفاً من quot;الجهات المدسوسةquot; التي تستكتبني، وسوى ذلك من هذا الكلام الكثير السائل. وهذا حقه في أن يرتكب السؤال كما تقول له قراءته.
للقارئ حقه، بالطبع، في أن يسأل ما يشاء، ولا حدود عندي تحد السؤال، مهما كان إشكالياً.
لهذا وكي أؤسس لحرية أرحب وأوسع بيني وبين هذا القارئ السائل(سواء من خلال تعليقاته على صفحات إيلاف أو عبر الإيميل ووسائل التواصل الأخرى)، سأستأذنه بالدخول إليه، وطرق أبواب عقله، بالآتي من الكلام الجواب.
هذا البعض من الكلام الخارج على كل quot;العقل المتديّنquot;، وquot;العقل المسيّس المؤدلجquot;، وquot;العقل الشلليquot;، وربما الخارج على عقل الرؤساء، وكل القادة، وكل معلباتهم الفكرية، والحزبية، والإيديولوجية، هو مجرد توضيحٍ فقط، أو لنقل quot;حوارٌ في السؤالquot;، لا أكثر ولا أقل.
أنا الخارجي، الذي لا رئيس لي، ولا دين لي، ولا إيديولوجية لي، حيث عقلي هو رئيسي وديني ووطني وقوميتي وشخصيتي، لا ولن أمثل رئيساً، ولا حزباً، ولا ديناً، ولا إيديولوجيةً، لا هنا ولا هناك.
أنا كردي، على طريقتي الخاصة، التي أحمل من خلالها وطني في عقلي، لا على طريقة هذا الحزب الكردي وقائده أو ذاك(من البارزاني إلى أوجلان).
لست quot;صنيعاً سياسياًquot;، كي أسير كما يسير القائد، وأقف عندما يأمر هذا الزعيم أو ذاك quot;مصنوعاتهquot; بالوقوف كالأصنام.
أنا، هو صنيع عقلي، الذي هو قائدي.
أنا إذ أكتب في الدين، فلا أريد التأسيس لquot;دين آخرquot;(أياً كان هذا الدين)، بقدر ما أريد التأسيس لquot;دنيا عاقلةquot;، قدر المستطاع، وفي حدود عقلي الذي أريد للحرية أن تكونه.
أنا الذي لا دين لي، أعيش منذ اشتغالي على العقل وبه، تاركاً كل الدين، ومطروداً من quot;قدسيتهquot;، كما أردت، وثم أراد لي quot;الفتوَجيونquot; من ديني الذي ولدت عليه، وسُجنت فيه يوماً، أن أكون.
أحترم كل الأديان، طالما هي تحترمني. وتحترم عقلي، وحريتي.
أعرف أن لكل دينٍ عقله، ولكني أعرف أيضاً أن ليس للعقل دين.
من هنا، في الوقت الذي يترك quot;أهل العقلquot; الدين وآله وصحبه أجمعين، بأن يكونوا ما يشاؤون من عقلٍ، على أهل الدين أيضاً أن يتركوا العقل في أن يكون quot;لادينهquot; كما يشاء.
ما المشكل إذن، طالما أن الله خلق الإثنين معاً، الدين والعقل، أو الدين في عقله، والعقل في لادينه.
وأنا إذ أكتب في نقد الكرد وكردستانهم الراهنة المتحققة، فلا أريد بذلك التأسيس لquot;كردستان ضد كردستان آخرىquot;، أو لquot;كردستان أخرىquot;، على حساب أكراد آخرين.
وإذ أنقد كردستان البارزاني والطالباني، فلا أريد من وراء ذلك التأسيس لquot;كردستان أوجلانيةquot; بديلة، كما يريد البعض أن تكون. فلا هذه تحل محل تلك ولا تلك تحل محل هذه.
كلاهما تعبران، عن جزء من quot;الحقيقة الكرديةquot;، بغض النظر عن خطئيتها أو صوابيتها.
لست مع هذه تعبد وتقدس البارزاني، ولا مع تلك تعبد وتؤله أوجلان، حيث لكلتا الquot;كردستانينquot; أخطاءهما، وزلاتهما وسقطاتهما.
كلتاهما، لهما ما لهما وعليهما ما عليهما. ولكن الديكتاتور(فكراً أو ممارسة) بكل أسف، حيٌّ يرزق في كلتيهما.
ولكن الفرق بين هذه وتلك، هو أنّ هذه سلطة quot;متحققةquot;، حيث تقيم في العراق كquot;شبه دولةquot;، تمشي على الأرض بحكومة وجيش وبرلمان وميزاينة، أما تلك فلا تزال معارضة، ومفترضة تقيم في الجبال، وسط دماءٍ أكيدة تسقط كل يوم، في شهادةٍ أكيدة.
ثمّ إنّ نقد المتحقق، كما أذهب، هو أعقل من نقد ما هو مفترض؛ نقد الموجود في كردستان موجودة، أنفع من نقد اللاموجود في quot;كردستان لا تزال غائبة غير موجودةquot;، هذا فضلاً عن أنّ رصيد قائد(أو قادة) كردستان المتحققة في البنوك، من المال العام بالطبع، قد بلغ حسب خبراء أمريكيين، المليارين(للبارزاني) و400ألف دولار(للطالباني)، فيما رصيد الآخر، قائد كردستان المفترضة، فهو السجن المؤبد، والمصير المجهول.
لست مع quot;كردستان أوجلانيةquot;تختزل كل الألوان في لون واحد، وكل الأحزاب في حزب واحد، يقوده قائد واحد أوحد لا شريك له، ولا مع quot;كردستان بارزانية/ طالبانيةquot;، يحكمها العشيرة والعائلة وآل القائد وصحبه، ولكني مع كردستان المواطنة(كأي وطن علماني حرّ آخر، في هذا الكون، يكون القانون الوضعي فيه هو الفوق و الحَكَم) وطناً نهائياً للجميع، من الجميع وإليهم.
لست مع quot;كردستان البارزانية/ الطالبانيةquot;، التي تمشي إلى أكثر من ديكتاتورية(ديكتاتورية الحزب، والدين، والعشيرة، والعائلة)، كما إني لست مع quot;كردستان الأوجلانيةquot; أيضاً، التي تمشي إلى ديكتاتورية الفكر الواحد، والحزب الواحد، والقائد الواحد.
أنا إذ أكتب في السياسة، لا أريد الوصول إليها، لأني بكل صراحة لا أحب ممارسة السياسة، بإعتبارها quot;ديناً ضد دينquot;، أو quot;جيباً ضد جيبquot;، أو quot;عقلاً ضد عقلquot;، أو quot;قلباً ضد قلبquot;..
أنا إذ أكتب في السياسة وشقيقاتها، لا أسعى إلى إرضاء quot;سيدة العلىquot; سياسة، بإعتبارها quot;سماءً أعلىquot; أو quot;ديكتاتوريةً أعلىquot;، ولا إلى إرضاء ركابها ورجالاتها الساعين دوماً، إلى quot;المصالح الدائمةquot;، وquot;الجيوب الدائمةquot;، وquot;المواقف الدائمةquot; التي لا تصنع خلا العجين الدائم، وquot;العلاك المصديquot; الدائم، وأنما أكتب كي أعيش ويعيش العالم أفضل وأحلى.
أنا لا أحبّ الزعماء(خصوصاً الذين يختزلون كل الشعب وكل الوطن وكل الثورة في صورتهم)، ولا ولن أحيا لحياتهم، كما لا ولن أموت لموتهم..
quot;لهم دينهم ولي دين..لهم حياتهم ولي حياة..لهم عقلهم ولي عقلquot;.
أنا إذ أكتب، أحاول أن أعيش ذاتي وأكونها، كما هو أنا.
أنا أعيش في ذاتي، كي أترك للآخرين في ذواتهم يعيشون بسلام.
أنا أعيش، كي أدع الآخرين يعيشون.
إنا نكتب إذن نحن نعيش...
نحن وأنتم نقرأ لنكتب، ثم نكتب لنقرأ من جديد، إذن نحن موجودون..
إنا لله، إذ يكتب ويقرّئ، وإنا إليه لراجعون.
دعونا نقرأ بحرية، لأن القراءة هي أول الطريق إلى عقل الحرية.
دعونا نقرأ، لأن القارئ هو الخالق الأخير للكتاب الأخير.
دعونا نكون القراءة، كي تكوننا الحرية.
دعونا نكون الحرية، كي يكوننا العقل.
دعونا نقرأ بحرية، كي نكون ونوجد أكثر.
تصبحون على وجود أكثر،
وقراءة أكثر،
في إيلاف أكثر
هوشنك بروكا
التعليقات