ليس للمنطقة التي تسمى (جكوك) مكان على الخارطة ، فهي مجهولة تماما وان كانت تقع ما بين منطقتين معرفتين في بغداد هما الكاظمية والشعلة ، ولا اعتقد ان احدا ذهب اليها وزارها وعرف ما لها وما عليها ، لكن الفنانة العالمية انجلينا جولي عرفتها فذهبت اليها لتتفقد احوالها كقضية انسانية ، جولي التقت الناس هناك وتعرفت على معاناتهم ومعيشتهم التقت النساء والاطفال وبالتأكيد انها شعرت بالفرق الشاسع بين حياتها وحياتهم.

هذه المنطقة.. تعيش منعزلة عن العالم ، منقطعة عنه تماما ويقطنها المهجرون والذين بلا سكن ويجدون صعوبات لا تعد ولا تحصى ، كانت قبل ذلك وما زالت اجزاء منها مكبا للنفايات ، هؤلاء الناس يعيشون على هذه الارض التي تجري من تحتها الخيرات وانهار الذهب ، نمر عليها ولا نلتفت الا والدهشة ترفع راياتها في انفسنا ، تشعر ان كل شيء مبعثر وكل بيت يرفع راية احزانه عاليا ، لكنها للاسف لا ترى بالعين المجردة !!.

انجلينا جولي.. اكتشفت (جكوك) ، هذه المنطقة التي تبعد عنها ملايين الكيلو مترات ، فيما نحن لم نكتشفها وهي لا تبعد عنا سوى امتار ، جعلتنا نصعر خدودنا للخيبة ، وندرك كم نحن تائهين عن انفسنا في الموج المتلاطم ، وليس لنا من الحواس سوى نتوءات نشغلها وقت حاجتنا اليها وحين تتحرك مصالحنا الخاصة ، وقد سألت الكثيرين عن (جكوك) واستغربوا من السؤال الذي ليس لديهم اجابة عنه ، تصوروا الاسم خارج منطقة المعلومات ، لذلك انا لا اعتقد ان برلمانيا زار المنطقة ، ولا مثقفا او فنانا ، وذكرها عند من يعنيهم الامر او في وسائل الاعلام ، او التقط صورة للواقع التي تعيشه الناس في جكوك ، وربت على اكتاف الناس فيها وطالب بحقوقهم وتخفيف معاناتهم ، وهل حاولت برلمانية ان تقوم بما قامت به انجلينا ؟، يا ترى.. هل انجلينا اكثر انسانية منا؟ ، سؤال يبحث عن اجابة.

عبد الجبار العتابي