محمد موسى ndash; إيلاف:من بين العديد من الفرق الموسيقة الكبيرة التي ظهرت في السبعينات من القرن الماضي، بقيت فرقة quot;آباquot; السويدية بعيدة عن السينما، ولم تحضر موسيقاها الا في بعض الافلام الخاصة، وغالبا الكوميدية(لا يمكن تصور مثلا، فيلم من افلام المخرج الاميركي مارتن سكورسيزي المبكرة، بخلفية موسيقية لفرقة quot;آباquot;!!).السبب يعود ربما، الى الدراما العالية في اغاني الفرقة، والاجواء quot;الاوبراليةquot; التي تضمنتها موسيقاهم، كوجود ما يشبه quot;الكورالquot;، الذي يخلق لوحده ايقاعا موسيقيا ونفسيا خاصا، كثير التطلب ويستدعي الانتباه.
اللغة الموجودة في اغاني الفرقة، هي ايضا لغة خاصة، بسيطة رغم شاعريتها. فالذين كتبوا الاغاني للفرقة، كانت اللغة الانكليزية، هي لغتهم الثانية،لذلك خلت اغانيهم من البلاغة المستترة، والتي يمكن ان تقدم ضمن نسيج فيلمي معين، دون ان يتاثر هذا الاخير بدراما الاغاني quot;الفاقعةquot; وشعبيتها الهائلة.

من فيلم ماميا
هذا لا يعني ان موسيقى فرقة quot;آباquot;، فارغة او مسطحة او لا حياة لها، فهي مازلت شعبية جدا، رغم توقف الفرقة عن الغناء منذ حوالي 25 عاما، والطاقة التي تملكها موسيقاهم، مستمرة الى اليوم.هذه الطاقة نفسها، هي التي تقف وراء النجاح التجاري لفيلم quot;مامياquot;، والذي يعرض الآن في الصالات الهولندية،فالحياة تدب في اوصال الفيلم، عندما تبدا الموسيقى فقط، وكل ما عدا ذلك،هو قصة شديدة الافتعال والخفة، وبعيدة كثيرا عن عالم وتاريخ السينما الغنائية، والتي قدمت بعض كلاسيكياتها، الصراع الطبقي والعنصري،وارتبط العديد من افلامها الاخرى،بالشباب وغضبهم وتطلعاتهم.
الفيلم يقدم الاغاني الشهيرة للفرقة الموسيقة، والتي قدمت في فترات زمنية مختلفة، وينسج حولها قصة الفيلم، وهذا ما يفقد الفيلم، من اي دراما جدية مبتكرة، دون ان تفقد الاغاني (وهذا شيء غريب حقا)، بريقها بالكامل، بالرغم من الالف المرات التي ذعيت فيه الاغاني. في محطات الراديو،على الاسطوانات، في الحفلات الخاصة، في حانات فارغة،واخرى مليئة بالبهجة!.

الفيلم الماخوذ عن مسرحية غنائية بنفس الاسم قدمت لاول مرة في لندن عام1999، يقدم مجموعة من النجوم في مقدمتهم، الممثلة الكبيرة quot;ميريل ستريبquot;، والتي حصلت على البطولة، بعد ان ارسلت رسالة اعجاب عادية الى منتجي المسرحية الغنائية، والتي شاهدتها في مدينة نيويوك الاميريكية في بعد التفجيرات التي شهدتها المدينة عام 2001.ميريل ستريب تمثل وتغني وتقدم واحد من اجمل مشاهد الفيلم، عندما تقف فوق الجبل في احد مشاهد الختام، لتغني quot; the winner takes it allquot; (الفائزون ياخذون كل شيء). النجوم، الرجال الثلاث،وفيهم جميس بوند سابق ( الممثل البريطاني الاصل quot;, Pierce Brosnanquot; (بيريس بروسنان) )، والاصدقاء السابقين للبطلة في الفيلم، لا يجيدون الغناء كميريل ستريب، ليزيد من حراجة اختيارهم للفيلم البعيد تماما بقصته وغنائيته عن سيرتهم الفيلمية.

قصة الفيلم:سيدة امريكية تملك فندقا صغيرا، في احدى جزر اليونان الساحرة. قبل ايام من زواج ابنه هذه السيدة، تقوم الابنه وبدون علم الوالدة بدعوة ثلاث اصدقاء سابقين لوالدتها، والذين حصلت على عناوينهم من دفتر يوميات الام. اي من الرجال الثلاثة والذين صادفت الظروف ان يكونوا في حياة الوالدة قبل انجابها لابنتها الوحيدة، ممكن ان يكون الاب المجهول للابنة!.

ميريل ستريب في ملصق الفيلم

معلومات عن الفيلم
أخراج
Phyllida Lloyd
أنتاج:أمريكي

سنة الأنتاج: 2008

بطولة
Meryl Streep, Pierce Brosnan, Amanda Seyfried, Colin Firth, Stellan Skarsgard
نوع الفيلم: غنائي، كوميدي

طول الفيلم: 108 دقيقة

الفيلم صالح للمشاهدة لفئة PG-13

[email protected]