الجزائر: اختتمت سهرة يوم الأربعاء 07 تشرين الأول/أكتوبرالجاري فعاليات الدورة الأولى للأيام السينمائية في الجزائر العاصمة بالإعلان عن أسماء الفائزين بالمسابقة الوطنية للسيناريو التي أطلقتها قبل عدة أشهر الجمعية السينمائية المستقلةquot;لنا الشاشاتquot; منظمة التظاهرة السينمائية الحديثة النشأة بالمشهد السينمائي الجزائري، ترأس لجنة تحكيمها المسرحي الجزائري سليمان بن عيسى رفقة المخرج والناقد المصري أحمد عاطف ومحمد بن صالح الأستاذ الجامعي ومدير متحف السينما بوهران في الجزائر.
ذهبت جائزة أحسن سيناريو عن فئة الأفلام الطويلة للشابة الواعدة مريم ونوغي عن عملهاquot; الحقرة مادومشquot; وتتمثل جائزتها في منحة لإقامة كتابة سيناريو في فرنسا لمدة ثلاثة أشهر حيث أثنت صاحبة الجائزة على مبادرة المنظمين وشكرت لهم جهدهم وسعيهم لمساعدة المواهب الشابة العاشقة للفن السابع ، أما جائزة أحسن سيناريو لفئة الأفلام القصيرة والتي كانت بإجماع أعضاء اللجنة فذهبت للمخرجة الواعدة quot;ياسمين شويخquot;عن عملهاquot;جنquot; والتي وعدت أن فيلمها سيعرض خلال الدورة القادمة للايام السينمائية إن توفرت الأموال لإنجازه. وقد أنجزت ياسمين شويخ في السنوات الماضية فيلما قصيرا عنوانهquot;البابquot; شاركت فيه بالعديد من المهرجانات السينمائية ولاقت استحسان النقاد والمشاهدين العاديين، أما جائزة أحسن سيناريو للفيلم الوثائقي كانت من نصيب الروائي محمد مجاني عن عمله quot; الحلم الاسلنديquot; كما وزعت خلال سهرة الاختتام شهادات تشجعية وكانت حصة الأسد لفئة الأفلام القصيرة التي حصد المشاركون فيها ثلاث جوائز للآتية أسماؤهم : أسعد عبد العزيز، مزنار ظريفة، عبد الكريم تازاروت و سليمة أيت مصباح عن فئة الأفلام الوثائقية،بن باهي زبيدة بالنسبة إلى الأفلام الطويلة.
أكد المخرج الفلسطيني نزار حسن وهو يسلم جوائز المسابقة للفائزين أهمية العناية التي أولتها الجمعية المنظمة للايام السينمائية للفيلم الوثائقي من خلال إدراجه ضمن مسابقة السيناريو مؤكدا أن الاهتمام بهذا النوع من الأعمال أمر نادر بالتظاهرات السينمائية العربية.
أما أحمد عاطف فقال إنه استمتع بقراءة السيناريوهات التي تقدمت للمشاركة بالمسابقة مؤكدا أن جميعها تميزت ببصمة الهوية والهموم الجزائرية مشيدا بالتجربة وأهميتها في إنعاش المشهد السينمائي الجزائري ، والمنحى نفسه ذهب اليه محمد بن صالح الذي حيّا بدوره المبادرة مؤكدا أنها تأتي في الوقت والمكان المناسب وأن غالبية الأعمال التي تقدمت تبشر بالخير لمهنة السيناريو في الجزائر وكركيزة أساسية للإنطلاق في الأعمال السينمائية بمختلف أنواعها وأنماطها، أما سليم عقار رئيس الأيام وجمعية quot;لنا الشاشاتquot; فقد تمنى أن كل المشاركين والمتتبعين لمختلف فعاليات التظاهرة قد استمتعوا بالمغامرة السينمائية التي يخوضها لاول مرة متمنيا إستمرارها وتألقها خلال السنوات القادمة مؤكدا أنها فضاء سينمائي يضاف للقلة القليلة من المواعيد السينمائية في الجزائر وفي العاصمة تحديدا.
المخرج الفلسطيني نزار حسن يؤكد ل quot;ايلاف quot;خطورة الاعمال السينمائية المشتركة على السينما العربية:
تألقت الايام من خلال العروض السينمائية التي برمجت بقاعتي ابن زيدون وكوسموس المتواجدتين بمركب رياض الفتح المعروف في العاصمة الجزائرية بمقام الشهيد حيث تم عرض 17 فيلما بين طويل وقصير ووثائقي صالحت جمهور العاصمة مع الفضاء السينمائي وكانت مناسبة لمجيئه إلى قاعات السينما.وخاصة أن غالبية الافلام تعرض لأول مرة للجمهور الجزائري المتعطش للفن السابع العالمي والعربي على الخصوص .
من أبرز المواعيد أيضا التي تميزت بها الايام السينمائية في الجزائر العاصمة الندوات السينمائية التي نظمت، وشهدت نقاشات حادة بين المشاركين فيها والمستمعين اليها، الاولى عن كتابة السيناريو بالوطن العربي.الثانية عن أهمية الفيلم القصير بالمشهد السينمائي الجزائري والثالثة عن وضعية الفيلم التسجيلي بالوطن العربي وكان من بين المتدخلين فيها الاستاذ منتصر مرعي الذي لخص تجربته بقناة الجزيرة وتحدث بإسهاب عن مجال انتاج الافلام التسجيلية وأهميته دون أن يوفت فرصة دعوة السلطات الجزائرية لإعادة النظر في القرار الذي اتخذته منذ سنوات بمقاطعة هذه القناة مؤكدا، أن لا دخل لقناته بما حدث .وكشف في السياق ذاتها أن قناة الجزيرة الوثائقية ستنطلق خلال الفترة القادمة ببث مجموعة من الافلام التسجيلية عن العديد من الشخصيات الجزائرية التاريخية والفكرية والسياسية منهم الامير عبد القادر ومالك بن نابي.
وفي إطار ندوة الفيلم التسجيلي اقتربت إيلاف من أحد المخرجين العرب الذين تميزوا بمداخلتهم حول كينونة ومصير الفيلم التسجيلي بالمشهد السينمائي العربي المخرج السينمائي المتمرد نزار حسن واستفسرت عن موقفه بخصوص هشاشة ما يعرض حاليا من أفلام سينمائية على العموم والتسجيلية على الخصوص و أكد المخرج الفلسطيني نزار حسن مستندا إلى عصارة تجربته ومنطلقا منها أن المخرجين العرب سقطوا سهوا أو بإرادتهم في التقليد الساذج لسينما غيرهم وابتعدوا عن واقعهم وعما هو فن سينمائي بعد أن أصبح الفيلم لديهم مجرد سلعة
مشيدا بأهمية السينما التحليلية التي تسعى إلى خلق حالة من التصادم مع شخصياتها في ما بينها والتي تتصادم مع المجتمع وهي تعكس شخصيته الحقيقية والتي يحاول أن يصادم من خلالها مع السينما ومع نفسه ،إنه يقدم سينما تقاوم ذاتها وتصادم ذاتها حتى تستطيع بناء شيء جديد كما يقول ، كما حذر في سياق حديثه معنا من قضية الشراكة بالاعمال السينمائية وأن المستفيد الاول منها هو العالم الغربي ومن بعده اسرائيل مؤكدا أن السينما العربية والمخرج العربي هو اكبر خاسر في القضية لأن أعماله ستكون وفق أجندة يتم إملاؤها من هؤلاء مشددا على أهمية عين السينما كراصد ذي رؤية يتابع المهم من الأحداث ويسجلها ويعرضها وفق أجندة عربية نابعة من ذاتنا.
لم يكتف المخرج الفلسطيني نزار حسن بوضع إصبعه على الجرح بل اقترح حلولا واقعية لمواجهة هذا الاستيلاب السينمائي الذي يعاني منه جل المخرجين العرب والذي دعا من خلاله الى ضرورة الاعتماد على التمويل الرسمي المحايد وخلق الصناديق التمويلية بالوطن العربي مبرزا اهمية أن يتجمع السينمائيون العرب ضمن نقابة تدافع عنهم وعن مصالحهم الفنية اولا والمادية ثانيا .
لقد كانت الايام السينمائية فرصة للتعرف والتعريف بهموم الفن السابع بالوطن العربي على العموم والجزائر على الخصوص كما كانت مناسبة لاحتكاك ممتهني الفن السابع في الجزائر بنظرائهم العرب والاجانب المشاركين بهذه الايام.