السقطة المريعة لمفتاح الزمان
هذا النهار، السماء أشدّ نداوة من ظلال الأحلام، واللازورد المنجّم يسيل
فوق الغصون والأحجار والتكهنات المتقلبة للرغبة.
مبادلة الأسرار
لا تجرح اليد الخالية من الأظفار
والفكرة تفكك طويل لكل ما لا نفتقده في القرابين التي نرفعها لآلهتنا العطشى
في الأفلاك العتيقة.
نائمة في صيف الكمانات، تتململُ شمس تقدماتنا وتنفتحُ باتجاه المشيات
المتصلبة للتوردات العميقة لفجرنا الحيران.
في التحركات اللامرئية لتنفسات الوردة. أصغينا طوال الليل للسقطعة
المريعة لمفتاح الزمان وأحصينا موتى بلاد النخل المغلقة.
لأجل هذا النهار الذي يثني البحر عن كشف أصدافه المتناوبة في هواجس
الغرقى. يلزمنا التجوال في الدروب المضببة للأبدية.
أختنا الوردة تكشف سرّتها للصيف وتحتجب خلف القناديل المستهدفة للسرّ في الحديقة. عبر الفسحات المتشابكة والتقاطعات المادية لسراب ثمرة جهد الانسان
كنّا نطوي القيلولة الهاذية للموت ونركنها بين الظلال العظيمة للدودة المخربة.
ما لا نفكر فيه، حاضر بقوة صلابته دائماً ويسلبنا دفء الجذور والقنديل
الضعيف للكينونة. لا ينبغي لنا النوم في الشواطىء الواطئة تحت الأشجار.
طيور ناعسة أكثر وطأة على العالم من برد البراكين. تتجول في الاهتزازات
المشوهة لأحلامنا وتسلبنا النسمة المتعفنة للحياة.
15 / 1 / 2008 مالمو
كل ولادة تدفق حيّ لفقدانات جديدة
تموت سنوات صيف الثمرة وتعود أكثر صفاء في طيرانها بين الأفنان
المتثائبة لحياة الانسان.
هل تجدي تراتيلنا نفعاً وسط هذه الشهقات العليلة لأشرعة النهار المقيدة
والطافية فوق مياه الصمت الممتدة باتجاه ذبول الأشياء ونظائرها المتعددة ؟
غرف أنثوية عميقة في الشجرة النقية للزمن، تحجبنا عن رؤية الصلاه
الخفيفة للفراشة في غابات الرغيف، لكن النشوة الفاترة لحملقاتنا في
الممرات العالية لما وراء الوجود. تصيبنا بالتشنج والانحلال،
والانحرافات الغامضة لقناديل المطلق التي تسحبنا باتجاه الاشارات المتهدجة
للمادة. لا تعيننا على النهوض من رقادنا المنعطف بين الحشائش المتعففة في تلوناتها المزدوجة.
في كل رابية ومنحدر لنا ريشة متثائبة
وفي كل حقل وصخرة
لنا نافذة نرنوا عبرها الى الاعصار الذي يحنو على حيواتنا عديمة الرائحة.
ينبغي أن نضرم النار في الجرح
ونرافق زيز الحصاد الى شعائره الخطرة.
كل رعشة علامة صمت
وكل ولادة تدفق حيّ لفقدانات جديدة.
وحدها الظلمة العاشقة تعانق السنبلة والفضاءات المقفلة.
15 / 1 / 2008 مالمو
تعرجات أنهار لموتى طويلة
لا قرابة لي مع الغيوم وشفافياتها ولا صداقة
ولا الفة لي مع التعاطفات الندية للغابة وأقمارها الضنينة
أضاعت جذرها حياتي في اليقظة المنتصبة للرماد الثقيل
وانسدّت الذبذبات المتصدعة لأحلامي على الأشجان والحجارة
المتضعضعة. أيامي المضمّدة تعرجات أنهار لموتى طويلة
تنام فيها الرموش المتهدلة والرغبات الذابلة العصية.
في الحضيض الذي ينسدل على أنقاض أغنيتي
لا أملك ضفة
ولا طلاوة ليل
غبار حياتي الأسيرة يلفعني بروائح ذكريات من رحلوا من أحبائي
ويهتز حاضري من صرير الى صرير.
السياجات الباعثة على الغثيان تحجبني عن المشي في أرض الرغبة
وهذا النهر المتدفق في ملامساته لصحراء العالم
أكثر توهجاً منّي في تلاشي حلمي المحكوم عليه بالظلام.
15 / 1 / 2008 مالمو
* شاعر من العراق يقيم في السويد
[email protected]
التعليقات