(1)
أقف أمامك مومياء في تابوت حجري
أحدق في عينيك اللوزية
أتمتم صلوات فرعونية
خبأت في عيوني
وأسكنتك في قلبي
وأهديتك ديوناً
في شعر الحب من عندي
لكن عيونك كانت كالهدهد
تناديني للهجرة
وعبور الوديان السبعة
كنت ابتداءً أفضل أغلالي اليومية
أّابى أن أنسلخ من ذاتي
أو أقطع مألوفاتي
أخشى الرحلة
وأّّّّّّّّّّاثر أن أبقى
من أن أتلاشى أو أفنى
لكن عيونك كانت تدعوني للسفر
إلى طير الطيور وصورة الصور
والوصول إلى الاعتاب العلية
لنكون مرآة ساطعة
كالشمس بهية
(2)
طلبنا
عشقنا
عرفنا
استغنينا عن صفاتنا
توحدنا وتطهرنا
تحيرنا وصعبنا
وفقرنا وفنينا
وكانت النهاية
بداية البداية
كنا عشرة فأصبحنا واحد
وكنا واحد فأصبحنا عشرة
كنا قطرة فأصبحنا بحراً
وكنا بحراً فأصبحنا قطرة
وغرقنا في حيرة
لا فكر لنا ولا بصيرة
فجاءنا الصوت في وقت الظهيرة
من يفنى في الحب يتوحد
يرى نفسه فيه يتجدد
لا تضمه الأرض ويذهب
نجمة في السماء يصعد
(3)
وقفت اسأل عنك ثم أسألك
عن شؤوننا الكثيرة
الكبيرة الصغيرة
سأتلك
عن تيسير
عن محمود
عن خالد
عن الأيام والأوطان والديرة
وكيف نكون بعد اليوم
وهل من قادم آتي
يُكسّر قيدنا
يحررنا من الخوف
من الأغلال والفاقهُ
سألتك كيف ذهبت مسرعةً
ثملة نشوانه
بلا خمر
ولا كأس
ولا حانه
وكيف استقرّت
على وهج النار ولهانة
كيف احترقت كاملة
وأفنيت نفسك مسرورة
وتلونتِ بلون النار والجمر
وكيف أصبْتِ
وكنت عارفة
وكان عندك الخبر
وكيف أصبحتُ أعرفُ
من بين جميع الناس
وإن عندي الخبر
لأني أصبحتُ
بلا أثرٍ ولا خبر
التعليقات