في العام 1907 ذات العام الذي نشرت فيه الاديبة السويدية "سلمى لاغرولوف- "Selma Lagerlöf ابرز اعمالها في مجال ادب الاطفال رواية "مغامرات نيلز العجيب"، والتي حازت إثرها على جائزة نوبل عام 1909، ولدت ايضا مبدعة سويدية اخرى في مجال ادب الاطفال، بل هي الاديبة الاشهر عالميا في ذلك المجال الكاتبة "أستريد ليندغرين-Astrid Lindgren"، التي عرفت بإنتاجها الغزير والنوعي في ذات الوقت، مؤلفاتها تجاوزت المائة ترجمت الى 76 لغة في العالم وبيعت منها اكثر من سبعة ملايين نسخة، بعض اعمالها تحولت الى مسلسلات كارتونية وبعضها جسّد في افلام للكبار والصغار في آن واحد. كان على حق رئيس الاكاديمية السويدية حينما قال عنها: "شكراً لها فالسويد أصبحت قوة عالمية في مجال أدب الأطفال". ليندغرين الى جنب مجموعة من الكتاب والمبدعين السويديين وضعوا السويد شيخة البلدان الاسكندنافية في مقدمة بلدان العالم اهتماما، غزارة وشهرة في مجال ادب الاطفال.
ولدت ليندغرين في تشرين الثاني عام 1907، عاشت طفولتها مع اهلها في مزرعة بمدينة "فيمربي-Vimmerby" الصغيرة جنوب السويد، جمال الطبيعة وهدوئها الساحر شتاءا وصيفا اثرى مخيلتها بكل ما يثير الاطفال ويسحرهم.
قائمة اعمالها الادبية الطويلة بدأت في العام 1941 حينما تعرّضت ابنتها الى مرض في الرئة، فكانت تجلس الى جنبها وتسليها بتأليف القصص، حتى طلبت منها ابنتها يوما ان تحكي لها قصة عن شخصية كانت في مخيلة ابنتها اسمتها الطفلة "بيبي ذات الجورب الطويل" واخذت الام تقص الحكاية من مخيلتها، يوما بعد آخر تريد الطفلة من امها مزيدا من القصص عن تلك البنت المثيرة، حتى زادت الفصول واصبحت سلسلة نشرتها ليندغرين بين الاعوام 1945-1971. هذه السلسلة التي تعتبر اشهر اعمال الكاتبة ممثلة كارتونيا وتلفزيونيا ومعروفة بالعالم العربي باسم "جنان ذات الجورب الطويل".
مضافا الى سلسلة بيبي ذات الجورب الطويل هناك اعمال اخرى مهمة ايضا لا تقل شهرة على سبيل المثال "القزم" التي نشرت عام 1961، سلسلة "إميل في ليبرنا" المنشورة في الفترة 1963-1997، كذلك "في أرض الشفق" التي نشرت 1994، "أطفال فيمربي" نشر عام 1953 فكرة العمل تدور حول ستة اطفال في قرية فيمربي قبل ان تتحول الى مدينة، ايضا سلسلة كارلسون فوق السقف، سلسلة بيل بيرقسون، رونيا ابنة اللص وعشرات الاعمال المهمة الاخرى.
بعد 95 عاما رحلت ليندغرين الى دار الخلود في كانون الثاني عام 2002، وتركت ورائها منتجا غزيرا، ما بقي من مخطوطاتها الكثيرة وضعت منذ العام 2005 على لائحة التراث العالمي. في حياتها حازت على الكثير من الجوائز المحلية والعالمية في مجال ادب الاطفال، بعد وفاتها اصبح بيتها مزارا للسائحين على مدار العام، من يذهب الى هناك يلتقي بمعظم أبطال اعمالها في ساحة كبيرة بنيت امام منزلها لذلك الغرض، لها متحف خاص بها في مدينتها الصغيرة، وانتشرت العديد من التماثيل التي تخلدها في مختلف المدن السويدية. تكريما لها قامت السلطات السويدية بوضع صورتها على عملة ورقية من فئة عشرين كرون. واطلاق جائزة عالمية في مجال ادب الاطفال تحت مسمّى "جائزة استريد ليندغرين" تشابه في اهميتها جائزة نوبل
&
- آخر تحديث :
التعليقات