عُثر على آخر لوحة انجزها الرسام البريطاني فرانسيس بيكون قبل وفاته رسمها وهو يعرف بقرب أجله. وكشف مؤرخ الفن مارتن هاريسون عن لوحة بيكون الأخيرة التي لم تُعرض للجمهور ولم تُناقش أو يُكتب عنها قط. &وكانت لوحة "دراسة ثورة 1991" ضمن مجموعة "خاصة جدا جدا" ، على حد وصف هاريسون ، ولم يُعرف بوجودها إلا بعد عمل المؤرخ &على تحرير فهرس بأعمال بيكون الكاملة. وقال هاريسون عن "دراسة ثور" انها بيكون وهم يرسم موته مثلما فعل مع ثلاثيته الأخيرة الموجودة في متحف الفن الحديث في نيويورك. &ونقلت صحيفة الغارديان عن هاريسون قوله ان بيكون في هذه اللوحة "مستعد لتوديع العالم... بعد ان اشتد عليه المرض. &وكان يعرف تماما ما يفعله. &هل الثور في حالة دخول أم انه يتلاشى الى مكان آخر؟ الى محرقته؟"&
ورُسم القسم الأعظم من اللوحة البالغ ارتفاعها متران على قماشة خام. &واستخدم بيكون تحت الثور تراباً حقيقياً من مشغله الفوضوي الشهير في منطقة ساوث كنزينغتون وسط لندن. &وقال المؤرخ الفني هاريسون ان بيكون كان كثيرا ما يقول "ان التراب أبدي ونحن جميعنا نعود الى التراب". كما يشهد الثور على افتتان بيكون بمصارعة الثيران ، وهي موضوع تناوله أول مرة في عام 1969 وعاد اليه عدة مرات حتى عام 1987 حين رسم ثلاثيته الوحيدة عن الموضوع. &والأرجح ان يكون بيكون تعرف الى مصارعة الثيران عن طريق صديقه السوريالي ميشيل ليريس وليس مصادفة ان يموت ليريس قبل عام على انجاز بيكون لوحته الأخيرة. &
&
وكان بيكون في الثانية والثمانين حين انهى رسم "دراسة ثور" ، وبعد حياة من العربدة والفسوق انهار جسده تحت وطأة الأمراض. &وكان يعرف انه يحتضر. &وقال المؤرخ الفني هاريسون ان بيكون أُخضع لكثير من العمليات ولكنه لم يكن يشكو لأحد ولم يكن يريد تعاطف احد وكان يكره المستشفيات. &
في عام 1992 سافر بيكون لقضاء اجازة في مدريد ضد نصيحة اصدقائه. &وتوفي هناك في ربيع ذلك العام. وامضى المؤرخ هاريسون نحو 10 سنوات في العمل على مشروع كتالوج ريزونيه الفنان. &وهو فهرس يتضمن شرحا كاملا لكل اعمال بيكون. & وسيمكن مشاهدة ما يربو على 100 لوحة لأول مرة من أصل 584 لوحة حين يُنشر الفهرس بمناسبة ذكرى وفاة بيكون في 28 نيسان/ابريل عام 1992.
&
أشعر هنا في هذه الفوضى بالراحة وكأنني في بيتي، ذلك لأن الفوضى توحي لي بصُوَر.&
&