أغدقت على صدرها عطراً فاتناً، ولبست بنطالاً فضفاضاً، وظَفَرَت على رأٍسها زهرة حمراء صغيرة، تجلس على الرخام المكعّب، وهي تدير بين أصابعها صورته حين كان مُراهقاً: حنطيّ البشرة، ذو عينين زرقاوين .. ماضيةً تنظر إليه وهو يرسل شفرة الحلاقة فوق ذقنه الصغير، جَرَح نفسه من جرأة عينيه وهي تختلس النظر إليها، فسألته مبصرةً صورته باسمة:
ــ إنك جميل الآن أكثر من مراهقتك..!
فأفلتت ساتر النهدين لتبهره استدارتهما، إلى حدٍّ جعله يضع الشّفرة جانباً، ودون أن يزيل رغوة الحلاقة أشار إلى حلمتيها الحمراوين سائلاً:
ــ ما بالهما لا يذبلان كبقيّة الأشياء..؟!.
فأطلقت ضحكة رنّانة:
ــ كيف لهما ذلك وهما منزلقان دوماً في ربيعٍ غراميٍّ عصيّ..!
التقط يدها فقاومته كقطّة، فتبدّدت حالهما على طلقات المدافع وأصوات أجراس الإنذار، وطَفَحَت عظامهما خوفاً، فأمسك بها كي لا تسقط، وبقيا جامدين حتّى هوى المنزل فوقهما، فوضع جسداهما في نعشين متجاورين.
&