عندما قرر الدكتور (وداد بزوي) مشاركة قصة حياته التي نشأ فيها في العراق مع ابنتيه وعائلته، شعر أن أفضل طريقة لتحقيق ذلك هي كتابة مذكراته.
البزوي، الطبيب النفسي منذ فترة طويلة في برادفورد بنسلفانيا في الولايات المتحدة الإمريكية، نشر مؤخرًا مذكراته بعنوان "الرجل من بغداد" ونشرتها سي بي للنشر. صدر الكتاب في الوقت المناسب لميلاد بزوي التسعين والذي احتفل به في مايو مع عدد من أفراد الأسرة من جميع أنحاء العالم. الكتاب متاح في برادفورد، ويمكن أيضًا شراؤه عبر الإنترنت في أمازون.
خلال مقابلة اجريت له في منزله شاركته فيها زوجته شيريل، وهي مؤلفة بارعة، شارك بزوي أسبابه في كتابة مذكراته التي تتعمق في حياته كطفل وشاب نشأ في العراق، وكيف كان وطنه الأم الذي تغير على مر السنين.
تأخذ المذكرات القارئ إلى الصحراء مع الدكتور الشاب بزوي عندما قاد سيارته عبر ملايين الجراد في سيارة مرسيدس للوصول إلى مجتمع من 50 أو 60 كوخًا طينيًا في الصحراء. كما يصف نشأته كمسيحي في بلد تمتزج جيدًا مع الأديان الأخرى في ذلك الوقت. تأخذ مذكراته القارئ في رحلته عبر كلية الطب، وخدمته في الجيش، والانتقال إلى إنكلترا والعودة إلى العراق قبل انتقاله النهائي إلى أمريكا، وريف برادفورد.
"اعتقدت أن بناتي - لدي ابنتان (من زواج سابق) - لم يربين في العراق ولا يعرفن شيئًا عن العالم العربي وتقاليد الحياة هناك ..." قال البزوي عن سبب كتابته الكتاب. "قلت إنني سأكتب وأخبرهم كيف نشأت و(ما) المخاطر والمشاكل والصعوبات ومتعة أن أكون شخصًا من العراق".
قال البزوي إنه غالبًا ما تحدث عن حياته المبكرة مع الآخرين، وكتب بعضًا من ذكرياته على مر السنين، لكنه لم يفكر بجدية في تأليف كتاب حتى شجعته زوجته على ذلك.
شرحت شيريل بزوي سبب حثها زوجها على توثيق حياته. قالت شيريل بزوي: "عندما يتناول مشروبًا في الحفلات، غالبًا ما يكون لديه غرفة مليئة بالأشخاص الذين (يستمعون) إلى إحدى قصصه". وقلت له في طريق العودة إلى المنزل، "أنت بحاجة إلى تدوين ذلك لأن الناس كانوا مفتونين، لقد كان شيئًا لم يختبره أي شخص آخر".
قال البزوي إن زوجته "صعدت" من الضغط عليه لكتابة مذكراته عندما تقاعد أخيرًا من مركز الإرشاد حيث عمل كطبيب نفسي لمدة 45 عامًا. وأشار إلى أنه تقاعد أيضًا من مركز برادفورد الطبي الإقليمي وبيكون لايت في مناسبتين منفصلتين.
وتابعت شيريل بزوي: "مذكراته مختلفة لأنها ليست مثل أي مذكرات أخرى". "إنه يروي كل هذه الأشياء من طفولته التي كان من الممكن أن تكون طفولة أي شخص على مدى 1000 سنة الماضية (في العراق) - إنها مختلفة تمامًا عن هنا".
ومن بين الذين علقوا على الكتاب ليندا نيومان، المديرة المتقاعدة لمكتبة منطقة برادفورد العامة.

"اقرأ هذه المذكرات للتعرف على رؤيته الشخصية للأرض القديمة التي تم تدمير ثقافتها وتراثها القائم على التسامح بشكل نهائي .... اقرأ هذه المذكرات لمتابعة رحلة الطبيب من الشرق الأوسط إلى ريف بنسلفانيا. اقرأها - مهما كان السبب - الرجل من بغداد هي مذكرات هامة سوف لن تنساها ابداً.