باريس: تمكنت البريطانية فيكتوريا بيكهام منذ إطلاق علامتها التجارية للأزياء عام 2008 من تبديد الشكوك في شأن موهبتها كمصممة، لكنّ مشاركتها في أسبوع الموضة الباريسي الذي يُعتبر الأبرز في العالم، تشكّل محطة بالغة الأهمية في مسيرتها، إذ تتيح لها تكريس حضورها في هذا المجال.

النجمة البالغة 48 عاماً، والتي يضم حسابها على إنستغرام 30 مليون متابع، تقدم تصاميمها لأول مرة في باريس مساء الجمعة، بعد مشاركتها في أسابيع الموضة في نيويورك ولندن، وإثر توقفها لأكثر من سنتين عن تقديم العروض.

وقال رالف توليدانو، وهو رئيس مجلس إدارة "شركة فيكتوريا بيكهام المحدودة" والرئيس السابق لاتحاد الأزياء الراقية والموضة، لوكالة فرانس برس "نحن مستعدون للانتقال إلى ملعب الكبار".

ومن المسلّم به أن تجربة المشاركة في أسابيع الموضة "ذات الدلالة التجارية الأكبر" في نيويورك ولندن "مهمة"، لكن تجربة باريس تعطي شهرة أوسع و"تثبت صحة العلامات التجارية التي لها هوية إبداعية حقيقية"، بحسب الاستاذ في معهد الأزياء الفرنسي بنجامان سيميناور.

وبتواضع لافت، أسرّت فيكتوريا بيكهام في باريس أنها تشعر وكأنها "سمكة صغيرة في المحيط"، وذلك خلال مقابلة نشرتها خلال الصيف الفائت مجلة M التابعة لصحيفة "لوموند". وقالت في هذا اللقاء الصحافي إنها تحلم بالوصول إلى مستوى المصمم الفرنسي جاكموس.

ومن خلال مهاراتها المتعددة، تملك فيكتوريا بيكهام ما يكفي من الصفات لإغراء باريس، حيث تستعرض أكبر الدور اليابانية والبريطانية والأميركية تصاميمها، إلى جانب كبار المصممين الفرنسيين والشباب.

وقال رالف توليدانو "إنها امرأة تتحدث إلى النساء بملابس إبداعية ومرغوبة في الوقت عينه، بما يعكس صورة فيكتوريا كامرأة نشطة وأنيقة ومثيرة مع لمسة بريطانية".

وأضاف "إنها أمّ نموذجية للبعض، ولآخرين هي رائدة أعمال، ولغيرهم هي فنانة ومصممة أزياء وامرأة مشهورة ومؤثرة ... لديها كل هذه الجوانب".

ومن الفساتين القصيرة الضيقة والأحذية ذات الكعب العالي في نهاية العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، تطور أسلوب الدار ومؤسستها، زوجة ديفيد بيكهام والأم لأربعة أطفال، مع مرور الوقت.

وأوضح بنجامان سيميناور "بات يمكن التردد في الاختيار بين تصاميم فيكتوريا بيكهام أو كلويه أو سيلين. إنه أمر مضحك لأننا كنا ننظر إليها في بادئ الأمر كإحدى فتيات فرقة سبايس غيرلز، وكـ+زوجة + (ديفيد بيكهام) لا كشخص لديه رؤية مميزة للغاية".

منذ البداية، أثبتت فيكتوريا بيكهام أنها كانت أكثر من مجرد علامة تجارية مشهورة، مستفيدة من ولاء المعجبين الكثر في الولايات المتحدة.

وعلقت صحيفة "ذي تايمز" في نيويورك "لا أصدق أنني أكتب هذا - لقد كانت مجموعة رائعة وممتعة للغاية"، بينما وصفت مجلة فوغ مجموعتها من الفساتين بأنها "من أكثر المجموعات +سخونة+" في أسبوع الموضة في نيويورك بعد أول عرض لها في عام 2008.

وتقول نجمة الموضة آنا وينتور إنه لا يجب "التقليل من شأن" فيكتوريا بيكهام.

على الرغم من هذا الدعم، واجهت العلامة التجارية صعوبة في تحقيق أرباح، لكن هذا الأمر يتغير.

ولرفع المستوى، استعانت البريطانية ببعض الأسماء الفرنسية مثل رالف توليدانو أو ماري لوبلان دي رينيس، رئيسة قسم المشتريات سابقاً في متجر "برينتان" الباريسي، لتولي منصب الرئيس التنفيذي للدار.

وأكد رالف توليدانو "أنها ليست من عالم الموضة، بل خاضت هذا الغمار وفي مرحلة ما، كان علينا هيكلة الدار وتنظيمها وترتيبها، كل ما نفعله منذ أربع سنوات".

وتم دمج خطي الملابس الجاهزة، مع تحديد استراتيجية جديدة للأسعار، كما تم تطوير خطوط الإكسسوارات ومنتجات التجميل بالإضافة إلى مجموعة VB Body للحمالات المصنوعة من الجيرزي المحبوك والفساتين الضيقة.

وقال رالف توليدانو "من الناحية المالية، قطعنا شوطاً طويلاً، لكني أعتقد أننا سنبلغ مستوى التوازن عام 2022". واختتم قائلاً "نشعر بأننا قادرون على تسريع نمونا مدركين أن كل هذا سيأتي تباعاً".