في تحقيقٍ لها، كشفت صحيفة "لوموند" الصورة الحقيقية لأكاديمية "إيلي" التي أقيمت في المستوطنات الإسرائيلية عام 1988 بهدف تكوين نخبة دينية داخل الجيش الإسرائيلي.
ويدير هذه الأكاديمية التي تستقطب بالخصوص أعدادًا كبيرة من أبناء المستوطنين اليهود اليعازر سادان البالغ من العمر 75عامًا، والمعروف بعدائه للفلسطينيين، وبتحمسه لإقامة المزيد من المستوطنات، مظهرًا ولاءه المطلق للأحزاب اليمينية والدينية المتطرفة.
وفي عام2016، أحرز اليعازر سادان على أرفع جائزة تمنحها الدولة الإسرائيلية لأكثر مواطنيها وفاءً لها.
وتحصل أكاديمية ّإيليّ سنويا على3،5 ملايين يورو من الخزينة العامة، وهو ما يعادل40 بالمئة من ميزانيتها. ويعتبر اليسار العلماني والتقدمي، وأيضا كبار الضباط العلمانيون في الجيش، اليعازر سادان متطرفا دينيا متشددا يحلم بإقامة دولة دينية ثيوقراطية. ويتهمونه بتحريض الشبان الذين ينتسبون إلى أكاديميته على التسلل إلى المؤسسات الأمنية والعسكرية والسياسية بهدف الترويج لأفكاره وآرائه. إلاّ أن مدير الأكاديمية ليور شتول يؤكد أن الأكاديمية لا تحرّض على أيّ شكل من أشكال "الجهاد" مثلما تفعل "حماس"، وليس هدفها إنشاء دولة دينية مثلما هو الحال في إيران، وفي أفغانستان ، وإنما هي تسعى عبر برامجها إلى أن يتمكن طلبتها من احتلال أعلى المناصب في الجيش، وفي المؤسسات السياسية.
وتبدأ الأكاديمية عملها في الفجر حيث يقوم الطلبة بأداء الصلاة. ثم ينصرفون لتلقي محاضرات مركزة بالخصوص على التاريخ اليهودي، وعلى التعاليم الدينية. ومن بين المتخرجين من أكاديمية "إيلي"، يمكن ان نذكر الجنرال أفي بلوت، قائد الفرقة العسكرية في المستوطنات الإسرائيلية والتي تحمل اسم: "يهودا والسامرة". وأيضا ثلاثة من مستشاري الوزير المكلف بإدارة المستوطنات. وهؤلاء لا يخفون ولاءهم المطلق لليعازر سادان.
ويقول عالم الاجتماع فاجيل ليفي بإن اليعازر سادان وأكاديميته لعبا دورًا رياديا. إذ أنهما يقفان وراء الثورة الدينية التي يعيشها الجيش الإسرائيلي راهنا".
ويضيف فاجيل ليفي الذي له اطلاع كبير على خفايا المؤسسة العسكرية بان المتدينين تسللوا إلى أعلى المراتب في المؤسسة العسكرية. وهم يقومون أيضا بدور الشرطة في المستوطنات.
ويرى جواب روزنبارغ الذي كان عقيدًا في الاستخبارات العسكرية بأن خطب اليعازر سادان وأنصاره لا تختلف عن خطب المتشددين الاسلاميين. وعندما كان في المدرسة، كان معلّموه المتدينون يقولون له بإن قتل النساء والأطفال يمكن أن يكون فضيلة. لكن بعد خروجه من الجيش، انسلخ عن أفكاره القديمة، وأسس جمعية ضد التطرف نظمت تظاهرة أمام أكاديمية "إيلي" احتجاجًا على الأفكار التي تروّجها في أوساط الشباب بالخصوص، ويضيف قائلا: "أغلب زملائي العلمانيين لم يدركوا بعد الخطر الجسيم الذي يمثله المتخرجون من أكاديمية اليعازر سادان".
التعليقات