بكين: أحدثت قهوة جديدة أطلقتها سلسلة متاجر صينية هذا الأسبوع وتحوي خلاصة أغلى وأشهر مشروب روحي في البلاد، تهافتاً في المتاجر وحماسة كبيرة لدى مستخدمي الانترنت.

وباتت سلسلة "لوكين كوفي" المنافسة لـ"ستاربكس" الأميركية، تقدّم مشروب لاتيه (قهوة وحليب) بالماوتاي، وهو مشروب أبيض يحتوي على نسبة 53% من الكحول، مصنوع بشكل أساسي من الذرة البيضاء المخمرة، ويبلغ سعر نصف لتر منه نحو 2500 يوان (حوالى 343 دولاراً).

وتحوي القهوة الجديدة التي تُقدَّم مع كريمة وهي ثمرة تعاون بين الشركتين الصينيتين، على نسبة ضئيلة من الكحول لا تتخطى 0,5%، وتُباع لقاء 19 يوان (2,57 دولاراً).

ولاقى هذا المنتج الجديد رواجاً عبر الشبكات الاجتماعي في الصين، إذ فاخر عدد كبير من مستخدمي منصات التواصل بأنّهم من أوائل مَن جرّبوا القهوة الجديدة، ونشروا صوراً لها عبر صفحاتهم.

وفي حديث إلى وكالة فرانس برس، أوضحت يان يومينغ (25 عاماً) بعدما تسلّمت طلبيتها من مقهى "لوكين" في وسط بكين "قال لي أصدقائي إنّ مذاق القهوة جيّد وسعرها كذلك، فرغبت تالياً في تجربتها".

ومع أنّ يومينغ لا تتناول الكحول البيضاء لأنّها "لا تتحمّل مفعولها"، تقول إنّها سبق أن تناولت قهوة بالموهيتو وأخرى بالويسكي.

وتضيف باسمةً "لست خائفة من أن أذهب إلى عملي ثملة! فنكهة الكحول خفيفة ولن تتسبب لي بصداع".

وداخل متجر لوكين، يعمل أربعة موظفين جاهدين لتلبية طلبيات الزبائن، فيما تتكدّس فوق الطاولة أمامهم نحو أربعين كيساً تحتوي على المنتج الجديد.

وتشير أمينة الصندوق في المتجر إلى أنّ "وتيرة العمل أعلى بكثير من المعتاد"، مضيفةً انّ "نحو 80% من الطلبيات اليوم كانت لهذا المنتج".

ويقول ليان تشونغهوي، وهو زبون يبلغ 37 سنة، "إنّ هذه المبيعات الضخمة تعود على ما أظنّ إلى تأثير الماوتاي"، مضيفاً "إنه الكحول الوطني الأكثر شهرة! وهذه القهوة الجديدة يمكن أن تستقطب أشخاصاً لم يتناولوا الماوتاي من قبل".

وعلق المقهى على واجهته إعلانا كتب عليه "لا ننصح بهذا المشروب للقصّر والحوامل والسائقين ومَن يعانون حساسية على الكحول"، مع العلم أنّ المعدّل الأقصى لكمية الكحول المسموح بها في الصين أثناء القيادة هو 0,0 غراماً/لتر.

وإزاء الإقبال الكثيف، توقف المتجر في منتصف بعد الظهر عن تلقي طلبيات جديدة.

وعن مذاق القهوة، تقول إحدى مستخدمات شبكة "ويبو" للتواصل الاجتماعي "إنها طيّبة إلى حدّ مُدهشة، طعمها حلو وتدوم نكهة الماتاوي في الفم لفترة طويلة".

غير أن أليسون دجاو (38 عاماً) قالت لوكالة فرانس برس "لا شيء مميّز صراحةً في القهوة. فهي مجرّد قهوة تحتوي على نكهة كحول طفيفة" مضيفة "أفضّل شخصياً القهوة العادية!".

ولم يكن احتساء القهوة من الأمور الشائعة في الصين، لكنّ هذا المشروب اكتسب شعبية متزايدة على مدى السنوات العشرين الفائتة.

وتستهلك الفئة الشابة الصينية القهوة بكميات كبيرة، من اللاتيه وصولاً إلى الأميريكانو، فضلا عن أنواع أكثر عصريّة كالقهوة بحليب جوز الهند، أو حتّى أكثر غرابة كالقهوة بعصير البطيخ.