الرباط:

بدأ العمل في المغرب اليوم الاثنين بصفة دائمة بنظام الدوام المستمر لترشيد استهلاك الطاقة والتحكم في الوقت لكن القرار اثار ردود فعل متفاوتة وتخوفا في أول يوم من تطبيقه خاصة من قبل الموظفين.وتراهن الحكومة المغربية على أن الالتزام بنظام الدوام المستمر سيسهم في ترشيد استهلاك الطاقة وتدبير الوقت ورفع مردود العمل.ويتفق المحللون مع هذا الطرح إلا أن الموظفين لهم رأي مخالف.

يقول مصطفى الحداد (42 سنة) ويعمل موظفا "أجد التوقيت من الثامنة والنصف صباحا إلى الرابعة زوالا توقيتا طويلا ومتعبا خاصة واننا لم نعتاده."

واضاف "في العادة كنت أذهب إلى البيت ما بين الساعة الثانية عشرة والثالثة زوالا لتناول الغذاء والاستراحة قليلا الآن سأجد صعوبة خاصة أنني لا أحب أكل الشارع والادارة غير مجهزة بمطبخ إذا أردت حمل طعام معي من البيت وبالتالي سآكل في ظروف غير صحية."

اما بالنسبة الى زهرة انشيي الموظفة في معهد حكومي فالامر لا يمثل مشكلة خاصة أن زوجها كان يعمل بنظام الدوام المستمر بينما عملت هي بالتوقيت العادي من الثامنة صباحا حتى الثانية عشرة ظهرا ومن الثانية عصرا حتى السادسة مساء فكانت تعود للبيت وقت الغداء وتظل بمفردها وعندما يعود للبيت حوالي الرابعة والنصف تكون هي قد غادرت ولا يلتقيان إلا مساء.

وأكثر ما ينتقده خصوم الدوام المستمر هو عدم موافقته لتوقيت المدارس الذي بقي على نمطه القديم.

تقول الموظفة التي قدمت نفسها باسمها الاول أمينة فقط "المشكل هم ابنائي خاصة البنت الصغيرة لقداعتادوا العودة إلى البيت ما بين الساعة الثانية عشرة والثانية زوالا لتناول الغذاء والاستراحة.. الآن لن يجدوا أحدا في البيت وليس معي أحد من أقاربي للاعتناء بهم."

وفي أحد البنوك يحمل أغلب الموظفين شارات حمراء احتجاجا على العمل بنظام الدوام المستمر ويقول مدير هذا البنك الذي رفض نشر اسمه "مقارنة مع الوظيفة العمومية هذا التوقيت لا يناسبنا نهائيا."

واضاف "أولا نحن فرض علينا التوقيت من الساعة الثامنة صباحا إلى الساعة الخامسة إلا ربعا بعد الزوال." بينما باقي الادارات من الثامنة والنصف صباحا حتى الرابعة والنصف.

وقال إن اعطاء البنوك فترة 45 دقيقة لتناول الطعام "مجرد إجراء نظري أما تطبيقيا فابواب البنوك تبقى مفتوحة والزبائن من حقهم مطالبتنا بخدمتهم ما دامت الابواب مفتوحة."

واضاف "من المستحيل غلق الابواب مع الرابعة والربع والخروج مع الخامسة إلا ربعا هذا يعني اننا سنشتغل بعد الخامسة إلا ربعا بعد غلق الابواب لاجراء العمليات الحسابية واجراء ترتيباتنا.. بينما كنا في السابق نغلق الابواب دون الزبائن في الساعة الرابعة والنصف."

وقال مسؤول نقابي كان في مكتب المدير رفض نشر اسمه هو الآخر "نريد أن نقفل الابواب دون الزبائن الساعة الثالثة... لنتمكن من الخروج الساعة الرابعة والنصف."

واضاف "لقد حرمونا من التوقيت الصيفي الذي كنا نتبعه في السابق كما أن عدم اضافة ساعة على التوقيت العادي عقد الوضع اكثر."

وقال المحلل الاقتصادي ادريس بن علي "أظن بالنسبة الى بلد كالمغرب غير منتج للطاقة فالعمل بالتوقيت المستمر مهم جدا إذ إن التنقل مرتين احسن من التنقل أربع مرات كما يجنب ضياع الوقت والتحكم فيه."

واضاف في اتصال هاتفي مع رويترز "إلا أن العمل بنظام التوقيت المستمر يجب أن تصاحبه اجراءات قد تبدو بسيطة لكنها مهمة مثلا تجهيز الادارات بمطابخ صغيرة وثلاجات لحفظ الاطعمة.. خاصة ان أغلب الموظفين لا يسمح راتبهم بالانفاق في البيت وفي الشارع وما يتطلبه الاكل الجيد من نفقات عالية."

وقال "هذه اجراءات بسيطة ولا أعرف لماذا نحن في المغرب نعتبر العمل بالتوقيت المستمر ثورة.. أغلب البلدان المصنعة والمتقدمة تعمل بنظام التوقيت المستمر من زمان ولا يطرح لها الامر أي مشاكل."

وتتوقع رشيدة ربة مطعم ان العمل بالدوام المستمر سيزيد حجم الطلب على المطاعم لكن في أول يوم من دخول النظام حيز التنفيذ "الامر عادي."

واضافت "في المستقبل سيتعب الموظفون من جلب سندويتشاتهم من البيت وسيضطرون الى الاكل في المطاعم."