هجرة صناعة السيارات من الغرب

اعتدال سلامه من برلين

في كل يوم يزداد عدد مصانع السيارات الغربية التي تنقل ورشاتها الى بلدان نامية من اجل صنع كامل السيارة وكان الامر حتى الان مقتصرا على تجميع قطع السيارة التي تصنع في البلد الام، مما يدفع الى الاعتقاد بان مصانع بكاملها سوف تهاجر الى هناك في يوم من الايام وهذا ينذر بموجات كبيرة من التسريح العمالي وبدأت ملامحه منذ الان.


وحسب تقرير المؤسسة الدولية Pricewaterhouse-coopers فان تصنيع السيارات في المستقبل سيكون في البلدان النامية فنمو 84% من صناعة او تركيب السيارات الكبيرة والشخصية سينجز في هذه الدول حتى عام 2010. وقال كارل غادسمان من هذه المؤسسة ان بعض مصانع السيارات ترد على خسارتها لجزء من اسواقها بتوفير تكاليف العمل عبر الانتاج في بلدان نامية حيث اليد العاملة الرخيصة وهناك مصانع تنقل ورشاتها بالكامل الى بلدان التصدير فيها رخيص مثل المكسيك او وسط اوربا او الصين من اجل مواجهة المنافسة العالمية. الا ان المحرك الاساسي لنقل ورشات الصناعة يبقى النمو المتوقع لسوق السيارات. اذ ان بلدان نامية عديدة تقف على عتبة طفرة سيارات مما تدفع اصحاب المصانع للتفكير في نقل صناعاتها الى هناك، حتى المصانع التي وضعت سياسة توسع معتدلة تفكر في هذا المنحى حاليا. وذكر غادسمان على سبيل المثال ان تويوتا تصنع الان 58% من سياراتها الصغيرة في ما يسمى باسواق الطارئة.


وبدأت شركات اوروبية عديدة بصنع سياراتها في اوروبا الشرقية وغيرها ومن المتوقع ان تصنع ما بين عام 2005 و2010 الى مليوني سيارة اضافية، اي ما يشكل 21 % من صناعة السيارات في العالم ويصل الى 9.1 مليون سيارة سنويا، جزء كبير من هذا العدد لن ينتج في المانيا او فرنسا بل في البلدان المنتسبة حديثا الى الاتحاد الاوربي.


وفي الوقت الذي يصل فيه نمو صناعة السيارات في المانيا حتى عام 2010 الى 1،5% وفي فرنسا الى 0،5% وضعت تشيكيا في المرتبة ال20 على لائحة اهم الدول المصنعة للسيارات لان النمو فيها وصل الى 13% ويعود السبب في ذلك الى استثمارمصانع مثل Toyota-PSA وهيوداي وفولغسفاغن.
وتقول بيانات مؤسسة Pricewaterhouse-Coopers ان 45 % من اجمالي نمو صناعة السيارات يتم حاليا في اسيا ومنطقة الباسيفك و9% وفي اوروبا الشرقية الا ان هذه الصناعة تنمو هناك بسرعة تصل الى 6%.