زيارة سياسية بطابع اقتصادي
بوتين في السعودية لتعميق الشراكة الاستراتيجية
فادي عاكوم من المنامة
تكتسب زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للمملكة العربية السعودية طابعا خاصا في ظل التطورات العالمية والاقليمية على الصعيدين السياسي والاقتصادي، فبالاضافة الى الملفات السياسية المتشعبة التي سيتم طرحها سيكون الاقتصاد ضيفا مرحبا به على طاولة المحادثات التي ستجري بين الملك عبد الله بن عبد العزيز والرئيس بوتين، حيث من المتوقع ان يبدا اللقاء حيث انتهى لقائهما السابق عام 2003 عند زيارة الملك عبد الله الى موسكو عندما كان وليا للعهد لتطوير الشراكة الاستراتيجية خصوصا في قطاع النفط ، ويستقبل الملك عبدالله بن عبد العزيز مساء اليوم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين،والذي تعتبر زيارته الاولى لرئيس روسي منذ 80 عاما ،وزيارة بوتين للرياض تاتي ضمن جولة له ستشمل عددا من دول المنطقة، حيث سيكون في الثالث عشر من هذا الشهر في عمان ليجري مشاورات مع الملك الأردني عبد الله الثاني.
ويبرز في جدول اعمال الزيارة بندا هاما الا وهو تنشيط التبادل التجاري الروسي السعودي الذي حقق أرقاما جيدة خلال السنوات الأخيرة حيث زاد حجم التبادل من 332 مليون ريال في عام 1999 إلى 1545 مليون ريال في 2005 مع الاشارة الى ان الميزان استمر لصالح روسيا التي تصدّر للسعودية بقيمة 1499 مليون ريال مقابل 46 مليوناً من الواردات كما سجلت الاستثمارات المشتركة بين البلدين معدلاً ضعيفاً لا يعكس مكانة البلدين الاقتصادية، وكانت العلاقات الاقتصادية بين البلدين دخلت مرحلة جديدة بعد أن فازت شركةquot;لوك أويلquot;الروسية عام 2004 بعقد للتنقيب وإنتاج الغاز غير المصاحب في المنطقة (أ) شمالي الربع الخالي في السعودية التي تبلغ مساحتها نحو 30 ألف كيلو متر بعد منافسة شاركت فيها شركات أميركية، أوروبية، وآسيوية، حيث أسست quot;لوك أويلquot; شركة مشتركة مع شركة أرامكو السعودية باسم quot;لوك أويل العربية السعودية للطاقة المحدودةquot;، وباشرت هذه الشركة بالفعل أعمال الحفر للتنقيب عن الغاز في البئر الاستكشافية الأولى المسماة (طخمان - 3) في حقل طخمان الواقع في الجزء الشرقي من منطقة الامتياز التابع للشركة في الربع الخالي، إذ تملك quot;لوك أويلquot; 80 في المائة من رأسمال هذه الشركة, فيما يعود باقي الحصة لـ quot;أرامكوquot; السعودية، كمادعت السعودية الشركات الروسية إلى بناء خطوط سكك حديد تربط مدن الدمام والرياض ومكة وجدة، وفي مجال الفضاء تم إطلاق أكثر من 6 أقمار صناعية سعودية بصواريخ روسية حاملة من مطار بايكونور الفضائي، ويرى المراقبون وجود مؤشرات ايجابية تدعم التعاون الاقتصادي والتبادل التجاري والاستثماري بين البلدين خصوصا في مجال النفط والغاز، وصناعة الطاقة، والصناعات العسكرية.
وسينعقد غدا في الرياض بفندق الانتركونتننتال الملتقى السعودي الروسي بحضور الرئيس بوتين و60 رجل اعمال روسي و130 رجل اعمال سعودي وذلك لتعزيز العلاقات الاقتصادية بين البلدين والمعوقات التي تعترض التجارة الثنائية، خصوصا ان الشركات الروسية تملك خبرات تراكمية في كثير من القطاعات والحكومة أيضا ترغب في تدفق رساميل سعودية إلى روسيا وسيتم خلال الملتقى إخضاع معوقات التبادل التجاري لفحص وتشخيص شفافين والخروج بحلول لها وبالأخص الجوانب التي يرى الجانب السعودي أنها تعيق التدفق السلس للسلع والخدمات إلى روسيا وفي مقدمتها الرسوم الجمركية العالية على الصادرات السعودية وبطء البنوك الروسية في إتمام إجراءات فتح الاعتمادات المالية وعدم وجود خطوط نقل بحرية وجوية مباشرة والبطء في إجراءات الجوازات بالمطارات الروسية وعدم توفر وتدفق المعلومات بصورة كافية عن الأسواق الروسية، وسيتم خلال الملتقى ترجمة رؤى القيادتين إلى برامج اقتصادية تؤسس وتعزز الارتباط الاستراتيجي الذي يقوده الحقل النفطي باعتبار البلدين أهم مصدرين للطاقة العالمية حيث قدرت الوكالة الدولية للطاقة إنتاج روسيا من النفط في عام 2006م بنحو 9.6ملايين برميل في اليوم.
- آخر تحديث :
التعليقات