كامل الشيرازي من الجزائر : قال متحدث باسم الحكومة الجزائرية إنّ بلاده تسعى إلى رفع عائداتها السياحية إلى 900 مليون دولار بحلول العام 2015 ، أي ما يمثل 3 بالمائة من الناتج الداخلي للجزائر ، علما إنّ الأخيرة لم تحقّق سوى 140 مليون دولار كعائدات سياحية في العام الأخير ، في حين تجاوزت تونس والمغرب عتبة الست مليارات دولار ، ما جعل الجزائر تتدحرج إلى المركز الأخير عربياً والمرتبة 93 عالمياً ، من طرف المنتدى الاقتصادي العالمي .

وذكر وزير الاتصال الجزائري quot; عبد الرشيد بوكرزازة quot; ، إنّ الحكومة هناك تريد جعل موارد السياحة كـquot; اقتصاد بديل quot; في بلد يقوم حراكه الاقتصادي على 98 بالمائة من المحروقات ، ولتحقيق الغاية المرتجاة ، أعلنت السلطات الجزائرية عن اعتماد quot; مخطط توجيهي للتهيئة السياحية quot; يروم إعادة تنظيم النشاط السياحي في الجزائر ، عبر استحداث ما أطلق عليه quot; سياحة صناعية quot; ، إضافة إلى quot; تطوير الرأسمال السياحي quot; ، من خلال ترقية قرى ومجمعات سياحية كبرى مبنية على quot; النوعية والامتياز والجودة quot; وذلك عبر الجهات الأربع للبلاد ، مع التركيز بصفة خاصة على جنوب الجزائر التي تستقطب سنويا آلاف السياح ، في صورة مناطق الأهقار والواحات ، حيث هناك متحف طبيعي ضخم في الهواء الطلق يحتوي على منحوتات على الصخور فريدة من نوعها عالميا ، مع الإشارة إلى تمتع الجزائر بإمكانات سياحية ضخمة ، إلا أن السياسة المطبقة فيها منذ عشريتين ، أثبتت محدوديتها .

وقامت الجزائر قبل أسبوعين في خطوة هي الأكبر من نوعها منذ سنوات طويلة، بتوقيعها 80 اتفاقا يخص التعاون والشراكة المتعلقة بإنعاش منظومتها السياحية، وخصذت تلك الاتفاقات إنشاء سلسلة فنادق ومركبات سياحية، وكذا تحسين مستوى ونوعية الخدمات، موازاة مع التحضير لإنشاء بنك للإستثمار السياحي، سيتكفل بضمان تمويلات لمختلف المشاريع السياحية، بغرض اعطاء دفع جديد للشراكة والاستثمار في المجال السياحي بالجزائر، ضمن مخطط شامل لبعث السياحة تمتد إلى سنة 2025، ، وقد أقرت الحكومة مؤخرا مرسوما يحدد اجراءات التنازل أو بيع أو استثمار الاراضي في 172 منطقة خصصت للنهوض بالسياحة في البلاد، ومن شأن المرسوم إياه أن يسهل الاستثمار الأجنبي في هذه المناطق، علما أنّ هناك أكثر من 700 طلب لمستثمرين جزائريين وأجانب.

وتتطلع الجزائر لاسترجاع مجدها السياحي في غضون العام 2015، حيث تسعى السلطات الجزائرية إلى تفجير (ثورة سياحية) في غضون السنوات السبع القادمة، من خلال تجهيز عدد من مواقعها السياحية والتعريف بها، تمهيدا لأخذ حصتها من لسياحة العالمية بعدما ظلت quot;مركزا سياحيا بلا سياحquot;، وتقوم الخطة على تجهيز مواقع الجزائر السياحية وهياكلها الفندقية، لاستقبال أربعة ملايين سائح نصفهم من الأجانب، بمعدل خمس ليال لكل سائح، أن يبلغ العدد عشرين مليون ليلة، لكن ذلك يتطلب بحسب خبراء، ضرورة اقناع 1،4 مليون جزائري بعدم قضاء عطلهم في الخارج وتوفير مبالغ كبيرة من العملة الصعبة.

وتعاني الجزائر من محيط لا يستدرج السياح، بسبب ضعف منظومة العرض السياحي الجزائري، حيث لا يتجاوز عدد الفنادق من الطراز الدولي العشرة، بجانب غياب برامج مغرية في صورة: قلة المهرجانات- تدني نوعية الخدمات- انعدام العروض السياحية التي تجمع بين الاقامة والتنقل والتسلية.