واشنطن: تعهد زعماء العالم الذين يصارعون ازمة مالية بالعمل معا لمنع حدوث انهيار في المستقبل لدى تجمعهم لحضور قمة بواشنطن وسط علامات على انقسام بشأن المدى الذي تذهب اليه اصلاحات السوق.

وفي الوقت الذي لم يتبق فيه للرئيس جورج بوش سوى شهرين فقط في السلطة وعدم مشاركة الرئيس الامريكي المنتخب باراك اوباما تدنت امال تحقيق نتائج ملموسة ولكن النية هي بدء سلسلة من الاجتماعات في محاولة لتعزيز الاقتصاديات الضعيفة.

وقال رئيس الوزراء البريطاني جوردون براون قبل اجتماع القمة الذي بدأ مع استقبال بوش للزعماء واحد تلو الاخر لدى وصولهم لحضور حفل عشاء بالبيت الابيضquot; نحتاج للاتفاق على اهمية تنسيق السياسة النقدية والمالية.quot;

وحضر وزراء مالية الاقتصاديات العالمية الكبرى حفل عشاء منفصل في وزارة الخزانة الامريكية مع تصدر تحركات تعزيز اقتصادياتهم جدول الاعمال.

وسينضم الزعماء والوزراء لاجراء محادثات تستمر خمس ساعات يوم السبت يعقبه اصدار بيان ختامي.

وقبل الاجتماع اعلن الزعماء الاوروبيون ان الازمة المالية العالمية العميقة وهي الاسوا منذ الركود العظيم في الثلاثينات اظهرت الحاجة الى سلسلة اكثر صرامة من قواعد السوق. والاتحاد الاوروبي في حالة ركود بشكل رسمي الان وتسير الولايات المتحدة في هذا الطريق.

ولكن الولايات المتحدة وكندا حثتا على اجراء اصلاحات معتدلة واستبعدتا اقامة اي سلطة تنظيمية تتمتع بسلطة بوضع قواعد شاملة.

ودعا بوش في رد على الانتقادات بأن الرأسمالية على الطراز الامريكي هي المسؤولة عن الازمة الحالية الزعماء الى العمل لاصلاح نظام المشروعات الحرة وليس انهاؤه.

وعلى الرغم من التوترات الضمنية بشأن اهداف القمة علت الابتسامة وجه بوش لدى استقباله زعماء العالم القادمين. وكان بان جي مون الامين العام للامم المتحدة ورئيس الوزراء الايطالي سيلفيو برلسكوني ورئيس الوزراء الياباني تارو اسو من اوائل الذين وصلوا.

وقال رئيس الوزراء الكندي ستيفن هاربر للصحفيين في وينيبيج quot;لا اعتقد ان الاقتصاديات العالمية الرئيسية ..سترضى ان يكون هناك سيطرة خارجية على انظمتها التنظيمية.

quot;الحكم العالمي الاجباري..غير واقعي ولن يقبل ابدا.quot;

وعلى نحو مشابه قالت اليابان انها لن تؤيد تطبيق نظام تنظيمي عالمي.

وقال وزير الخارجية الياباني كازو كوداما quot;نعتقد ان المبدأ الاساسي لابد وان يكون هو ضرورة استمرار تدفق رأس المال القائم على اساس السوق الحرة في العمل كأساس للنظام العالمي.quot;

ومع ذلك قالت المستشارة الالمانية انجيلا ميركل في مؤتمر صحفي في برلين قبل التوجه الى العاصمة الامريكية ان على صناع السياسة اقامة اطار عمل من نوع ما لتفادي اخطار الازمات المستقبلية.

وقالت ان quot;الحكومة ستفعل كل شيء لضمان وجود مزيد من القواعد لمنع تكرار مثل هذا الموقف.quot; مشيرة الى اضطرابات سوق الائتمان التي نجمت عن هبوط قيمة الديون المتصلة بالرهون العقارية الامريكية.

وكانت التوقعات من القمة منخفضة في ضوء جداول اعمال المشاركين المتباينة احيانا بالاضافة الى وضع بوش العاجز في الايام الاخيرة لادارته والذي اثار تساؤلات بشأن مااذا كان بوسعه انجاز التزاماته بشأن الاصلاحات.

واختار اوباما الذي يتولى السلطة في 20 يناير كانون الثاني عدم المشاركة وارسل بدلا من ذلك ممثلين من بينهم مادلين اولبرايت وزيرة الخارجية السابقة للقاء الزعماء على هامش الاجتماعات.

وتجمع القمة زعماء من 19 دولة والاتحاد الاوروبي تحت مظلة مجموعة العشرين. وتضم المجموعة الاقتصاديات الناهضة مثل الصين والبرازيل والهند وجنوب افريقيا والقوى الصناعية الاقدم من مجموعة السبع فيما قد تكون كوكبة قوى المستقبل.

وقبل الاجتماع دعا بوش الى اجراء اصلاحات متواضعة للحفاظ على الاسواق الحرة بدلا من الاجراءات الاكثر صرامة التي تفضل بعض الدول الاوروبية تطبيقها للحد من تجاوزات الرأسمالية.

ووصف اجتماع القمة بأنه فرصة لتحويل مزيد من سلطات صنع القرار الى دول الاسواق الناهضة. ولكن هذا الامر قد ينتظر اجراء مفاوضات لانه يتطلب تخلي بعض الدول الغنية عن سلطات وهو امر من غير المرجح ان يتم بسهولة.

ولكن هناك دعوات لان تلعب دول مثل الصين والسعودية التي لديها احتياطيات وفيرة من النقد الاجنبي دورا اكبر في وضع شبكة امان للاقتصاديات الناهضة الاخرى من خلال مزيد من التمويل الكامل لمؤسسات مثل صندوق النقد الدولي.

وعرض اسو يوم الخميس تقديم 100 مليار دولار لصندوق النقد الدولي ولكن مازال يتعين الانتظار لمعرفة مااذا كانت دول اخرى ستحذو حذو اليابان.