في أول تعليق رسمي له منذ إعلان حكومة دبي الأسبوع الماضي تجميد ديون مستحقة، أكّد رئيس الإمارات أنّ اقتصاد البلاد بخير، وذلك عشية العيد الوطني للإمارات.

أبوظبي: أكّد رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان الثلاثاء أن اقتصاد الإمارات quot;بخيرquot;، وذلك بعد أيام من طلب حكومة دبي تجميد الاستحقاقات المالية لديون مجموعة دبي العالمية، ما أثار مخاوف إقليمية وعالمية. وبينما تابعت سوقا الإمارات الماليتان تراجعهما لليوم الثاني على التوالي، قال الشيخ خليفة بمناسبة العيد الوطني لاتحاد الإمارات العربية المتحدة quot;نودّ أن نطمئن الجميع إلى أن بلادنا اليوم أقوى وأحسن حالاً، وأن اقتصادنا بخير، ومجتمعنا في خير، ومسيرتنا إلى خيرquot;.

وفي وقت تتطلع فيه الأسواق إلى مدى التزام الاتحاد الإماراتي، وإمارة أبوظبي الغنية بالنفط تحديداً، في مساعدة دبي على الخروج من مصاعبها المالية، شدّد الشيخ خليفة، وهو أيضاً حاكم أبوظبي، على الالتزام المطلق بصون الاتحاد، الذي تأسس عام 1971، ويضم أبوظبي ودبي والشارقة وعجمان وأم القيوين ورأس الخيمة والفجيرة.

وقال في هذا السياق quot;عندما يتعلق الأمر بما أودعه لنا الآباء المؤسسون من أمانة فنحن لا نتردد ولا نجامل ولا نتهاون، وبهذا نصون اتحادنا، وندافع عن هويتنا ونحمي دولتناquot;. ووجه تحية quot;تقديرquot; إلى حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم الذي يشغل أيضاً منصبي نائب رئيس الدولة ورئيس الوزراء. وهو أول كلام رسمي لرئيس دولة الإمارات منذ إعلان حكومة دبي الأربعاء الماضي أنها طلبت تجميد استحقاقات ديون مجموعة دبي العالمية التي تملكها، ما تسبب بصدمة في الأسواق المحلية والعالمية، وزاد المخاوف إزاء قدرة الشركات التابعة لحكومة دبي على سداد ديونها البالغة عشرات مليارات الدولارات.

بورصات الإمارات والكويت وقطر تتراجع بقوة عند الافتتاح

مجموعة دبي العالمية تعلن إعادة هيكلة بعض شركاتها

وأكد الشيخ خليفة كذلك أن quot;الأزمة المالية العالمية على قسوتها لن تكون سبباً يدعونا إلى التردد أو التراجع، ولا مبرراً يدفعنا إلى اليأس أو التراخي، فنحن على ثقة بقدرة شعبنا ومصادر قوتنا، وسنستمر بثبات وإصرار في تنفيذ ما تبنينا من استراتيجيات، وما رسمنا من خطط، وما بدأنا من مشاريعquot;.

وقال quot;لقد تمكنا من تجاوز المرحلة الأصعب من الأزمة، وقد أخذت مؤشرات الحركة الاقتصادية لمعظم القطاعات في النمو صعوداً تدريجياً بداية من الربع الأخير للعام الحاليquot;. واعتبر رئيس دولة الإمارات أن quot;التحولاتquot; في الاقتصاد الإماراتي quot;تؤسس لنموذج اقتصادي جديد قادر على الانتقال بنا تدرجاً من مرحلة العمالة الكثيفة إلى مرحلة جديدة، قوامها صناعات وأعمال عالية التقنية كثيفة رأس المال، أساسها المعرفة والتكنولوجيا المتقدمة والوعي البيئيquot;.

ويشير الشيخ خليفة بذلك إلى سعي الإمارات إلى التحرر تدريجياً من عبء العمالة الوافدة الكثيفة، ولا سيما العمالة غير الماهرة، التي تشكل غالبية سكان البلاد. واعتبر أن quot;نجاح النموذج الاقتصادي الجديد يتطلب منا رؤية شمولية واضحة وترتيباً محكماً للاسبقيات والاستمرار في إصلاح السياسات الاقتصادية والمالية والائتمانية والسياسات الحاكمة لسوق العمل، وتأكيد وحدة هذا السوق على امتداد الوطن، وعدم تجزئتهquot;.