إعداد أشرف أبوجلالة من القاهرة: في تقرير لها تحت عنوان quot;بعد عام شاق، مغتربو دبي يحزمون حقائبهم استعداداً لخوض تجربة العمل في الأسواق الآسيويةquot;، تتحدث صحيفة quot;ذا ايكونوميك تايمزquot; الهندية واسعة الانتشار عن بدء تحضر كثير من العاملين بإمارة دبي للمغادرة، تمهيداً لتحويل واجهتهم إلى آسيا، بغية الالتحاق بوظائف في أسواق هونغ كونغ أو الصين أو سنغافورة.

وتمضي الصحيفة في هذا الإطار لتقول إن الأرقام الدقيقة للوظائف التي جرى فقدانها غير معروفة، لكن التقديرات تقول إن الآلاف من الأجانب قد تم فصلهم أو إجبارهم على مغادرة الإمارة عام 2009. وفي البداية، تعرض الصحيفة للقرار الذي اتخذه محامي يدعى ويلفريد غوه، بعدما بدا له أن الوقت قد حان لمغادرة دبي في أوائل العام المنقضي، حيث كانت الأزمة المالية قد بدأت تلقي بظلالها، وتسببها في انخفاض مؤشر بورصة الإمارة الرئيس نحو 70 %.

وتلفت الصحيفة إلى أن غوه (الذي يعمل حالياً في إحدى الشركات القانونية في سنغافورة)، قد قرر العودة إلى سوق العمل الآسيوية من منطلق اعتقاده أن هونغ كونغ أو الصين أو سنغافورة تقدم الآن فرص عمل أفضل، وذلك بعدما تحدث إلى مجموعة من أصدقائه وعدد من المسؤولين الحكوميين.

وتنقل عنه الصحيفة في هذا الشأن قوله quot;بدأنا نشعر أن مناخ دبي الاقتصادي لا يسير على ما يرام، كما أنهم بدؤوا يتجهون لتخفيض أعداد العاملين هناكquot;. ثم تتابع الصحيفة تقريرها بالتأكيد على التأثير الكبير الذي خلفته أزمة ديون دبي الأخيرة في ما يتعلق بتلك الجزئية، حيث دفعت بكثيرين من الاختصاصيين الأجانب إلى اتخاذ قرارات سريعة بالرحيل عن الإمارة بحثاً عن وظائف تحظى بقدر أكبر من الأمان والاستقرار.

وتشير الصحيفة في السياق نفسه إلى أن إقدام المديرين التنفيذيين على الرحيل الآن من دبي إلى أماكن، من بينها هونغ كونغ، جاء ليذكر بالاتجاه الذي سبق وأن حدث قبل أربعة أعوام، حين بدأ المديرون التنفيذيون في التخصصات القانونية والمالية بالتوافد على الإمارة للاستفادة من تطورها السريع ونموها الاقتصادي.

وبرغم عدم سلك العاملين كافة لهذا الاتجاه، إلا أن الصحيفة ساقت تحذيرها من خطر ازدياد الموقف سوءً في المرحلة المقبلة، لأن حدوث هجرة أخرى في العقول من دبي أمر من شأنه أن يلقي بعواقبه الوخيمة على شأنها الاقتصادي. مع العلم أن التقديرات تشير هنا إلى العمالة الأجنبية تشكل ما يزيد عن 80 % من سكان الإمارة، البالغ عددهم 1.7 مليون نسمة. وبعد ضربها المثل بحالات عدة لموظفين غادروا دبي أخيراً للحاق بوظائف في أسواق عمل آسيوية، تختم الصحيفة حديثها بالتأكيد على بدء ظهور هذا الاتجاه نتيجة لحاجة الموظفين إلى الالتحاق بمناخ عمل أكثر احترافية واستقراراً، رغم وجود آخرين ممن تراودهم قناعة وثقة في قدرة دبي على تجاوز محنتها.