عدن (اليمن): قال مسؤولون إن اليمن وشركة موانئ دبي العالمية يخططان لتوسعة كبيرة لميناء عدن للحاويات، في رهان على النمو في أفقر بلد عربي، رغم انعدام الاستقرار، وتهديدات تنظيم القاعدة والقراصنة الصوماليين.
وكان اليمن دخل في 2008 في مشروع مشترك مع موانئ دبي لتطوير وتشغيل ميناء الحاويات في المدينة اليمنية الجنوبية ذات الموقع الاستراتيجي على الحافة الجنوبية الغربية لشبه الجزيرة العربية. وكان ميناء عدن، بفضل إطلاله على خليج عدن وقربه من البحر الأحمر، أحد أكبر الموانئ في العالم قبل عقود عدة، حيث كانت تستخدمه السفن المتجهة إلى قناة السويس لإعادة التزود بالوقود.
لكن بعد ظهور السفن الأكبر حجماً، لم تعد هناك حاجة لكثير من محطات التزود بالوقود، مما أدى إلى تضاؤل أهمية ميناء عدن.
وتراجعت حركة تداول الحاويات 39 % في 2009 إلى 265459 وحدة مكافئة لعشرين قدماً، بفعل الأزمة العالمية وهجمات القراصنة الصوماليين.
وأظهرت بيانات رسمية تراجع عدد السفن الزائرة للميناء إلى 315 سفينة العام الماضي مقارنة مع 438 سفينة في 2008. وقال محمد مبارك بن عيفان رئيس مؤسسة موانئ خليج عدن اليمنية quot;القرصنة... موضوع مقلق للغايةquot;. ووفقاً لمكتب الملاحة الدولي، زاد عدد هجمات القرصنة في أنحاء العالم 40 % تقريباً العام الماضي، وكان المسلحون الصوماليون مسؤولون عن أكثر من نصف الحوادث التي تم الإبلاغ عنها، وعددها 406.
وأوضح بن عيفان أنه رغم التراجع، إلا أن الميناء الآن يستثمر 270 مليون دولار على الأقل لتوسيع وتعميق مدخل للميناء وإضافة تجهيزات لاستقبال المزيد من سفن الحاويات ذات الحجم الأكبر.
وتأمل عدن بتطوير الميناء، ليصبح مركزاً رئيساً لمنطقة شرق أفريقيا والخليج، حيث تقع المدينة على طريق ملاحي بين أوروبا وآسيا، ويوجد فيها معظم صناعة النفط اليمنية. وفي أكتوبر/ تشرين الأول، أطلقت المدينة مشروعاً بقيمة 4.5 مليار دولار مع شركة توتال الفرنسية، لتصدير الغاز الطبيعي المسال من جنوب اليمن.
وقال اليمن الشهر الماضي إنه يجري محادثات مع مستثمرين لتحديث مصفاة النفط الرئيسة في عدن، على أمل أن تستخدمها الدول العربية المنتجة للنفط، لتقليل الاعتماد على مضيق هرمز الضيق، وهو الطريق الملاحي الرئيس للنفط.
ونقلت وسائل إعلام إيرانية عن الحرس الثوري قوله إن إيران ستفرض قيوداً على مضيق هرمز، إذا تعرضت لهجوم بسبب خلاف مع الغرب حول برنامج طهران النووي.
ولفت بن عيفان إلى أن طاقة ميناء عدن لاستقبال الحاويات سترتفع بواقع 500 ألف وحدة مكافئة لعشرين قدماً إلى 950 ألف وحدة في غضون ثلاثة أو أربعة أشهر، بعد إضافة منطقة للتخزين، مساحتها ثمانية كيلومترات مربعة. وتابع بقوله إن مؤسسة ميناء عدن تعتزم طرح مناقصة لإنشاء ميناء جاف ومحطة للصيانة.
ورأى أن quot;هذا سيعطينا فرصة استقبال مزيد من السفنquot;، مضيفاً أن الميناء يستقبل حالياً ثلاثة أو أربعة خطوط للحاويات بشكل منتظم.
أما عادل عبد الله السماك مدير عمليات موانئ دبي العالمية في عدن فأشار إلى أن المرحلة المقبلة من التوسعة ستشمل إضافة 400 متر لمرفأ الحاويات خلال ثلاث سنوات. ولم يذكر قيمة لتلك المرحلة، لكن بن عيفان قال إنها ستتكلف 220 مليون دولار.
مؤكداً أن quot;موقع عدن الجغرافي ممتازquot;.
وذكرت النشرة الشهرية الرسمية للميناء أن عدد الأرصفة ربما يزداد بموجب خطة أعمال من اثنين إلى خمسة أرصفة بحلول 2025، إذ من المتوقع أن تصل حركة الحاويات حينئذ إلى 2.2 مليون وحدة مكافئة لعشرين قدماً. وقالت إن طول الرصيف الإجمالي سيبلغ 2000 متر في مرفأ عدن للحاويات.
لكن جون فيور مستشار موانئ دبي العالمية حذّر من أن التوسع بما يزيد على 400 متر سيعتمد على quot;المتطلبات التجاريةquot;.ورفض إعطاء توقعات، مكتفياً بالقول quot;اليمن ينمو، ونحن هنا لهذا السببquot;.
التعليقات