ذكر رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار في السعودية الأمير سلطان بن سلمان ، أن إجمالي العاملين في الوظائف السياحية (المباشرة وغير المباشرة) لعام 2009 بلغ 1,14 مليون عامل، فيما ارتفعت نسبة التوطين في قطاع السياحة خلال السنوات الثمان الماضية من 10 في المائة إلى 26 في المائة في 1430. وقال الأمير سلطان بن سلمان أنه تم إبرام اتفاقات تعاون مع عدد من مؤسسات التعليم والتدريب الحكومية والأهلية، وزيادة المؤسسات التعليمية التي تقدم برامج سياحية من 12 مؤسسة عام 2001 إلى 26 مؤسسة بنهاية 2009، كما تم ابتعاث 150 طالب وطالبة للدراسة في التخصصات السياحية ضمن برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي، ويجري العمل حاليا على ابتعاث 300 طالب وطالبة خلال هذا العام.

أبها : قدر تقرير إحصائي حديث عدد الفرص الوظيفية quot;المباشرةquot; التي سيوفرها قطاع السياحة بالمملكة حتى العام 2014م بـ 590 ألف وظيفة سياحية مباشرة، فيما كشف التقرير نفسه عن توفير القطاع السياحي لـ 458 ألف فرصة وظيفية مباشرة بنهاية العام 2009م، منهم 117.6 ألف سعودي يمثلون 26 في المئة من العاملين في القطاع.

وروى الأمير سلطان بن سلمان قصة سيدة سعودية تعمل في قطاع السياحة ساهمت في تسديد ديون زوجها البالغة 70 ألف ريال، كما تمكنت من توظيفه وتوظيف نحو 20 سيدة في حرفة السدو المنتشرة في تلك المنطقة، وأنها باتت في الوقت الحالي سيدة أعمال منتجة، بفضل الله ثم بدعم قطاع السياحة وما يوفره من فرص وظيفية للأسر المنتجة.

وأوضح التقرير الصادر عن المشروع الوطني لتنمية الموارد البشرية السياحية quot;تكاملquot; بالهيئة العامة للسياحة والآثار عن quot;السياحة وفرص العملquot; أن هذه الفرص الـ 590 ستتوزع بين قطاعات وأنشطة عدة، ما بين الإيواء بـ 93 ألف وظيفة، والمقاهي والمطاعم بـ 307 آلاف وظيفة، والخدمات الترفيهية والجذب السياحي بـ 45.6 ألف وظيفة ووكالات السفر والسياحة بـ 11.5 ألف وظيفة وأخيراً قطاع النقل بـ 133 ألف وظيفة.

ولفت التقرير إلى القدرة الكبيرة للقطاع السياحي في المملكة على استيعاب أعداد ضخمة من الداخلين إلى سوق العمل، خصوصا من الفئات العمرية الشابة مقارنة بالقطاعات الأخرى، إذ يسهم القطاع السياحي في الناتج المحلي بـ 2.7 في المئة مقدماً 1.0645 مليون وظيفة في ظل تمويل حكومي قدره 2.4 مليار ريال، مقارنةً بالقطاع الزراعي الذي يسهم بـ 2.3% في الناتج المحلي ويقدم 611 ألف فرصة عمل مع تمويل حكومي قدره 269 ملياراً، والقطاع الصناعي الذي يسهم بـ 11.3% في الناتج المحلي مقدماً 467 ألف وظيفة مع تمويل حكومي قدره 360 ملياراً.

وفصّل التقرير أعداد العاملين في القطاعات السياحية المختلفة خلال العام 2009 ونسب توطين الوظائف في كل منها، مشيراً إلى أن قطاع المقاهي والمطاعم كان اكبر القطاعات من حيث التوظيف، حيث وظف نحو 52 في المئة من إجمالي العاملين في قطاع السياحة ولكن بأقل نسبة توطين (13%)، يليه قطاع النقل (23%) وبأعلى نسبة توطين (47%) ثم قطاع الإيواء بـ (16%) وبنسبة توطين (29%)، ثم قطاع الترفيه بـ (8%) وبنسبة توطين (36%)، وفي المرتبة الأخيرة جاء قطاع وكالات السفر والسياحة بـ (2%) من إجمالي الوظائف وبنسبة توطين (36%).

وأكد الأمير سلطان بن سلمان أن ولي العهد السعودي الأمير سلطان بن عبد العزيز هو المؤسس الحقيقي للهيئة العامة للسياحة والآثار ويرى أن السياحة رافدا اقتصاديا مهما وأنها ستلقى القبول الكبير بين المواطنين، واليوم نرى ما رأى ولي العهد متحققا. أكد رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار، أن المواطن السعودي مقبل بشكل كبير على العمل في المجالات والفرص الوظيفية التي يوفرها قطاع السياحة في المملكة، مشيرا إلى أنه لا يزال يرى أن أحد أهداف قطاع السياحة المهمة هو إيجاد وخلق فرص العمل للمواطنين، مبينا في الوقت حينه أن دوره الرئيسي تحقيق ذلك الهدف.

وأوضح أن السياحة الداخلية تمثل خيارا استراتيجيا لمواجهة تحديات سوق العمل المحلي، ويمكن أن تكون المحرك الرئيس المولد لفرص العمل خلال السنوات المقبلة.وقال الأمير سلطان بن سلمان في الورقة التي قدمها في الجلسة الختامية لملتقى التنمية البشرية الأول تحت عنوان laquo;نحو مجتمع تنموي مبدعraquo;، الذي نظمته كلية الأمير سلطان للسياحة والإدارة في مدينة أبها السياحية quot;جنوبي البلادquot; ،إن المملكة دولة سياحية من الطراز الأول، وأن القطاع السياحي في المملكة متى ما تم احتضانه أسوة بالقطاعات الاقتصادية الأخرى ستكون المملكة أهم تجربة سياحية في المنطقة وستتفوق في استقطاب المواطنين وهم المستهدف الأول.

وأشار رئيس الهيئة في حديث مقتضب quot;لإيلافquot; بعد أن أنهى ورقته ، إلى أن العوائد الاقتصادية من قطاع السياحة كبيرة جدا وسينتج عنه فرص عمل لا تقارن بأي قطاع اقتصادي آخر، متطلعا سموه إلى أن تتسارع القرارات التي تمكن من الاستثمار في المقومات السياحية الهائلة التي تحتضنها المملكة.وأبان الأمير سلطان بن سلمان أن الهيئة العامة للسياحة والآثار لا تعمل بمفردها بل تعمل بشكل مستمر مع الشركاء في القطاعين العام والخاص في خدمة السائح المحلي، مؤكدا أن قطاع السياحة مشروع اقتصادي مترابط ومتكامل لتنمية الاقتصاد الوطني.

وأكد أن قطاع السياحة يوفر فرص عمل لجميع فئات المجتمع العمرية والتعليمية والمهارية ولا تقتصر على مناطق دون أخرى، كما يعمل قطاع السياحة على توفير فرص العمل في جميع المناطق في المملكة حتى في البلدات والقرى الصغيرة والصحاري، مؤكدا في الوقت ذاته أن العمل في قطاع السياحة يتناسب وطبيعة المواطن السعودي المحب لمقابلة الجمهور والتعامل معه بطبيعته التي جبل عليها من كرم وأريحية. وأوضح الأمير سلطان بن سلمان أنه يرتبط بالنشاط السياحي المباشر أنشطة كثيرة جدا تشكل منظومة يحرك بعضها بعضا، لاسيما أن مردود الخدمات والمصانع والخدمات تتأثر بالسياحة وينتج عنها فرص عمل أكثر من أي قطاع آخر، مؤكدا في الوقت ذاته أن خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز يقود نهضة كبرى في مجال الحوار بين الحضارات والانفتاح المتأني المدروس.

من جهته ، أكد محللون اقتصاديون على أن نتائج هذا التقرير تعكس القدرة التي يتميز بها قطاع السياحة في استيعاب الأعداد الكبيرة من الوظائف وبكونه أحد أهم القطاعات الموفرة لفرص العمل, يساعد في ذلك انتشار المنشآت والخدمات المرتبطة بقطاعات السياحة في كافة مناطق ومدن المملكة, ووصولها حتى للمجتمعات الريفية والأقل نموا.