الكويت: أكد محللان ماليان أن التطورات التي شهدتها عملية اتمام صفقة (زين افريقيا) استحوذت على أنظار المتداولين في سوق الكويت للاوراق المالية (البورصة) خلال تداولات الأسبوع حيث سيطرت حالة من الترقب على مجريات الأداء انتظارا للمردود المتوقع من الصفقة وانعكاسها على البورصة.


واستغرب المحللان الماليان نايف العنزي ومحمد الهاجري في لقاءين منفصلين مع وكالة الأنباء الكويتية (كونا) اليوم أن يترقب ثاني أنشط أسواق المال في المنطقة والذي يضم 200 شركة نتيجة صفقة لشركة واحدة مهما كانت قيمتها السوقية ما يستدعي اعادة النظر في الدور التوعوي لمثل هدا التركيز على وعاء استثماري واحد الذي تفتقده البورصة الكويتية خاصة من كبريات الشركات.
من جهته قال العنزي انه منذ بداية الأسبوع الجاري كان واضحا ان هناك ترقبا وانتظارا من جانب المتداولين من التداعيات الايجابية التي ستولدها صفقة شركة زين للاتصالات ما أثر كثيرا على منوال الأداء العام وخاصة المؤشرات الرئيسة والمحركة للسوق والمتمثلة في كميات الأسهم المتداولة وأعداد الصفقات وقيمها النقدية.


وأضاف ان السوق شهد انحسارا واضحا بل وتراجعا في قيمة السيولة اليومية والتي شهدت مستويات لم تألفها السوق مند فترة quot;فهل يعقل هذا في سوق كانت القيمة النقدية المتداولة فيه تلامس ما فوق ال100 مليون دينار يوميا والان في متوسط ال20 مليوناquot;.وقلل العنزي من التأثيرات الايجابية التي سيشهدها السوق جراء الصفقة حيث انها تعتبر quot;تأثيرات وقتيةquot; مثلها مثل (الفلاش) حين يظهر ثم يعود الى أن يخفت مشيرا الى حاجة السوق الكويتية حاليا الى محفزات أساسية وليس محفز شركة واحدة.


ورأى ان هذا الوضع الذي يمر به السوق يخدم صناع السوق الذين يتعمدون ان تظهر التداولات على هدا النهج حتى يضطر صغار المتداولين الى الوقوع في فخ عمليات البيع ليستفيد الكبار من التحركات المتخبطة لبعضهم.وتوقع العنزي ان يستمر السوق على منوال الترقب والتراجع في تداولات الأسبوع المقبل ما لم يتم ضخ محفزات جديدة وجذرية تعيد للسوق تداولاته القياسية السابقة. من جانبه قال الهاجري ان السوق تأثر كثيرا بالفعل من تطورات صفقة زين حيث افتقد قيمة سوقية تبلغ 5 مليارات دينار لشركة عملاقة خلال فترة توقف السهم عن التداولات بناء على رغبة الشركة وبالتالي فان عودتها للتداول ستكون ذات تأثير ايجابي على ملاك السهم وشركاتها التابعة المدرجة.


وذكر ان توزيعات زين على المساهمين سيستفيد منها الكثير وفي مقدمهم البنوك لأنها الداعم الحقيقي بعدما افتقد السوق للسيولة الحقيقية علاوة على ان المحافظ والصناديق كانت تعاني من عدم وجود الكاش أما الان فالصورة اختلفت للأفضل. وأوضح الهاجري أن عودة زين للتداول ستكون دفعة حقيقية للسوق ولكن هناك محفزات أخرى يحتاج اليها السوق كي تعود الثقة مجددا الى نفسيات المتداولين