دبي: دشّن الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رسمياً الخميس المرحلة الأولى من مطار آل مكتوم الدولي في جبل علي، بحضور الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي والشيخ مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم نائب حاكم دبي.

وتفقد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم الأعمال الإنشائية الجاري تنفيذها في مدينة دبي للطيران، التي تضم مدناً سكنية وسياحية ولوجستية ومرافق خدمية متنوعة ومتعددة الاستخدامات.

وقد انطلقت جولة حاكم دبي من مبنى مؤسسة مدينة دبي للطيران، حيث إطلع على معالم ومكونات المدينة من خلال خريطة توضح الحدود الجغرافية لمدينة الطيران ومكوناتها ومواقعها، ثم التقى العاملين كافة في المشروع العملاق من مهندسين وفنيين وإداريين.

ثم استقل سموه والحضور من شيوخ ووزراء وأعيان البلاد والفعاليات الاقتصادية وكبار المسؤولين في الدولة عددا من الحافلات التي طافت معظم أرجاء المدينة التي تصل مساحتها الكلية نحو 140 كيلومترا مربعا ومن المتوقع ان تصل تكاليف منشآتها الاجمالية عقب بلوغ البنيان تمامه نحو ثلاثين مليار دولار أميركي.

وكانت المحطة الأولى في جولته ومرافقيه عند صالة الركاب المغادرين والوافدين في المطار، إذ تجول في أرجاء الصالة الحديثة وإطلع على الاستعدادات الجارية على قدم وساق لإتمام إنجازها فى شهر مارس/آذار من العام 2011، حيث ستكون جاهزة تماماً لاستقبال المسافرين عبر مطار آل مكتوم الدولي، الذي سيشكل بعد افتتاحه في الموعد المنظور نقطة تحول كبرى في حركة الطيران والنقل الجوي من وإلى دولة الإمارات العربية المتحدة، حيث من المتوقع أن تصل طاقته الاستيعابية إلى خمسة ملايين راكب سنوياً، مع إمكانية زيادتها إلى سبعة ملايين راكب.

وقد اطمأن حاكم دبي على سير العمل فى الصالة التي تبلغ مساحتها أكثر من 66 ألف متر مربع، وتضم أعداداً كبيرة من كاونترات الطيران والإقامة وشؤون الأجانب quot;ختم الجوازاتquot; والسوق الحرة ومكاتب شركات الطيران العالمية والبوابات الالكترونية ومرافق خدمية تتميز بمعايير عالمية لتوفير أقصى درجات الراحة والتسهيلات للمسافرين عبر هذا المطار العالمي.

دبي تحلّق بمطار ثانٍ.. متحدية أزمتها الاقتصادية

وفي محطة جولته الثانية، توقف الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم في مبنى برج مراقبة الملاحة الجوية في المطار، وصعد إلى أعلى نقطة في البرج، الذي يصل ارتفاعه إلى 95 متراً، وتفقد أجهزته الحديثة، وشاهد من غرفة المراقبة عملية هبوط أول طائرة على مدرج المطار من نوع 800 - 380 أ إيرباص العملاقة.

وشملت جولة حاكم دبي مدرج المطار، واطمأن إلى تأمين كل وسائل الأمن والسلامة، خاصة سيارات الإطفاء التابعة لإدارة الدفاع المدني التي تقف جاهزة على أرض المدرج، ثم صعد إلى الطائرة العملاقة التي حطت على المدرج للمرة الأولى، وتفقد الطائرة التي تعتبر نجمة أسطول طيران الإمارات، إذ تتسع لنحو 430 راكباً، وتتوافر فيها كل الإمكانات التقنية لركاب الطائرة خاصة في درجتي الأولى ورجال الأعمال.

ثم انتقل إلى مبنى الشحن الجوي الذي بات في أعلى درجات جهوزيته لاستقبال طائرات الشحن العملاقة من شتى أنحاء العالم.وتفقد المبنى الذي تصل طاقته الاستيعابية الحالية لنحو 250 ألف طن سنوياً، وتصل الطاقة القصوى إلى 600 ألف طن.

إلى ذلك، أكد حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم الخميس أن هذا المطار الثاني في الإمارة يمثل حاجة بالنسبة إلى المنطقة الغنية بالنفط، التي تفرض نفسها كنقطة مرور للركاب والبضائع بين الشرق والغرب.

وقال الشيخ محمد، وهو نائب رئيس الإمارات ورئيس وزرائها، لدى زيارته المطار الذي افتتحت الأحد الماضي المرحلة الأولى منه وسط صحراء الإمارة وعلى مقربة من ميناء جبل علي الأكبر في الشرق الأوسط، إن quot;دبي وعدت ووفت بوعدهاquot;، على الرغم من تأخر موعد الافتتاح حوالى 18 شهراً.

والمطار الجديد سيكون الأكبر في العالم عند انتهاء مراحله كافة في تاريخ غير محدد، إذ يتوقع أن تصل قدرته الاستيعابية إلى 160 مليون راكب، و12 مليون طن من الشحن، فيما قدرة مطار أتلانتا الأميركي الأكبر في العالم حالياً تصل إلى 90 مليون مسافر سنوياً.

وأشار الشيخ محمد للصحافيين إلى أن quot;هذه منطقة حرة، هذا ليس مطارا فقط، هذه مدينة المطار، وهي بالقرب من جبل عليquot;، في إشارة إلى المنطقة الحرة الضخمة المحيطة بميناء جبل علي جنوب سواحل إمارة دبي، التي تعد من أبرز مراكز إعادة التصدير في العالم.

واعتبر حاكم الإمارة التي استدانت بكثافة لتمويل نموها، وتعاني بعض شركاتها مشاكل مالية، أن quot;المنطقة كلها تحتاج هذه المنطقة الحرةquot;، في إشارة إلى مشروع المطار. وانطلقت في المطار الجديد عمليات الشحن، فيما يتوقع أن يبدأ باستقبال الركاب في آذار/مارس المقبل.

تجدر الإشارة إلى أن مطار آل مكتوم هو الجزء الرئيس من مدينة quot;دبي وورلد سنترالquot;، التي تشمل مجمعات للشحن والنقل والسكن، وسيقطنها ويعمل فيها حوالى مليون شخص، بحسب مخططات المشروع الذي تبلغ كلفته 32 مليار دولار. وتصل القدرة الاستيعابية للمرحلة الأولى من المطار إلى خمسة ملايين راكب سنوياً، إلى جانب 250 ألف طن من الشحن.

وطلبت 13 شركة شحن حتى الآن إطلاق عملياتها من المطار، الذي يبعد عن مطار دبي الدولي حوالى 40 كيلومتراً. علماً أن مطار دبي الدولي هو أصلاً أكبر مطار في المنطقة، وقد استقبل 42 مليون مسافر في 2009، فيما يتوقع أن يرتفع هذا الرقم إلى 46 مليون مسافر في 2010، وإلى مئة مليون مسافر في 2020.

وتصل قدرة مطار دبي الدولي الحالية إلى 65 مليون مسافر، ويفترض أن ترتفع إلى 75 مليون مسافر سنوياً في 2012، مع افتتاح الكونكورس الثالث المخصص حصراً لطائرات ايرباص quot;ايه 380quot; العملاقة.

ويعكس الازدياد المضطرد في أعداد الركاب، خصوصاً النمو السريع لشركة طيران الإمارات، التي تملكها الإمارة، وتملك حوالى 150 طائرة، مع طلبيات لشراء حوالى 175 طائرة جديدة، تقدر قيمتها بـ59 مليار دولار.

وطلبت شركة طيران الإمارات في الثامن من حزيران/يونيو في برلين، شراء 32 طائرة إيرباص ايه 380 جديدة بقيمة 11.5 مليار دولار، ما يرفع إجمالي عدد الطائرات الأوروبية العملاقة التي طلبتها الشركة الإماراتية إلى 90 طائرة، معززة موقعها كأهم زبون لهذه الطائرة. وتسلمت طيران الإمارات حتى الآن عشر طائرات إيرباص ايه 380.