بدأت تلوح في الأفق مخاوف حقيقية من إمكانية انجراف الاقتصاد الأميركي، الذي يُعد أكبر كيان اقتصادي في العالم، نحو مرحلة من الركود مزدوج الانخفاض، بعد أن تبين تعرض النمو الأميركي لحالة من الانخفاض الحاد خلال الربع الثاني من العام الجاري.

إعداد أشرف أبوجلالة من القاهرة: كان مؤشر داو جونز الصناعي قد انخفض بمقدار 120 نقطة بعد أن تم الكشف عن أن النمو السنوي في الناتج المحلي الإجمالي قد تباطأ من 3.7 % خلال الربع الأول إلى 2.4 % خلال الربع الثاني. وهو ما تزامن مع نسبة النمو التي بلغت 5 % خلال الثلاثة أشهر الأخيرة في العام 2009. وتشير صحيفة التلغراف البريطانية في هذا السياق إلى أن موجة التباطؤ التي حدثت في الربع الثاني من العام الجاري قد قادت الخبراء الاقتصاديين للتساؤل عما إن كانت تستعد الولايات المتحدة للدخول في فترة من النمو السلبي في وقت لاحق من العام الجاري، ومن ثم إلى موجة ركود مزدوج الانخفاض.

وأوضحت الصحيفة أن معدل إنفاق المستهلك، الذي يُشكّل ثلثي الناتج المحلي الإجمالي الأميركي ويُنظر إليه على أنه أحد المؤشرات الرئيسية للانتعاش الاقتصادي، قد تباطأ، حيث ارتفع بنسبة 1.6 % خلال الربع الثاني، مقارنة ً بنسبة الـ 1.9 % التي تحققت في الأشهر الثلاثة السابقة. وقد ارتفع معدل الادخار إلى 6.2 % في الوقت الذي قام فيه المستهلكون، عوضًا عن ذلك، بوضع المال على أحد الجانبين.

ورأت التلغراف في نهاية حديثها أن أكبر العوامل التي ساهمت في حدوث موجة التباطؤ هو اتساع العجز التجاري الأميركي، بعد حدوث زيادة نسبتها 28.8 % في الواردات - وهي النسبة الأعلى على مدار 26 سنة - مقابل زيادة نسبتها 10.3 % في الصادرات. ونقلت الصحيفة هنا عن ديفيد روزنبرغ، كبير الاقتصاديين في شركة جلوسكين شيف، قوله :quot; لقد تم تعزيز احتمالات حدوث تراجع مزدوج بعد الكشف عن ملامح تقرير الناتج المحلي الإجمالي للربع الثاني من العام الجاريquot;. بينما كان نايجل غولت، كبير الاقتصاديين الأميركيين في اي اتش اس جلوبال انسايت، أكثر حذراً، حيث قال إن التحول التام إلى ركود مزدوج الانخفاض لا يزال يُشكِّل احتمالية، وليس قاعدة.