يؤكد سعيد حاوشين الخبير في سوق الذهب، أنّ الجزائر غير مرشحة للتأثر بالإرتفاعات غير المسبوقة عالميا للمعدن الأصفر، بسبب دوران السوق المحلية في فلك مغلق واقتصار المتعاملين المحليين على تدوير الذهب الجزائري الخام، بينما يربط سليم لعجايلية المسألة بافتقاد الجزائر لبورصة رسمية.

الجزائر: في تصريحات خاصة لـquot;إيلافquot;، يفيد حاوشين أنّ ما ينأى بتداولات الذهب في الجزائر عن أيّ انعكاسات خارجية، هو عدم خضوعه لقوانين واضحة تحكم بورصته، في ظلّ سيطرة عرّابي السوق الموازية أو

ما يُعرف بـquot;السوق السوداءquot; على مقاليد الأمور، حيث ينشط أكثر من عشرة آلاف شخص ضمن السوق المذكورة.

ويبرز محدثنا أنّ الظرف الحالي يتسم بوفرة نسبية للذهب المتداول في السوق (تقدره مراجع محلية بخمسة عشر طنا كل عام)، ويتعلق الأمر بالذهب المستعمل أو المسترجع الذي يتهافت عليه عموم التجار والحرفيين وكذا باعة السوق السوداء تبعا لسعره المنخفض مقارنة بنظيره المستجدّ (ثمن الغرام الواحد بحدود 1700 دينار أي ما يعادل 20 دولارا)، واعتمادهم المكثف عليه في ورش رسكلة الذهب.

كما يقحم حاوشين عامل غلق الباب أمام الواردات، وطالما أنّ الأخيرة هي بوّابة أيّ تأثيرات محتملة، فإنّ صعود سعر الذهب الذي يحمل الدمغة الجزائرية، لن يكون بحسبه في المستقبل المنظور، حتى وإن يشير الإعلامي الجزائري المتخصص quot;عبد الوهاب بوكروحquot; إلى إقدام فريق من المهرّبين أو من يُطلق عليهم (تجار الشنطة) إلى جلب المعدن النفيس بطرق غير مشروعة من الأسواق الفرنسية والإيطالية والتركية وبشكل أقل من سوريا والسعودية، في تحايل صريح على أجهزة الرقابة الجزائرية.

ويلفت حاوشين إلى أنّ سعر الغرام الواحد من مصوغات الذهب (عيار 18 قيراطا) ظلّ محافظا على سعره المقدّر بـ2800 دينار (ما يعادل 45 دولارا) وهو سعر محدد من لدن الوكالة الوطنية للمعادن الثمينة (حكومية)، والأمر حاله ينطبق على السوق السوداء، وهو ما برز جليا من خلال جولة قادت مندوب quot;إيلافquot; إلى عدد من الأسواق الموازية في الجزائر العاصمة وضواحيها.

وعن تأثيرات ارتفاعات سعر الذهب في الأسواق الدولية على منظومة الصرف الجزائرية، ينفي المحلل quot;سليم لعجايليةquot; ذلك رأسا، بيد أنّ لعجايلية يفتح قوسا صغيرا، إذ يتوقع كسب الجزائر هامشا ماليا معتبرا إذا ما كثفت الوكالة الجزائرية للذهب والمعادن الثمينة صادراتها نحو الأسواق الأوروبية خلال الفترة القليلة القادمة، ولا سيما أنّ تلك الأسواق خاضعة لبورصة لندن.

بالمقابل، يقرّ لعجايلية بتكبّد الخزانة العامة خسائر جسيمة جرّاء استمرار هيمنة السوق الموازية التي تتداول خمسمائة مليون دولار سنويا خارج سلطة الجباية، ناهيك عمّا يفرزه تهريب الذهب خارج الحدود.

ويدرج لعجايلية أيضا بقاء البلاد من دون بورصة حقيقية، طالما أنّ بورصة الجزائر الرسمية لا تزال محتبسة منذ سنوات طويلة، على نحو يجعل من الجزائر في مبعدة عن أي سيناريو، وهو أمر جعل البلاد لا تتأثر بالأزمة المالية الكونية بالقدر ذاته الذي عانت منه اقتصاديات دول أخرى منذ خريف العام 2008.