سجلت اليوم الاسواق الالمانية للمعادن الثمينة ارتفاعا بسيطا لسعر اونصة الذهب قارب من ال1300 دولار. والسبب في ذلك حسب تقديرات معظم المتعاملين في هذه الاسواق هو مواصلة ضعف الدولار، ما جعل الذين هربوا اليه عندما تراجع ثمن اليورو مقابل النقد الاميركي ان يهربوا مرة اخرى لكن لشراء النقد المعدني الاصفر الثمين اي الذهب.

برلين: المتابع لتطور سعر الذهب يلاحظ انه ومنذ شهر اب (اغسطس ) الماضي وحتى الان قفز من 1160 دولار الى ما يقارب من ال1300 حاليا، وهو في ارتفاع مطرد ولا يعرف حدوده بعد. وفي هذا الصدد يقول هلموت كايزر مدير استراتيجية الاستثمارات للمودعين الاشخاص في مصرف دويشته بنك ان افضل قطاع من اجل حماية الاستثمارات الشخصية هو شراء الذهب حاليا. وذكّر انه ومنذ بداية عام 2009 بدأ سعر الذهب بالارتفاع، فبعد ان كان سعر الاونصة الف دولار في شهر ايلول( سبتمبر) 2009 كسبت تسعيرته ديناميكية غير عادية ليصل الى 1227 دولار للانصة في الثالث من شهر كانون الاول ( دسمبر) اي قبل انتهاء العام بايام قليلة، ومنذ ذلك الوقت يواصل ارتفاعه الذي لا يعرف بعد الى ان حد سوف يصل.

ويعيد الخبير المالي هذا التسارع في الارتفاع وكسب الذهب قيمة كبيرة ، وايضا الفضة، الى عوامل كثيرة. فسوق العمل في الولايات المتحدة قويت ويمكن وصفها بانها مستقرة الان، مع ذلك لم يظهر امل كبير في تراجع عدد العاطلين عن العمل هناك وتحريك المزيد من الاستثمارات في قطاعات حيوية، اضافة الى زيادة مديونية الحكومة في واشنطن وعدم تمكنها من منح نقدها ثقة وهذا بحد ذاته يؤثر على وضع الدولار الذي يسعر الذهب على اساسه، فهذا تقليد تاريخي. يضاف الى ذلك تسارع وتيرة المشكلة المالية في اليونان رغم المليارات التي ضخت لها، وهي ما زالت في دهاليز غامضة، ثم ازمة سوق العقارات في امارة دبي والتي تحاول الحكومة هناك حلها من دون فائدة تذكر ما اثر على كامل قطاع العقارات في المنطقة. وحيال هذه الاخبار ووضع النقد الاميركي غير المستقر وليست هناك ضمانات لعدم تراجعه برزت وضعية غير عادية، للنقدين العالمين الذين يعانيان من تضعضع ينعكس على السوق المالية، ما يجعل المودعين والمستثمرين يهربون الى الامام اي اللجوء الى ملاذ اضمن لاموالهم الا وهو الذهب الذي كان ملاذ لاصحاب الملايين ايضا في الازمان الماضية.

ويضيف الخبير الالماني على المستثمرين بعد ما جرى في اليونان وازمة العقارات في دبي وتراجع الاسهم المالية والازمات التي واجهت المصارف العالمية توخي الحيطة والحذر في سوق الايداعات. وتدل معظم الدراسات ان سعر الذهب سيظل في حالة هدوء وعدم تأرجح، وقد لا يدخل خانة المد والجزر، لانه مازال محميا من التقلبات النقدية، وساهم في تدعيم ذلك توجه المودعين الى شرائه بكميات كانت في البداية منضبطة لكن وتيرتها اصبحت اسرع واعلى منذ النصف الثاني من العام الحالي،وسوف يكون وضع هذا المعدن اللماع حتى نهاية هذا العام جيد. وما لاحظه الخبير الالماني ان تطور سعر الذهب في الماضي وارتفاعه وزيادة الطلب عليه يرتبط بارباك او اضطراب يحدث في اسواق المال الاميركية، وهذه الظروف سوف تبقى حتى نهاية هذا العام وما بعده ايضا. ويعتقد ان التوازن بين العرض والطلب على الذهب قد يرفع سعره ليتجاوز ال1400 دولار.