من المقرر أن يلغي طيران quot;ناسquot; رحلاته الداخلية الإلزامية داخل السعودية ابتداء من شهر مايو المقبل بحجة الخسائر المتتالية نتيجة تشغيل الرحلات تجاه هذه المطارات, إضافة إلى اعتراضهم على المميزات الممنوحة quot;للسعوديةquot; دون سواها.

الرياض: في الوقت الذي توقع السعوديون فيه تطورا للنقل الجوي الداخلي من خلال إعلان انطلاق الطيران الاقتصادي للرحلات الداخلية في عام 2007, هاهم يعيشون تكرارا للأزمة من جديد بعد إعلان شركة طيران ناس إلغاء الرحلات الداخلية للوجهات الإلزامية ابتداء من مايو المقبل. ويأتي هذا الإعلان الذي أصدرته ناس مكتفية بالقول بأن السبب يعود الخسائر المترتبة على التشغيل لتلك الوجهات. لكن المتابع للوضع النقل الجوي بان الإعلان قد جاء نتيجة لتراكمات من المطالبات لهيئة الطيران المدني والتي تعنى بالإشراف والتنظيم السوق الجوي للمملكة العربية السعودية, بشأن منحها المميزات الممنوحة مسبقا للمشغل الأول بالسعودية quot;الخطوط الجوية العربية السعوديةquot; من خلال التخفيض الخاص لها بأسعار الوقود وكذلك سيطرتها التامة على الخطوط التجارية لعدد من المدن الداخلية بالسعودية.

ولم يكن إيقاف طيران ناس لرحلاتها الداخلية قد فاجأ المجتمع السعودي كونه الإيقاف الأول, بل جاء الإعلان الأول لإلغاء الرحلات للوجهات الداخلية من قبل الخطوط الجوية العربية السعودية في شهر إبريل من العام 2008 والتي أعلنت عن إيقاف تسيير العديد من الرحلات الداخلية لأكثر من 14 وجهة وكذلك تخفيض عدد الرحلات المتجهة من عدد من المطارات إلى النصف من الوجهات التالية: من الرياض إلى حائل والهفوف والقصيم ورفحاء والقيصومة والوجه والدوادمي ووادي الدواسر إضافة إلى تخفيض رحلاتها من أبها إلى الطائف وجازان وشرورة. وكان هذا الإعلان هو طريقة متفقة لتسليم الطيران الاقتصادي الجديد آنذاك quot;ناسquot; وquot;سماquot; تلك الوجهات بدلا عن الخطوط السعودية.

وجاء الإعلان الثاني لإيقاف الرحلات من قبل المشغل الثاني للطيران الاقتصادي طيران quot;سماquot; حيث ألغت سما وجهتها إلى أكثر من خمسة مطارات داخلية بين الدمام وحائل، حائل والقريات، حائل ورفحاء، حائل وتبوك، وكذلك الدمام وبيشة. بسبب المبالغة في أسعار الوقود التي تدفعها quot;سماquot; مقارنة بما تدفعها quot;السعوديةquot;.ولازال الشارع السعودي في انتظار لما قد تملي عليه هيئة الطيران المدني من وقوف إلى جانب العملاء المتضررين من مثل هذه الانسحابات والإيقافات التي فيما يبدو أن حالة النقل الجوي السعودي تعاني من انتكاسة كبيرة في مجال الخدمات الداخلية للنقل الجوي.

الجدير بالذكر أن طيراني quot;سماquot; و quot;ناسquot; هما أيضا مشغلان للعديد من الوجهات الدولية من المطارات السعودية وتضع كلا منهما العديد من الأسعار المنافسة والعروض التشجيعية للعديد من الدول, أما الخطوط السعودية فهي المشغل الذي كان محتكرا للنقل الجوي الداخلي السعودي إلى أن فتح المجال أمام طيران ناس في عام 2008 كأول مشغل بعد السعودية التي لازالت في طور خصخصتها والتي هي أيضا ذات نصيب كبير من الميزانية العامة للسعودية حيث بلغت ميزانيتها 19 مليار ريال. يشار أن السوق السعودية تنتظر دخول طيران الوفير كطيران رابع في السوق الداخلي السعودي بعد ثلاثة أشهر من هذا العام.