الحديث عن 80 ألف مليار قدم مكعب من الغاز في بحر لبنان، يدفع البعض إلى التساؤل عن مدى أهمية هذه التقديرات وكيفية استفادة لبنان من ثروته النفطية للنهوض بالبلد إقتصاديًا.
بيروت: الجديد في مسألة وجود الغاز في بحر لبنان أن الدراسات بيّنت أن الموارد المحتملة والإجمالية، مبدئياً، من الغاز على مدى 15 ألف كيلومتر مربع في المياه اللبنانيّة، هي 80 تريليون قدم مكعب غاز (80 ألف مليار قدم مكعب) أي ما يعادل 13 ملياراً ونصف مليار برميل نفط في حالة غازية، إضافة الى مليار و200 مليون برميل من البترول السائل.
ما هي دقة هذه المعلومات، وكيف يمكن للبنان أن يستفيد من ثروته النفطية؟
يقول المحلل الإقتصادي لويس حبيقة لـ"إيلاف" إن الحديث عن 80 ألف مليار قدم مكعب من الغاز في بحر لبنان يبقى ضمن التقديرات، ولاستخراج هذه الكمية يتطلب الأمر استقرارًا سياسيًا ومعرفة تكنولوجيّة بالموضوع، حتى الآن تبقى كل هذه المواضيع ضمن التقديرات، وهذا الأمر يحتاج إلى عمل جبّار كي نحصل على المراسيم التطبيقية ونعرف بالفعل كم نملك من الغاز الطبيعي في بحرنا، في وقت استخراج الغاز الإسرائيلي والقبرصي وحتى السوري كان يحقق الكثير في البحر، واليوم لا يستطيع لبنان تعيين موظف بالوضع الحالي، ونحتاج إلى استتباب الاستقرار السياسي في لبنان كي نستطيع اتخاذ قرارات مستقبليّة طويلة الأمد.
&
اسرائيل وطمعها بالغاز
كيف يساهم طمع إسرائيل بغازنا في تأخير استخراج هذا الغاز من بحر لبنان؟ يجيب حبيقة أن موضوع إسرائيل معروف منذ خمسين عامًا وأكثر، وهي تطمح إلى خراب لبنان، والواضح أن اسرائيل تحاول "خربطة" الأمور، وسرقة ما يملكه لبنان، وتهديدها ليس بجديد، غير أن المشكلة تكمن في من يعرقل داخليًا، من خلال ضياع القرار الداخلي وعدم اتفاق على مختلف المواضيع، والبلد يتجه نحو الأسوأ مؤسساتيًا ودستوريًا، فكيف يمكن القيام بمشاريع نفطيّة، ويجب أن نطمئن في حال استخرجنا الغاز الطبيعي من بحرنا إلى من تتوجه كل هذه الأرباح، نتحدث عن أمر مستقبلي خطواته غير واضحة حتى الآن.
&
تعزيز القطاعات الاقتصادية
كيف يساهم استخراج الغاز من بحر لبنان في تعزيز القطاعات الاقتصاديّة فيه؟ يقول حبيقة إن هذا يساهم في تغطية الدين العام، والفوائد تنخفض، مما يساهم في أن يستحصل اللبنانيون على قروض بأسعار منخفضة، مما يساعد على الاستثمار أكثر في لبنان، وكذلك تنخفض كلفة الفاتورة النفطية، لأننا لا نعود نستورد نفطًا، ووضع الميزان التجاري يتحسّن حينها، وكذلك القطاعات النفطيّة ستساهم في توظيف العديد من العمال، من خلال التنقيب والبيع، وبخاصة هي مفيدة لفئات الشباب المتخصصين بهذه الأمور.
&
إفراج سياسي عن الغاز
متى يُفرج سياسيًا عن الغاز في لبنان، ويتم العمل جديًا في هذا القطاع؟ يرى حبيقة أن هذا يحصل عندما يُفرج سياسيًا عن لبنان ككل، ولبنان سياسيًا غير مفرج عنه من قبل اللبنانيين أولاً، من خلال الصراعات المذهبيّة والداخليّة، ما يجعل لبنان أسير الصراعات الداخليّة والإقليميّة.
وذلك يظهر من خلال عدم وجود رئيس للجمهوريّة في لبنان، وحكومة شبه مشلولة، وكذلك هي حال مجلس النواب.
&
كادرات وتأهيل أكاديمي
هل لبنان مهيأ بالكادرات وبالتأهيل الأكاديمي من أجل التنقيب عن غازه الطبيعي؟ يجيب حبيقة:"المهيأون لذلك، هم خارج لبنان من اللبنانييّن الذين يعملون في الدول النفطيّة، وقد يعودون، وفي جامعات لبنان هناك تأهيل أكاديمي لاستخراج النفط، لكنه خفّ في السنوات الماضية بعدما أصبحت الأمور متعثرة، لكن هذا لا يمنع أن تعود كل الجامعات، في حال وضعت الأمور في مسارها الصحيح، إلى التأهيل الأكاديمي النفطي.
&
الفساد والنفط
مسألة الفساد متجذّرة في لبنان، هل ستضرب أيضًا القطاع النفطي في لبنان؟ يجيب حبيقة أن هذا هو الخوف الرئيسي من سوء استخدام استخراج الغاز من لبنان، مع عدم وجود تطمينات كيف تصرف الإيرادات عندما تتحقق.
&
&
التعليقات