إيلاف: لم تشهد أسواق النفط خلال جلسة التداول امس الثلاثاء إثارة تذكر حيث يتوخى المستثمرون الحرص والحذر ترقبًا لما سوف يسفر عنه الاجتماع المنعقد حاليًا في أبوظبي بين أعضاء من منظمة أوبك ومن خارجها لمناقشة سبل تعزيز مستوى الالتزام باتفاق خفض إنتاج النفط. ويبدو أن اللاعبين في السوق لا يأبهون للتصريحات التي تصدر باستمرار عن منظمة أوبك في ظل زيادة الشكوك حول خطط المنظمة لتحسين الامتثال بعد ارتفاع إنتاج المنظمة لأعلى مستوياته في عام 2017 وتسجيل الصادرات النفطية لمستوى قياسي. وصحيح أن منظمة أوبك ما تزال تشعر بالتفاؤل بأن الاتفاق الحالي لخفض الإنتاج سوف يؤدي في نهاية المطاف لإعادة التوازن إلى الأسواق المتشبعة، ولكن عدم الامتثال بشكل كامل من جانب العراق وعودة الإنتاج للارتفاع في ليبيا يهدد بتقويض الجهود التي يبذلها باقي أعضاء المنظمة من أجل دفع أسعار النفط للارتفاع. وبما أن الإكوادور قد انسحبت بالفعل من اتفاق أوبك بسبب ضغوط مالية، فالوقت يمر وتحتاج منظمة أوبك لتقديم ما هو أكثر من مجرد التعهدات حتى تتمكن من دعم الأسعار في الفترة المقبلة.

أما إذا لم يسفر اجتماع منظمة أوبك عن أي شيء جديد وعاد المستثمرون بخفي حنين مرة أخرى، سيواجه خام غرب تكساس الوسيط خطر التعرض لمزيد من الهبوط لأن المخاوف بشأن تخمة المعروض سوف تجذب البائعين. وما تزال التوقعات الهبوطية للنفط كما هي نظرًا وسط المخاوف بشأن تخمة المعروض وخطر انهيار اتفاق أوبك لخفض الإنتاج قبل مارس 2018 إذا لم يجد الأعضاء أن أسعار النفط تشهد انتعاشًا. 

ومن المنظور الفني، يستقر خام غرب تكساس الوسيط في نطاق عريض على الرسم البياني اليومي حيث يعمل مستوى 48.50 دولارًا باعتباره دعمًا بينما يعمل مستوى 50.30 دولارًا باعتباره مقاومة. ومن المنتظر أن يؤدي الكسر تحت مستوى 48.50 دولارًا لحدوث مزيد من الانخفاض نحو مستوى 47 دولارًا. أما عن السيناريو العكسي، فالاختراق فوق مستوى المقاومة عند 50.30 دولارًا من المنتظر أن يؤدي لمواصلة الصعود نحو مستوى 51 دولارًا.

الذهب يعود

عاد ثيران الذهب إلى العمل من جديد أمس الثلاثاء حيث ارتفعت الأسعار إلى مستوى 1264 دولارًا مع فقدان الدولار الأمريكي لمكاسبه التي أعقبت تقرير الوظائف غير الزراعية. ونظرًا لعدم وجود بيانات اقتصادية كثيرة في النصف الأول من هذا الأسبوع، من المرجح أن تتحكم حركة السعر في تحديد اتجاه التداول للمعدن الأصفر النفيس في الوقت الذي يستهدف فيه الثيران مستوى 1270 دولارًا. ومن المتوقع أن تحظى أرقام التضخم التي سيتم الإعلان عنها في وقت لاحق هذا الأسبوع بقدر كبير من الاهتمام حيث من المنتظر أن توفر هذه البيانات بعض المعلومات عن وتيرة التشديد النقدي للبنك المركزي الأمريكي.

ويذكر أن القلق بشأن التضخم المنخفض بشكل متصلب قد قلل من احتمالات رفع أسعار الفائدة مرة أخرى هذا العام في الولايات المتحدة، وسوف يتابع المستثمرون أرقام التضخم باهتمام شديد لمعرفة ما إذا كان التضخم قد ارتفع. ومن المنتظر أن تؤدي أي قراءة منخفضة وأقل من توقعات السوق للتضخم إلى التأثير السلبي على الدولار وتقليل التوقعات بشأن رفع أسعار الفائدة الأمريكية وهو ما من شأنه أن يرفع أسعار الذهب. ومن المنظور الفني، عاد ثيران الذهب إلى السيطرة بعد أن جرى تداول الأسعار فوق مستوى 1260 دولارَا. ومن المنتظر أن يؤدي الإغلاق اليومي فوق مستوى 1260 دولارًا إلى حدوث مزيد من الارتفاع نحو مستوى 1270 دولارًا. أما عن السيناريو العكسي، فالهبوط تحت مستوى 1260 دولار من المنتظر أن يؤدي إلى مزيد من الانخفاض نحو مستوى 1240 دولارًا.