إيلاف من بيروت: لم يكن الأمن في المطارات قبل الحادي عشر من أيلول/سبتمبر، مثلما هو اليوم. ربما كان يشمل السير عبر جهاز الكشف عن المعادن، لكنّه كان يمكّن للمسافرين حمل مضارب بيسبول وشفرات تصل إلى أربع بوصات على متن الطائرة.
كان أفراد الأسرة يمكنهم المرور عبر الأمن إلى البوابة بدون طلب الهوية ولم يكن يخلع أحد حذاءه، بل كان كل ما يحتاجه الراكب هو أن يصل إلى المطار قبل موعد رحلته بثلاثين دقيقة فقط.
لكن أحداث الحادي عشر من أيلول/سبتمبر، غيّرت الكثير من المفاهيم والمصطلحات، ونشأت بسببها الكثير من الصناعات التي أصبحت تدر حوالى تريليون دولار، فضلًا عن الإختراعات التي غيّرت العالم خلال العشرين عامًا الماضية، بحسب تقرير لشبكة "سي بي أس نيوز".
فقبل الأحداث، لم يكن لدى أي شخص هاتف ذكي، ولم تكن وسائل التواصل الإجتماعي موجودة، وكانت القياسات الحيوية في مهدها، وربما كانت "أليكسا" هي الإسم المستعار لشخص ما، وكان مصطلح "السحابة" يتعلّق عادة بالطقس.
الآن يمكن تتبّع شخص ما عن طريق الأقمار الصناعية عبر كاميرات الشوارع أو نظام تحديد المواقع العالمي "جي بي أس" على الهواتف.
شبكة "سي بي أس نيوز"، تتّبعت بعض أكبر التغيّرات التي حصلت خلال العقدين الماضيين وهذه أبرزها:
إدارة أمن النقل
أنشأت الولايات المتحدة إدارة أمن النقل (تي أس أيه) بموجب قانون صدر في نوفمبر 2001.
يعمل في "تي أس أيه" أكثر من خمسة آلاف موظّف أمني يراقبون أكثر من 2 مليون مسافر يوميًّا، وبلغت ميزانية هذه الإدارة أكثر من 8.4 مليار دولار في عام 2021.
تحصل إدارة أمن النقل، على رسوم من الركاب عن كل تذكرة تبيعها شركات الطيران التجارية، والتي يطلق عليها عادةً "رسوم 11 أيلول/سبتمبر". وفقًا لموقع الإدارة على الإنترنت، فقد بلغ إجمالي هذه الرسوم 4.3 مليار دولار في عام 2019، والتي انخفضت إلى 2.5 مليار دولار في عام 2020، حيث قلّ الطلب على السفر بسبب وباء كورونا.
برامج التحقق من الهوية
أصبحت تستخدم القياسات الحيويّة، مثل بصمات الأصابع وحتى برامج التعرّف على الوجه، على نطاق واسع.
بعض المدافعين عن الخصوصيّة لديهم مخاوف بشأن جمع البيانات واستخدام الحكومة للمتعاقدين من القطاع الخاص لمساعدتها حيث أصبحت القياسات الحيويّة أكثر انتشارًا.
السحابة والهاتف الذكي
منذ ما يقرب من عقدين من الزمن، كانت صناعة تكنولوجيا المعلومات واحدة من أسرع القطاعات نموًا في الولايات المتحدة.
ووفقًا لمكتب إحصاءات العمل، من المتوقّع أن تنمو وظائف علوم الكمبيوتر بنسبة 11 بالمئة خلال العقد المقبل.
كان لابتكارَين تقنيَّين رئيسيَّين تأثير كبير على الإقتصاد والسياسة والحياة اليومية للأميركيّين في السنوات التي أعقبت 11 أيلول/سبتمبر: الهواتف الذكية والسحابة الإلكترونية.
والسحابة الإلكترونية هي بنية تحتية رقمية تدعم تكنولوجيا الويب والشبكات الإجتماعية وأدوات وتطبيقات الأعمال.
والهواتف الذكية هي في الأساس أجهزة كمبيوتر عملاقة مصغّرة تعمل مع السحابة، وتصبح الأجهزة أكثر قوة كل عام، ويرجع ذلك في جزء كبير منه إلى التطبيقات وقدرات الحوسبة السحابية، بحسب ما قاله رئيس تحرير "تك ريبابليك"، بيل ديتويلر، للشبكة.
وأضاف ديتويلر "لا يوجد جهاز رقمي واحد كان له تأثير أكثر عمقًا على العشرين عامًا الماضية من الهاتف الذكي.. تساعدنا هذه الأجهزة في العمل والتعلّم والتسوّق والتأكّد من عدم ضياعنا وتتبّع صحتنا وتحذيرنا أثناء حالات الطوارئ وتساعدنا بالطبع على التواصل".
هجمات 11 أيلول/ سبتمبر
في عام 2001، عند اندلاع أحداث الحادي عشر من أيلول/ سبتمبر، كان هناك أقلّ من 500 مليون شخص متّصل بالإنترنت. اليوم، هناك ما يقرب من 7.1 مليار شخص متّصل بالإنترنت، يعود ذلك إلى حد كبير إلى تطوّر الهواتف الذكية.
وكان الهاتف الأكثر شهرة في عام 2001 هو "نوكيا 8250"، كان جهازاً يدير المكالمات والرسائل النصية والقليل من الأشياء الأخرى، لكن الهاتف الذكي الآن ينجز الكثير من الأشياء الرائعة، حتى أنّ شركة أبل أصبحت قيمتها تتجاوز تقريبًا ثلاثة تريليونات دولار.
وتعني الحوسبة السحابيّة، البرامج والخدمات التي تعمل على شبكة من الخوادم المخصّصة.
تمّت الإشارة إلى المصطلح لأوّل مرة في عام 1996 في خطّة عمل من قبل "كومباك"، لكنّه لم يجد سوقًا حتى عام 2006، عندما أطلقت أمازون"كلاود كمبيوتر"، وهي خدمة تتيح للمطوّرين تفريغ الحوسبة إلى خوادم الشركة وبرامجها.
تطبيقات التواصل الإجتماعي
في عام 2001، أصدرت "مايكروسوفت" برنامج "أم أس أن ماسنجر"، وكان "فريندستر" في مهده، لكن اليوم لدى فيسبوك 2.8 مليار مستخدم، وتبلغ قيمة الشركة، أكثر من تريليون دولار، معتمدًا على "الحوسبة الحسابيّة" والأجهزة المحمولة للبيانات التي تجعل الخوارزميات وأنظمة استهداف الإعلانات فعّالة للغاية.
وتقدّر قيمة صناعة المعالجات المحمولة بحوالى عشرة مليارات دولار.
يمكن للرقائق الحديثة تشغيل أجهزة الكمبيوتر المحمولة وتعديل خوارزميات الذكاء الإصطناعي الكبيرة. في المستقبل، سيتم دمج المعالجات المحمولة في مجموعة متنوّعة من أجهزة الإستشعار وما يسمّى بأجهزة إنترنت الأشياء.
التعليقات