إيلاف من بيروت: من كان يفكر أن يصاب اللبنانيون بهذا البؤس اللذي يلم بهم اليوم؟ فقبل عامين، كان كل شيء على مايرام، وكان اللبنانيون يأتون مدارسهم ومراكز أعمالهم بسيارات معظمها جديد، بفضل ما كانت المصارف تقدمه من تسهيلات ائتمانية وقروض شخصية ومخصصة.

من كان يفكر أن تصير السيارة في لبنان شيئًا من فئة "شبه المستحيل"؟ فالوقود قليل. وإن توفر، فقد ارتفع ثمنه عشرة أضعاف في أقل تقدير. ومع تراجع قيمة للعملة الوطنية، في بلد لا يُنتج شيئًا ويستورد كل شي، تراجعت القيمة الشرائية للرواتب والمعاشات بشكل جنوني، وصار الحد الأدنى للأجور في لبناني يشتري 40 ليترًا من البنزين، لا أكثر.

قبل ايام، شاع مقطع فيديو لرجلين أبيا أن يُعجزهما صعود سعر الوقود بشكل جنوني عن إيصال أولادهم إلى المدرسة، فما كان لهما إلا ركوب الحمير، وقد تداولته المواقع الإخبارية المحلية، وتناقله الناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي كما النار في الهشيم، لأنه خير ما يصور الحالة البائسة التي وصل إليها الحال في لبنان.

في الفيديو، يقول الوالدان إن الغلاء في المواصلات اضطرهما إلى ركوب الحمير.

أضاف أحدهما أن الأوضاع الحالية في لبنان "أعادتهم 100 عام إلى الوراء"، فيما ناشد الآخر دول العالم أجمع لمساعدة الشعب اللبناني.