زوريخ (سويسرا): شددت وزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين الأربعاء على ضرورة التواصل بشكل وثيق بين الولايات المتحدة والصين بشأن المسائل الاقتصادية، قُبيل اجتماع لها مع نائب رئيس الوزراء الصيني ليو هي في زوريخ.

وقالت يلين في مستهل لقائها الحضوري الأول مع ليو هي "وسط مشهد معقّد للاقتصاد العالمي، هناك حاجة ملحّة لأن يتواصل أكبر اقتصادين في العالم بشكل وثيق بشأن الاقتصاد الكلي العالمي والظروف المالية".

وشدّدت على وجوب "تبادل البلدين وجهات النظر بشأن كيفية الاستجابة للتحديات المختلفة".

وأبدت يلين أملها بأن يتيح اللقاء مع ليو الذي سبق أن عقدت معه اجتماعات افتراضية في ثلاث مناسبات، "التعمّق في المواضيع ذات الاهتمام المشترك، بما في ذلك التعاون الاقتصادي الكلي والتمويل المناخي".

موقف الصين

من جهته دعا ليو إلى "تواصل وتنسيق جدّيَين في قضايا الاقتصاد الكلي والتغيّر المناخي والقضايا الأخرى ذات الاهتمام المشترك".

وقال "من وجهة نظرنا، فإنّ العلاقة الصينية-الأميركية بالغة الأهمية".

يأتي اجتماع الأربعاء في خضم جهود دبلوماسية حثيثة لضبط التوتر بين البلدين.

زيارة بلينكن

والثلاثاء أكد مسؤول أميركي أن وزير الخارجية أنتوني بلينكن سيزور بكين في أوائل شباط/فبراير.

وسيكون بلينكن أول وزير للخارجية الأميركية يزور الصين منذ تشرين الأول/أكتوبر 2018 حين أجرى سلفه مايك بومبيو المعروف بانتقاداته الحادة لبكين، توقفاً مقتضباً إثر محادثات مع الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون في بيونغ يانغ.

وفيما تأجّجت الخلافات بين البلدين خلال عهد الرئيس السابق دونالد ترامب، فهي تتواصل بشكل أقل حدّة في ظل رئاسة جو بايدن.

وتنفق الولايات المتحدة والصين، اللتان تخوضان منافسة استراتيجية شرسة، على جيوشهما أكثر من أي دولة أخرى.

لكنّ بايدن ونظيره الصيني شي جينبينغ أكدا أنهما يريدان خفض التوتّرات.

وحين التقى الرئيسان على هامش قمة مجموعة العشرين في بالي في تشرين الثاني/نوفمبر، أبديا تفاؤلاً حذراً بإمكان منع خروج الخلافات عن السيطرة.

وتعهّدا "مواصلة إدارة التنافس بين بلدينا بحس من المسؤولية واستكشاف مجالات التعاون المحتملة"، وفق بيان لوزارة الخارجية الأميركية في تشرين الثاني/نوفمبر.

في إشارة إلى اجتماع بالي، قالت يلين "نتشارك مسؤولية إظهار أنّ الصين والولايات المتحدة يمكنهما إدارة خلافاتنا ومنع المنافسة من أن تصل إلى أي شيء قريب من الصراع".

في أفريقيا

وأضافت يلين، التي توقفت بشكل مقتضب في زوريخ قبل رحلة إلى أفريقيا تستغرق 11 يوماً تهدف إلى تعميق العلاقات الاقتصادية في قارة أصبحت فيها الصين لاعباً رئيسياً، "لدينا مجالات خلاف، وسننقلها مباشرة".

وتابعت "يجب أن لا نسمح لسوء التفاهم، خصوصاً ذلك الناجم عن نقص التواصل، بأن يؤدّي بلا داعٍ إلى تفاقم علاقتنا الاقتصادية والمالية الثنائية".

ويبدو أن ليو هي يوافق على ذلك. وكان قد قال الثلاثاء أمام منتدى الاقتصاد العالمي في دافوس المجاورة، إنه حان الوقت لوضع حدّ لـ"عقلية الحرب الباردة".

واعترف الأربعاء بأنّه "الآن، يبدو أننا نواجه بعض المشاكل". وأضاف "ولكن كما قال الرئيس شي، لدينا جميعاً كوكب أرض واحد، وهناك دائماً حلول أكثر من المشاكل".

وأكد ليو أنه "يجب علينا دائماً أن نضع في اعتبارنا الصورة الأوسع ونحاول إدارة خلافاتنا بشكل مناسب ونبحث عن أرضية مشتركة".

وأشار إلى أنه "مهما تغيّرت الظروف، يجب أن نحافظ دائماً على الحوار والتواصل".