ويقول إن القراء يرغبون في الكتب التافهة
السليمانية من آمانج خليل: في واقعة غريبة ويائسة ،قام كاتب كردي إيراني الجنسية بإحراق نسخ كتابه الأخير مساء اليوم الأربعاء على قمة جبل كويزة شمال مدينة السليمانية.
وقال الكاتب عبدالرحمن بربري لوكالة أنباء ( أصوات العراق) المستقلة quot;قررت حرق جميع نسخ آخر كتاب ترجمته ،وهو رواية (قتل الطفل) للأديب النمساوي بيتر توريني ،لأنني إكتشفت أنه لا وجود لقراء يقدرون قيمة الكتاب الجيد.quot; وتابع quot;... وخوفاً مني على كتبي و ترجماتي كي لا يتراكم عليها الغبار في الشوارع، وتقع تحت أقدام المارة.quot;
وأضاف بربري وهو يتحدث بمرارة quot;قراء اليوم يرغبون في الكتب التافهة والترجمات السطحية والموضوعات الثانوية ،ولا يقدرون الكتاب الجيد ،وهذه ليست مشكلتي لوحدي..
بل هي مشكلة كافة الكتاب والمترجمين الجادين ممن تتعرض كتبهم للسخرية.quot; وزاد quot; كانت ترجمتي لرواية (قتل الطفل) من أحب الكتب إلى قلبي ،ولذلك قررت حرق جميع نسخه.. كي لا يقع تحت أيدي من لا يقدر الكتاب الجيد.quot; وقام بربري بحرق (1300) نسخة من ترجمته الأخيرة (قتل الطفل) عن رواية للنمساوي توريني ،وهي الترجمة التي ظهرت في أسواق السليمانية الإسبوع الماضي وطبعها الكاتب الكردي على حسابه الخاص. وولد عبدالرحمن بربري عام ( 1976) في مدينة مهاباد بكردستان إيران ،وتخرج من كلية الآداب قسم اللغة الفارسية بجامعة ( ورمي) الإيرانية. ومارس الكاتب الكردي نشاطات ثقافية عدة ،كالكتابة والترجمة والصحافة في إيران ، وتعرض إلى ضغوطات ومضايقات من قبل السلطات هناك ومنعت كتاباته ،إلى أن هرب للعراق عام ( 2005) واستقر في أحد فنادق مدينة السليمانية (350 كم شمال بغداد).
ونشر بربري دراستان فلسفيتان هما: ( لون الخريف) و ( اللاشيء) ،كما ترجم العديد من الكتب إلى اللغة الكردية ومنها: ( أعمال نيتشة) ورواية (قتل الطفل) التي قام بحرقها.
أما بيتر توريني ،فهو كاتب مسرحي وشاعر نمساوي ولد عام ( 1944) من أب إيطالي وأم نمساوية ،ومن أهم مؤلفاته: الموت والشيطان ، يوسف وماريا ،صيد الفئران ، والقبض علىنستروي ( رواية). وله ديوان شعر واحد.وجميع مؤلفات توريني تعالج قضايا الإنسان المضطهد في ظل الصعوبات الحياتية الحالية. (أصوات العراق)
التعليقات