التشكيلية البحرينية د.سامية انجنير في حوارية الجسد
د.إسماعيل نوري الربيعي ndash; المنامة: من زحمة التكوينات والأشكال والألوان، تطالع الفنانة التشكيلية ( د.سامية انجنير) أستاذة التربية والفنون الجميلة في جامعة البحرين، خبوئها الفني عبر تجليات (الإخفاء أو الكشف)، هذه الثنائية التي عنونت بها معرضها التشكيلي المقام حاليا في قاعة جمعية البحرين للفنون التشكيلية . الأبرز في صالة العرض يقوم على حالة الحفز والتفعيل الذي تنشده الفنانة، عبر إشعال المزيد من الأسئلة حول هذا التوزيع الذي سرعان ما يلفت نظر المتلقي، للتوزيع الحاذق للعلاقة القائمة بين الكتلة والفراغ والتي تقوم على العناية بأحجام اللوحات والعناية الصارمة بالتناغم الهارموني إن كان على صعيد الحجم والكتلة واللون، باعتبار التركيز على مضمون ثيمة الإخفاء، والتي تحاول الفنانة من خلاله محاكاة الأسرار الصغيرة، تلك التي يحرص البعض على إخفائها ومواريتها والالتفاف حولها، لكن المشهد سرعان ما يقوم على قوة الإفصاح والتبيان، من خلال إبراز مقومات الكشف، والذي يتم فيه استدعاء سلاح اللون والكتلة، ومن هنا يجد المتلقي أن اللوحات وقد اتخذت الشكل العمودي في طريقة العرض، كناية عن قوة الكشف، حتى لتتبدى اللوحة وكأنها الرمح الساعي نحو تركيز معنى الكبرياء، الذي تجسده ثيمة جسد المرأة، تلك الخبيئة التي تبقى تدور في فلك المسكوت عنه.
أجساد توزعها سامية انجنير ببراعة لافتة في جسد اللوحة، مشعلة بذلك المزيد من الأسئلة حول المكاشفة والمواربة، الصدق والكب، الحقيقة والخيال، حوار صاخب وجريء، يتطلع بثقة نحو ردم الوهن والنفاق وركام الزيف والتكلف، إنها رسالة اللون والأشكال والتكوينات، تضعها ببساطة شديدة من دون تعقيد أو كلف.
جديد مجلة laquo;حوار العربraquo;
laquo;الليبرالية العربيةraquo; هو عنوان محور العدد رقم 17 ndash; السنة الثانية ndash; إبريل (نيسان) 2006 من مجلة laquo;حوار العربraquo; الصادرة عن مؤسسة الفكر العربي في بيروت. وقد ضمن المحور المقالات التالية: laquo;أقلمات الليبرالية وتنويعات الليبراليينraquo; لسعيد منصور الريامي، والذي يقول فيه إن من تحوّل إلى صفوف الليبرالية من بين أوساط المعارضات العربية، إنما تحول إليها كرد فعل على نظام الفكر الواحد والقائد الواحد.. وكتب وسام سعادة عن laquo;الليبرالي العربي الخالصraquo; مبيناً أن الليبرالية العربية الرثة الراهنة ليس فيها ما يقارن بجيل الرواد الليبراليين المصريين أمثال محمد لطفي السيد وعلي عبد الرزاق. أما المهدي عمر قبال، فقدم laquo;قراءة نقدية في مأزق الخطاب الليبرالي العربيraquo; قائلاً أنه مع هزيمة الايديولوجية الماركسية ممثلة بسقوط الاتحاد السوفياتي، عادت الروح من جديد إلى الليبرالي العربي الذي انكفأ على نفسه من قشعريرة الاتهامات التي طالته، فراح يبشر بعهد جديد من الديمقراطية. laquo;لا وجود لليبرالية عربيةraquo;.. هذا ما قاله د. أحمد عبد الملك في مقالته الحاملة العنوان نفسه مردفاً: لا أعترف بوجود ليبراليين خليجيين بالمعنى الغربي للمصطلح، إذ أن القاعدة الأساس لحياة ونمو الليبرالية غير متوافرة في المنطقة.
وكتب د. يوسف سلامة: laquo;هل من سبيل للمصالحة بين الإسلام والليبرالية؟raquo; مبيناً أن النقاش لا ينصب على المصدر الذي ينسب إليه الإسلامي قدسية النصوص التي يستنبط منها أفكاره وخياراته، بل ينصب على الشخص الذي نصب نفسه ناطقاً بلسان السلطة الإلهية.
وقدم أكرم البني laquo;قراءة للظاهرة الليبرالية في المجتمع السوريraquo; قائلاً أنه لا معنى للحديث عن وجود ليبرالي في مجتمع تسيطر فيه الدولة على النشاط الاقتصادي سيطرة شبه تامة في المشاريع الاستراتيجية والحيوية وفي مجال الاستثمار.
أما مقالة أحمد المغربي والمعنونة: laquo;الليبراليون العرب ولهجة تقارير المخبرين والرقباءraquo; فتضمنت تساؤلاً مفاده: لماذا لم يتضمن كتاب شاكر النابلسي laquo;الليبراليون الجدد.. جدل فكريraquo; البيان الذي أصدره النابلسي نفسه بالمشاركة مع المفكر التونسي العفيف الأخضر ووزير التخطيط العراقي السابق جواد هاشم، وهما من أعلام ذلك الاتجاه الذي يعرّف عن نفسه باسم laquo;الليبراليون العرب الجددraquo;.
ومن مقالات العدد بعيداً من المحور نقرأ: laquo;اليهود في مرآة خرافاتهمraquo; للدكتور عبد الوهاب المسيري، حيث يرى أن التلمود يحتوي على كثير من الأفكار المتناقضة والأفكار العنصرية الحلولية التي تجعل اليهود مركز العالم. ونقرأ أيضاً laquo;في أطروحة التعددية الدينية.. إشكاليات النظرية وتحديات الواقعraquo; للباحث الإيراني نجف علي ميرزائي، مدير مركز الحضارة للدراسات الإيرانية / العربية، حيث يرى أن نظرة في مناشئ النزاعات المذهبية تبرهن على أن أحكاماً شرعية وفتاوى اجتهادية مركزة على فهم ديني أو مذهبي خاص ببعض المرجعيات، كانت تصدر بحق المخالف والمختلف من هدر دم وتكفير وتفسيق أسست بالفعل لنزاعات كبيرة في التاريخ الإنساني.
حوار العدد أجراه الزميل حسونة المصباحي مع المفكر التونسي د. محمد محجوب الذي قال بأنه لا يمكن البتة بناء الحرية على الفقر والجهل والخصاصة وانعدام الكرامة. وكتب د. كرم الحلو معرفاً بشخص وفكر laquo;فرنسيس المراش الحلبي.. طليعة الليبرالية في الفكر العربي الحديثraquo;.
وفي إطار التقريب بين المسلمين، كتب الباحث ورجل الدين هاني فحص عن دور الدولة والمجتمع وأهل العلم في هذا المضمار.. مضمار التقريب.
ويتابع عبد الزهرة الركابي مأساة العراق متحدثاً هذه المرة عن أبعاد فتنة تفجير الأضرحة واستهداف المساجد متسائلاً: laquo;هل بدأت أميركا تنفيذ برامج فينكس العراقي؟raquo;
وكتب توفيق المديني عن laquo;دلائل الاتفاق النووي بين أميركا والهندraquo;، معتبراً أن ما حصل هو نصر كبير للديبلوماسية الهندية.
وعن laquo;اللاعقلاني في الثقافة السياسية الأميركية.. لاهوت الحرب العالمية الرابعةraquo; كتب عمر عبد الفتاح اليحياوي محللاً الوجه اللاهوتي / الميتافيزيقي للممارسة السياسية الأميركية مبيناً جملة من ظهوراتها التاريخية والمعاصرة وذلك استناداً إلى واحدة من أبرز العقائد السياسية الأميركية القائمة على مقولة: laquo;أميركا هي العالم.. العالم هو أميركاraquo;.
أما ألبير خوري فبحث محللاً في دواعي فوز اليسار مجدداً في غير دولة في أميركا اللاتينية، وكان عنوان مقالته البحثية: laquo;أميركا اللاتينية.. إلى اليسار درraquo;.
ويترجم المبارك الغروسي مقالة الكاتب الفرنسي جان كلود روانو بوربلان: laquo;الشرقيون.. هل هم مهيأون لبلوغ laquo;مرتبةraquo; الرأسمالية؟raquo;.
وفي باب laquo;كتبوا عن العربraquo; في المجلة نقرأ: laquo;لا تعاقبوا الفلسطينيينraquo; بقلم الرئيس الأميركي الأسبق جيمي كارتر.. ونقرأ أيضاً: laquo;هل ستغادر القوات الأميركية العراق فغلاً؟raquo; بقلم ويليام فاف.
وفي العدد استعراض لكتب: laquo;مأزق الفرد في الشرق الأوسطraquo; لحازم صاغية، وlaquo;الذات عينها الآخرraquo; لبول ريكور بترجمة د. جورج زيناتي، وlaquo;تاريخ الأصولياتraquo; للمؤلفة كارن أرمسترونغ، وlaquo;المحيط الأسودraquo; لأدونيس، وlaquo;الفكر العربي وتحولات العصرraquo; لكريم مروة وعبد الإله بلقزيز.
في باب laquo;أوراق ثقافيةraquo; يتابع اللغوي وأستاذ اللغة العربية في الجامعة اللبنانية د. جوزيف الياس مقالاته التي يكتبها في سلسلة laquo;مدخل جديد إلى قواعد الكلمة العربيةraquo; فيكتب هذه المرة مقالته تحت عنوان: laquo;فلنبكِ معاً فقر العربيةraquo; معالجاً فيها أوزان الفعل الثلاثي عبر نقد عميق لما كان اللغوي رولان سيف قد كتبه في هذا الموضوع.
ويكتب حنا عبود عن laquo;رقصة المقابرraquo;، المصطلح الأدبي الذي أتانا من القرن الرابع عشر وكان له تأثير كبير في الشعر والرواية والمسرحية.. وقد ظهر هذا المصطلح للمرة الأولى في العام 1376 في قصيدة laquo;استنشاق الموتraquo; للشاعر جوهان لوفيغر، حيث جاء فيها: laquo;قمت في الرقص في المقبرةraquo;.
وفي سلسلة laquo;مشاكل اللغة العربية وطرائق تجاوزهاraquo; الرقم 12 يكتب د. مصطفى الجوزو عن اللغة في وسائل الإعلام والإعلان.
وقدمت د. جورجيت مسعد باقة من قصائد الشاعرة الأميركية laquo;شارلي كاوفمنraquo; مترجمة إلى العربية تحت عنوان: laquo;لغم الموت.. وقصائد أخرىraquo;.
أما الصفحة الأخيرة فيكتبها مدير التحرير في المجلة أحمد فرحات تحت عنوان: laquo;في ذلك اللقاء مع يونسكوraquo; حيث يتحدث عن لقائه بسيد مسرح العبث في العالم يوجين يونسكو في السابع عشر من يونيو/حزيران 1978.
أما افتتاحية العدد والحاملة عنوان: الليبراليون العرب، فكتبها د. محمد الرميحي مستنتجاً أن الليبراليين العرب يفتقدون قواعد الخطاب المقنع، وكثير منهم جاء إلى الليبرالية من قوى سياسية يسارية، كما يفتقدون القاعدة الاقتصادية والاجتماعية، ولذلك فإن صيحة laquo;الإصلاحraquo; لم تصل بعد إلى الآذان.
التعليقات