وصفت قاصة سعودية الرجل بـquot;الضبquot; وذلك في معرض ردها على النقد الحاد الذي وجهه بعض الحضور لقصصها في أمسية قصصية نظمها نادي حائل الأدبي لها نهاية الأسبوع المنصرم.
وذكرت القاصة شيمة الشمري أثناء الأمسية أنها ردت على قراءة لرئيس قسم الأدب العربي بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الدكتور محمد القسومي وقف فيها عند عبارة (وهي تشبعه بنظرة حب حائرة) التي وردت في نص بعنوان quot;ربما غداquot; بالقول: أنت بهذا تقتل الأمل في الضب السعودي وأنا عندي أمل في المرأة السعودية رغم التأجيل في اتخاذ الخطوات ولكن ستتحسن الأوضاع.
وبدأ الانتقاد لقصص الشمري بنقد حاد لـ quot;أسلوب القاصة الجريءquot; وجهه المهندس حسني محمد جبر , حيث أشار إلى ما وصفه بـ quot;ابتعادها عن القيم والمبادئ التي تخدم القضية الاجتماعية عموماquot;. وقال: هناك نصوص للقاصة أخشى كرجل أن تقرأها زوجتي وبناتي, ومعلقا بقوله (رفقا بالرجال) وأهاب جبر بـquot;الابتعاد عن كل ما من شأنه ألا يخدم وكل ما لا تحمد عقباهquot; حسب تعبيره.
فيما أكدت الشمري أن لكل رأيه الشخصي، وقالت: أنا لن أحيد عما بدأته من أسلوب قصصي مهما وجه لي من نقد.
وكانت الشمري استهلت الأمسية بقراءة مجموعة من نصوصها القصصية مثلquot;ربما غداquot; وquot;صدفةquot;، وquot;دعابة ذكرىquot;، وquot;القناعquot;، وquot;جرعات عنفquot;، لتختتم بنص quot;أنا لست في زمانيquot;.
حيث تساءلت مقادير الضويحي عما إذا كانت نصوص القاصة من نسج الخيال أم هي واقعية تعبر عن حدث ما, وتابعتquot; رغم أننا نعلم أن النساء عاندهن الزمن بل الظروف وحاصرتهن أحزان الحياةquot; , لتؤكد الشمري أنها quot;ضد الإحباط والاستسلامquot;, مشيرة إلى أن الإحباط من ذات الإنسان وإذا لم يكن لديه استعداد للتقبل والنقد عند أي عارض أو عامل هدم فهذا يرجع لذاته.
وقالت في رد على مداخلة الفنانة التشكيلية وفاء الفواز: أجد نفسي في الأدب العربي ولكن في مجال القصة القصيرة أكثر. وأرجعت ذلك إلى quot;قلة القيود على القصة التي ربما يكون الشعر محاصرا بهاquot;, وفي تعليق للنص القصصيquot;ربما غداquot; أشارت الشمري فيه إلى أنها عبرت فيه عن المرأة المناضلة الصابرة والتي تتخذ لزوجها الأعذار.
فيما تساءل جار الله العميم عن نهاية عقدة الرجل في النصوص القصصية الأنثوية خاصة,ومتى نقرأ لغة متجاوزة وفكراً يتجاوز كل الرجال. لتضيف الشمري أن عقدة الرجل باقية ما بقي هو على حاله, وقالت: أتيت بعقدة أخرى من خلال قصة مزج والتي تحكي أن الرجل جاء بوردة إليها وهي رفضتها,مشيرة إلى أنه لا فرق بالنسبة لها بين الرجل والمرأة ولا عقد من الرجل.
ورأى القاص سعود الجراد في مداخلة له أن القاصة أبدعت في هذا المجال من خلال ما نراه من أيديولوجيا نسوية في القصص وتنوع في السرد القصصي.
وكما حدث في أدبي حائل ,حدث في أدبي الشرقية حيث تعرضت القاصة شمس علي إلى سلسلة انتقادات، مساء الأربعاء المنصرم، تناولت مجموعتها quot;طقس ونيرانquot; الصادرة عن النادي الأدبي في المنطقة الشرقية وذلك خلال أمسية أقامها المقهى الثقافي في النادي نفسه لمناقشة المجموعة.
ووصف أحمد سماحة قصص المجموعة بأنها ليست على مستوى واحد وأن الهم الاجتماعي غالب عليها، وأن استخدامها للضمائر وعلامات التنصيص كان بطريقة تربك القارئ.
ووافقت القاصة فوزية العيوني سماحة في كون القاصة تبالغ في اللغة والصورة في غير مكانها ,مستشهدة بعبارة (عندما ألقيت سري في بئر أمي ذات غسق) وقد تأتي الجملة فوق مستوى لغة القصة وغير منسجمة معها كعبارة (حين يحيك المساء شرنقته)، معتبرة أن النص هو الذي يفرض طبيعة لغته ومستواها. وأثنت على قصص أوراق من العيادة النفسية. مؤكدة على وجود سمة لم تجدها لدى غيرها من الكاتبات وهي أن المرأة في قصصها قوية.
وقال القاص عبدالله الوصالي إن القاصة تستخدم الرمز لهدف اجتماعي، وأكّد وجود الرمز في قصة ( طيور تهاجر) ذاكراً أنه قد يكون مربكاً لكنه حقيقي ووصف العنوان (بالاستشرافي) الذي يفتح آفاق النص والنص ينزاح من أعلى إلى أسفل.
واتفق القاص خليل الفزيع مع سماحة في تفاوت المستوى الفني للقصص المجموعة, ذاكراً أن السبب في هذا ربما يكون بسبب كتابتها في فترات متباعدة، كما انتقد التركيز على جانب معين دون غيره قائلاً إننا قد نظلم القصة إذا ركزنا على الناحية الاجتماعية وتساءل: لماذا نعتبر أناقة اللغة عيباً؟.
وأثنى الشاعر مؤيد السبع على quot;الدقة العاليةquot; في اختيار العناوين معتبراً أنها تشكل مفاتيح لفهم القصص.
وانتقل الحضور لنقاش قصة (طقس ونيران) واتفق سماحة والوصالي على أن القصة جميلة ولكن فيها تطويل وعاد الاختلاف ليسيطر مرة أخرى بين مؤيد لكون (الطقس) هو ثيمة القصة الأساسية وبين من يرى أن معاناة المرأة من الزوجة الثانية وشعورها نحو حدث كهذا هو الفكرة الأساسية في القصة. واتفق الحضور على امتلاك القاصة لمهارات اللغة والقص رغم احتياجها إلى تعريض تجربتها للنقد وتقبله.