الوقت - رفح المصرية - كارم يحيى:
قامت ''الوقت'' أمس (الثلثاء) بزيارة مدينة رفح على الحدود المصرية مع قطاع غزة والتقت متطوعي اتحاد الأطباء العرب، الذي يضم الطبيبين البحرينيين ''نبيل تمام'' و''علي العكري''.وقد ظل الوفد عالقا على الحدود ولم يتمكن من دخول القطاع وحتى عصر يوم أمس، إلا انه تمكن من العبور بعد مماطلات عدة كان آخرها زيارة نجل الرئيس المصري جمال مبارك ورجال مكتب الأمانة العامة للحزب الوطني الحاكم للمعبر في نحو الساعة الثانية من بعد ظهر أمس وأثناء فترة التوقف عن اطلاق النار التي اعتمدتها اسرائيل لمرور المساعدات الإنسانية. وهو أول ظهور علني لمبارك الابن منذ بدء الحرب الإسرائيلية على غزة في السابع والعشرين من شهر ديسمبر/كانون الأول الماضي.
وقبل ان يتوجه وفد متطوعي اتحاد الأطباء العرب (35 طبييا) للعبور إلى قطاع غزة، قال''الوقت الطبيب تمام وسط أصوات القصف الاسرائيلي للمناطق الحدودية الفلسطينية فيما شوهدت اعمدة الدخان ترتفع من المناطق الملاصقة لمعبر رفح ''ننتظر على أمل الدخول الى قطاع غزة لليوم السادس على التوالي. وكنّا قد توجهنا إلى المعبر أمس (أمس الأول الاثنين) وكلنا ثقة في الدخول لكن السلطات الأمنية أعادتنا في اللحظة الأخيرة''. وأضاف مؤكدا ''لن ينال منا اليأس''. وأشار إلى أن السلطات المصرية ابلغتهم بأن جمال مبارك يزور المعبر وعليهم الانتظار الى ما بعد انتهاء الزيارة كي يتقرر مصير دخولهم إلى القطاع''.
واعتبر تمام ''ان بقاءنا عالقين يخلق نوعا من التوتر لكننا لم نصب بالإحباط.. فقد أتينا من البحرين بهدف مساعدة الشعب الفلسطيني ولكسر الحصار ولن نيأس.. نتمسك بالبقاء''. وأكد ''نحن نحمل رسالة دعم للشعب الفلسطيني ونهدف لكسر الحصار''. من جانبه، قال الطبيب ''العكري'' أمضينا نحو الاسبوع في مصر في انتظار دخول غزة واعتصمنا ثلاثة ايام لكننا لم نفقد الأمل''، وأضاف ''نحن في النهاية لا نسجل موقفا سياسيا او نسعي للتدخل في الشؤون المحلية المصرية''. وكان لافتا ان زيارة جمال مبارك ووفد الحزب الوطني الحاكم الى معبر رفح جرت فيما كانت السماء فوق المعبر لاتزال تحمل خطوطا بيضاء من آثار غارات الطائرات الإسرائيلية على المناطق الملاصقة من الحدود. وقد استغرقت زيارة مبارك والوفد المرافق له للمعبر أقل من ربع الساعة. وعاد القصف الاسرائيلي مسموعا في منطقة المعبر بعد مغادرة نجل الرئيس المصري.
وداخل المعبر شوهدت سيارات اسعاف وعدد من الشاحنات التي تحمل مواد الإغاثة. وقال لـ''الوقت'' الطبيب عماد الدين خربوش مدير عام الاسعاف بشمال سيناء ''ان المعبر استقبل اليوم (أمس) اربع جرحي فلسطينيين في حالة خطيرة من إجمالي 308 جرى جرى استقبالهم منذ بداية العدوان الاسرائيلي''. وأشار الى ان الجراح التي لحقت بالمصابين الفلسطينيين تفيد استخدام تل ابيب أسلحة محرمة دوليا او في طور التجريب.
والتقت ''الوقت'' على بوابه المعبر سيدة مصرية قطعت المسافة من نويبع إلى رفح وهي تحمل ونجلها ثلاثة صناديق من ملابس الأطفال وقد جاءت للدفع بها ضمن المساعدات المقرر عبورها إلى قطاع غزة . وقالت السيدة وتدعى أم رشا ''لو استطعت الدخول إلى غزة لدخلت.. وأتمنى ان أجد اطفالا مصابين أو ايتاما من رفح لأستضيفهم في بيتي''. وأشارت إلى ان الملابس التي تحملها هي ثمرة تطوع الأهل والجيران.