حتى هتلر بكى لما آلت إليه حال جدة بعد فيضانات الأمطار

جدل quot;الأرصادquot; إلى الواجهة مجددًا ومحامون سعوديون يطرقون القضاء

إيلاف من الرياض: تبدأ لجنة التحقيق حول الكارثة التي شهدتها جدة والتي شكلها العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز أعمالها السبت لتحديد المسؤولين عن التقصير ومحاسبتهم جراء وقوع خسائر بشرية ومادية غير مسبوقة. ومن المنتظر أن ترفع اللجنة المشكلة تقارير دورية للسلطات المختصة بشكل عاجل جدا وإبلاغ العاهل السعودي عن أي جهة حكومية لا تلتزم بتسهيل عملها والتعاون التام معها.

وستعمل اللجنة على حصر quot;شهداء الغرقquot; والمصابين والخسائر في الممتلكات. وكان الملك عبدالله بن عبدالعزيز طلب من وزارة المالية صرف مبلغ مليون ريال quot;مباشرةquot; لذوي كل quot;شهيد غرقquot; على ضوء ما يرد للوزارة من اللجنة المشار إليها عن الأسماء المحصورة من قبلها، وتعويض المتضررين في ممتلكاتهم وفقاً لما تنتهي إليه اللجنة.

وشهدت منطقة جدة تساقط كمية من الأمطار بلغت بحسب مصلحة الأرصاد السعودية 90 مليمتر ما سبب سيول في العديد من الأحياء, تسببت في وفاة 108 أشخاص إضافة إلى 30 مفقودا حتى مساء الأربعاء حسب ما أعلنه مدير المركز الإعلامي لمواجهة حالات الطوارئ بمحافظة جدة العميد محمد القرني.

يذكر أن للجنة استدعاء أي شخص أو مسؤول كائنا من كان وطلب إفادته أو مسائلته عند الاقتضاء، والاستعانة بمن تراه من ذوي الاختصاص والخبرة، وأن ترفع ما تتوصل إليه من تحقيقات ونتائج وتوصيات بشكل عاجل جدا, وتحديد مسؤولية كل جهة حكومية أو أي شخص ذي علاقة بأحداث جدة.

ويرأس اللجنة أمير منطقة مكة المكرمة خالد الفيصل، ويدخل في عضويتها ممثلون عن وزارة الداخلية والاستخبارات ووزارة العدل وديوان المراقبة العامة. وتفاعلا مع الأحداث المؤلمة التي شهدتها جدة تصاعدت حدة المواجهات بين رئاسة الأرصاد وحماية البيئة والجمعية الوطنية لحقوق الإنسان حول تحميل الأخيرة للأولى جزء من المسؤولية في إرشادات المواطنين للوقاية من الكارثة.

ونقلت صحيفة الحياة عن وكيل الرئيس العام لرئاسة الأرصاد والبيئة لشؤون الأرصاد الدكتور سعد المحلفي قوله إن الرئاسة تمتلك إثباتات رسمية تبرئ ساحتها من ضعف التبليغ وعدم النصح والتوجيه، مؤكداً أنها قامت بمهمتها في شأن الرصد والتبليغ، وإخطار الجهات المعنية قبل وقوع الأمطار وعلى رأسها الدفاع المدني.

وأوضح الدكتور المحلفي أن ما حدث كان خارج نطاق السيطرة، وحصل في وقت ونطاق ضيقين ضمن الحزام السحابي. وقال إن ما حدث لمدينة جدة يحدث في بريطانيا وأميركا ودول متقدمة، والظواهر الغزيرة والسحب الرعدية تحدث في 40 دقيقة. مشيرا إلى عملية المراقبة التي تضطلع بها الرئاسة على جميع مناطق السعودية بواسطة أجهزة الرادار، مشدداً في الوقت ذاته على ضرورة توعية جميع المواطنين والمقيمين بإتباع إرشادات السلامة وتجنب الأسباب المؤدية للأخطار.