سعيد الجابر من الرياض: يبدو أن الأزمة المالية العالمية وتبعاتها لم تمهل عطش أغلب الصحف الورقية في السعودية حيال إغراء الإعلان أيًا كان، وهو ما أثار حفيظة الأغلبية الشعبية المحافظة ممّن تابعوا الحملة الإعلانية الرمضانية المتعلّقة بـ قناة LBC الفضائية ndash; المغلقة مكاتبها حديثًا في البلاد- على خلفية قضية المجاهر بممارساته عبر أحد برامجها.
السؤال الذي تبادر إلى أذهان الكثير من المراقبين على خلفية حملة إعلانية ضخمة بعنوان quot;نور رمضان بيطلع، وبرامجنا بتلمعquot;، والتي تقاسمتها صفحات الصحف الورقية كانت quot;إيلافquot; قد طرحته على بعض منسوبي تلك الصحف ومدراء التسويق والإعلان وبعض المراقبين،
وهو: هل نجحت قناة الـ LBC الفضائية اللبنانية في تمرير حملتها الإعلانية لشهر رمضان عبر الصحف السعودية على الرغم من تحفّظ الجهات المعنية عليها مؤخرًا مما أدّى إلى إغلاق مكاتبها في البلاد ؟
أحدهم، وهو صحافي سعودي فضّل عدم ذكر اسمه قال: quot;الصحف لا يمكن أن تقاوم لذة الإعلان، لاحظنا منذ بداية قضية ال بي سي أنها تنافس بقوة على التغطية الخبرية للقضية ومتابعة كل تداعيات ذلك من القبض على المتهم بالمجاهرة، وإغلاق مكتب المحطة في جدة ومن ثم الرياض، إلا أن الغريب وفي الصحف اليومية السعودية نفسها والتي تصدّر الخبر صفحاتها الأولى بالألوان وبالمانشت الأحمر، كان هناك إعلان ملون صفحة كاملة في أغلب الصحف السعودية أن لم يكل جميعها، يدعو لترقب ومتابعة برامج المحطة خلال شهر رمضانquot;.
وأضاف الصحافي quot;أعتقد أن هناك قضية أخرى، معنية فيها المؤسسات الإعلامية ووزارة الثقافة والإعلام فحين غزت الإقتصاد السعودي موجة المساهمات العقارية التي كانت تستهدف جمع الأموال كانت الصحف السعودية الذراع الأيمن لها والمروج في ظل صمت الوزارات المعنية، وهذا كمثال فقطquot;.
وتعقيبًا على نجاح القناة الفضائية في تمرير إعلاناتها، قال: quot;أنا استغرب تضارب الصحف مع قرار وزارة الإعلام بإغلاق مكتب القناة، هذا يؤكد مجددًا الحلقة المفقودة وقدرة الإعلان التجاري على تطويع الصحف السعودية، كما هو إغراء الدولارات المدفوعة من قبل برنامج أحمر بالخط العريض للحصول على ضيوف يتحدثون وفقًا ما يملي عليهمquot;.
من جانبه، أشار عمر عبدالله باقازي مدير المركز الإعلامي بشركه دور الخليج للعلاقات العامة أن قناة LBC الفضائية استنفرت الكثير من طاقاتها وإمكانياتها في محاولة كسب رضا المشاهد السعودي خلال دورتها الرمضانية لما يمثله المشاهد السعودي من أهمية وذلك بتكثيف حملاتها الاعلانية في مختلف الصحف السعودية وبمساحات كبيرة، ولكن اعتقد لن يكون بمقدورها كسب رضاء المشاهد بتلك السهولة نتيجة بعض البرامج التي تبث على القناة وتحمل الكثير من الإساءات وبطريقه فيها من الافتراء وتضليل الشيء الكثير وتحويل بعض السلوكيات الفردية في المجتمع السعودي إلى ظاهرة عامة متفشية في المجتمع وكان آخرها ما عرض عبر برنامج احمر بالخط العريض وما قامت به الجهات المختصة في المملكة من إقفال لمكاتبها أكبر دليل على ذلكquot;.
وتوقّع باقازي أن quot;تشهد قناة LBC الفضائيةمقاطعة شعبية سعودية خلال شهر رمضان، على الرغم من إستعانتها ببعض المشايخ في برامجها، الذي لا يمكن ان يساعد في تغيير الصورهquot; على حد تعبيره.
وبيّن عمر باقازي كمتابع أن quot;قناة LBC الفضائية تحتاج إلى الكثير من العمل والتغيير ليس على مستوى البرامج فقط ولكن على المستوى الإداري أيضًا خاصة، وإن القناة تضم بعض المستثمرين السعوديين والذين يملكون صوتًا قويًا وفعالاً، فلن تستطيع القناة كسب ثقة المشاهد السعودي مجددًا ما لم تعمل على تغيير الكثير من إستراتيجيتها المتعلقة بالمنطقةquot;.
وعلى الجانب الآخر، إستبعد إعلامي سعودي رفض الإدلاء باسمه أن تفقد القناة مصداقيتها لدى المشاهد السعودي قائلاً: quot; أنهم ndash;المشاهدين السعوديين- يبحثون عن أي شيءٍ مثير، وإذا وفقت القناة في حزمة برامج جيدة في رمضان ستزيد نسبة المشاهدة... يا صديقي الفضاء تجاوز القرارات الحكوميةquot;.
وأضاف quot;هل تصدّق أن أضخم حملة إعلانية للقناة، كان قرار إغلاق مكاتبها؟ حيث أنها عملت فترة طويلة تكاد تكون هي الوحيدة الحاضرة في الخطاب الإعلاميquot;.
يُذكر أن قناة LBC الفضائية دشنت حملة إعلانية ضخمة بعد أن أغلقت مكاتبها في السعودية بأمر من وزارة الثقافة والإعلام السعودية، وكانت الحملة تحت شعار quot; نور رمضان بيطلع، وبرامجنا بتلمعquot;، حيث أطلقت الفضائيّة اللبنانيّة شبكة برامجها لشهر رمضان المبارك 2009 وذكرت أنها تتناسب مع روحانيّة الشهر، من البرامج الدينيّة وغيرها.
التعليقات