مبارك محمد الهاجري

كم هي مفاجأة من العيار الثقيل، الأخبار التي تتحدث عن أن المقبوض عليهم من الخلايا التخريبية في الكويت والسعودية، هم من أصحاب الشهادات العليا! بصراحة أمر لا يصدق، شهادتك عليا وغيبت عقلك، ورهنته لشرذمة من القتلة الجهلة، والسفاحين الفاقدين للأهلية، والإنسانية؟ فما اقترفته أيديهم من قتل وتدمير، وتخريب، جعلهم خارج الملة، وأصبحوا وجهاز المخابرات الإسرائيلية (الموساد) وجهين لعملة واحدة، فكلاهما يسعى لزعزعة الأوضاع في العالم العربي، وخلخلته، وزرع الفتن، وعدم الاستقرار! ألهذه الدرجة غابت عقولهم، وهم الذين زينوا بيوتهم بشهاداتهم العليا، وتفاخروا بها بين الناس، لو كانوا من أصحاب الشهادات الدنيا أو الأميين، لكان أمرا هيناً ولقلنا أنهم تعرضوا لغسيل مخ نتيجة لجهلهم وأميتهم، فتم استغلالهم! ولكن أن يكون حملة الشهادات الجامعية يُقادوا كالخراف خلف تنظيم laquo;القاعدةraquo; الإرهابي، تلك وصمة عار في جبينهم، وفضيحة تجعل المرء يتوارى من القوم من سوء فعله! إذ كيف يتم استغلالهم وهم الذي نالوا من العلم الكثير، ما يجعلهم مدركين تماما لخطورة الإرهاب، وما تعنيه هذه الكلمة الخطيرة جداً على مستقبلهم، ومستقبل بلادهم، والأبرياء، الذين كادوا أن يذهبوا ضحية مخططاتهم الإجرامية الخبيثة، لو تمت!
ألم يتعظوا مما يرون من جرائم يندى لها الجبين، وتدمع لها العيون من مآس وفواجع جرها الإرهاب على الأبرياء العزل، أم على قلوب أقفالها؟ ألم تكن لهم عقول واعية تهديهم إلى سواء السبيل؟ لقد خلق الله الإنسان وأعطاه نعمة العقل ليفكر، ويتدبر، ويعرف الخير من الشر، وإن فقدها فهو في هذه الحالة كالأنعام أو أضل سبيلا!
* * *
كتب على معظم البلاد العربية أن تتعامل مع الإرهاب بصفة تكاد تكون يومية، فقبل ظهور الإرهابي أسامة بن لادن، لم تكن هناك عمليات إرهابية كالتي نراها حالياً، وبخروجه غير الميمون ازداد عدد الخلايا النائمة بشكل ملحوظ، وهو ما يتطلب من الأجهزة الأمنية في هذه الدول، أن تتخذ أقصى التدابير الأمنية، والتي يمكن معها استئصال وباء الإرهاب بإنزال العقوبات المغلظة والمشددة بحق معتنقي الأفكار التكفيرية الهدامة، لعل عالمنا يهنأ بالأمن والأمان ويمسح عن ذاكرته اسم laquo;القاعدةraquo; القبيح!


مبارك محمد الهاجري
كاتب كويتي
[email protected]