نزار الرياني: نعم هذا هو الاسم الحقيقي لمهندسة السياسة الارهابية الدولية للولايات المتحدة الأميركية التي لا يسعنا إلا أن نشكرها لأنها قدمت للعام خدمة جليلة بأن عرفت الارهاب وعثرت على المعنى الحقيقي له ، ولقد استنتجنا من خلال أداء كوندي تيرو رايس أن الارهاب هو أن تهاجم بلدا ً آمنا ً وتعجز عن قهر مقاومته فتفتك بالآمنين من أطفال وأمهات ومسنين وعجزة ومساكين ، وتعلمنا أيضا ً أن الارهاب أن تدمر كل مقدرات دولة فقيرة بحيث تضطرها إلى استدرار عطف دول متخاذلة لتتبرع من أجل إعادة بناء ما دمر ، وتعلمنا كذلك من كوندي تيرو رايس أن الارهاب هو تسخير قوة بلطجية ليس في قلوبها رحمة من أجل قتل الطفولة بدم بارد وحرق السلام بلا مبالاة وانتهاك حريات الغير بصلف كبير وعنجهية غير مسبوقة .
تراجع الحس القومي العربي ...
على صعيد الحكومات وليس على صعيد الشعب العربي المعتقل أصبح جليا ً أن التضامن العربي بات في حكم النسيان وأن النخوة العربية ذهبت أدراج الرياح وأن الفاتحة قرأت على جثة الوحدة العربية .
لقد كان خبرا ً عاديا ً أن تسرع دولة عربية لنجدة شقيقتها العربية في مواجهة خطر محدق ، ولكن اليوم الجميع تغمره الغبطة ويملؤه السرور حين تندد حكومة عربية بمجزرة وقعت لشعب دولة عربية أخرى .
هزلت ، وصار العرب على مفترق طرق خطير ، وإذا لم يثوروا على واقعهم ويكسروا قيودهم فإن التاريخ لن يرحمهم وسيذكر أنهم لم يكونوا في يوم من الأيام حريصين على حضارة سادت وشعت على الدنيا نور العلم والمدنية والتحضر .
كل هذا الدم ...
ثمن باهظ صار لزاما ً أن يدفعه بعضنا كي يحافظ على أرواح من تبقى ، فمن استشهد أدى واجبه وبلغ من الصدق والشرف أعلى الدرجات ، لكن نحن الباقون ( حتى الآن ) على قيد الحياة لابد أننا نحس بالذل والهوان والخنوع أمام كل قطرة دم أهدرتها آلة الحرب الغاشمة ، وبذلك يكون عدونا قد قتلنا مرتين مرة عندما استشهد بعضنا ومرة عندما بقي من بقي على قيد الحياة .
التعليقات