بين تأييد quot;السيد quot; والفداء بالارواح
شباب الضاحية: حين يتحول الحزب الى طائفة
تصوير نسرين عزالدين
| الدمار والشوارع الخالية _خاص إيلاف |
نسرين عزالدين : كانت الطائرات قد بدأت بالتحليق فوق الضاحية الجنوبية لبيروت ..quot;عليكم بالرحيلquot; قالها احد عناصر الإنضباط في حزب الله المكلفة بحماية الاحياء من اللصوص والعملاء وكل ما قد يدب على تلك الارض المنكوبة ..هو يريدنا ان نرحل خوفا على حياتنا.. فرحلنا.
تتلفت حولك وتتساءل عن اللذين ما زالوا هناك، في الاحياء الذي تقع ضمن المربع الامني او الابعد قليلا .حركة سير بطيئة ، لم تعد الضاحية كما هي..تكاد لا تعرفها .اختلفت ملامحها ورائحتها وطعمها ..بنايات كاملة سويت بالارض، روائح كريهة تنبعث من كل مكان .البعض يقول ان هناك جثثا ما زالت مطمورة والبعض الاخر يرد الرائحة الكريهة الى الصواريخ المحرمة التي امطرتهم بها اسرائيل واخر يردها الى المنازل التي دمرت بكل ما فيها وانفجار انابيب المصارف الصحية .
كل شيء تغير هناك الا تأييدهم للامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله .
| حتى محطات الوقود لم تسلم _خاص إيلاف |
..تقف امرأة عجوز امام ركام منزلها المحطم وتتحدث في السياسة مفندة كل المراحل من اغتيال الحريري حتى الحرب الحالية ، ثم تختم حديثها بالقول quot;هذا منزلي وقد دمر ومنزلي في الجنوب قد دمر ايضا ..كل هذا لا يهمني ..كله فداء للسيد حسن quot;. هذا مقطع من شريط مصور يعرضه تلفزيون المنار كجزء من استطلاعهم للرأي العام اللبناني تجاه الحرب الاسرائيلية على لبنان ، قد يخيل لك لوهلة ان في الامر مبالغة وان كل هذه القوة لا يمكن ان تنبع هكذا وبشكل عفوي حتى تلمسها بنفسك .
في مجزرة قانا تسرد احدى الناجيات كيف حفرت بيديها واخرجت طفلها وزوجها المقعد من تحت الركام وكيف انها كانت تبحث عن ابنتها حين سمعت نداءطفلة اخرى ..كانت امام خيارين اما البحث عن ابنتها التي من المرجح انها ميتة او مساعدة من يصرخ .تقول quot; قبلت يدها الممدوة من بين الركام وقلت لها اعتذر يا صغيرتي لن اتمكن من انقاذك ..لقد سلمت روحك للسيدة زينب quot;..وتنطلق لتنقذ من يستنجد.ورغم كل هذا ما زالت تؤمن بأحقية حزب الله في الدفاع عن لبنان ورغم كل هذا تدعو للسيد بالنصر..
لم يعد الولاء المطلق والفداء بالارواح شعارا، بات واقعا.
في الضاحية يجلس رجل في عقده الخامس وقد نال منه التعب ، هو ما زال في منزله في حي السلم ، حاله حال عدد كبير من السكان هناك .quot;لن اذهب الى اي مكان . باق هنا حتى النصر quot;.هو يؤمن بالنصر. تساله عن الامين العام لحزب الله فينتفض وينطلق بالدعاء له بطول العمر والنصر quot;هو سيدنا وحاميناquot;.
| الدمار في كل مكان في الضاحية _خاص إيلاف |
الضاحية الجنوبية لم تخلو من شبابها، ما زالوا هناك. يتجولون بين حين واخر غير عابئين بالطائرات التي لا تغادر سماءهم ولا بالصواريخ التي قد تنهمر عليهم فجأة.لا يمكن تصنيف شباب الضاحية الجنوبية بانهم من الملتزمين دينيا فهم بالاصل من سكان قرى الجنوب و البقاع وبعلبك وقلة منهم من اهالي الضاحية الاصليين ، لكنهم وعلى اختلافهم وعلى تفاوت درجات التزاماتهم الدينية يدعمون الامين العام لحزب اللهndash;مع بعض الاستثناءات الشيعية التي لا تؤيد توجهات حزب الله اطلاقا .
قبل اندلاع الحرب كانت الفئة المؤيدة في حالة من الغليان نتيجة التجاذبات السياسية الداخلية ،حينها تزايد التفاف quot;القاعدة الشعبية quot;حول حزبها واتت الحرب لتجعله مطلقا من كل النواحي .quot;لقد تحملنا كل الاهانات والان لم نعد نحتمل quot;يقول طالب (23 عاما ) الذي ما زال صامدا في منزله من حي السلم في الضاحية الجنوبية quot; لو طلب السيد مني الان ان اقاتل ساقوم بذلك من دون تردد .هناك من ماتوا لاجل قضيتنا وانا لست بمكانة افضل عنهم quot;.
| لا حاجة لاشارات الطرقات ..فلم يعد هناك طرقات _خاص إيلاف |
في محيط جسر المطار الذي تم قصفه بداية الحرب، تعود الحركة تدريجيا بين حين واخر .هناك يمكنك ان ترصد في بعض الاحياء الداخلية تجمعات شبابية خلال فترات متقطعة quot;حسب الاجواءquot; يقول احمد . احمد من الفئة غير الملتزمة لكنه وكما يقول quot;دمي شيعي ولو كان كلامي طائفي . فحين نصنف باننا فئة تحب القتال لاي سبب كما صرح سياسي لبناني فانا ساتحول الي شيعي متعصب.وحين يتحول الجنوب الى قضية يهتم بها الكل حين يجدون فيه فرصة للقضاء على الحزب ويتجاهلونه حين لا يخدم مآربهم فانا ساتحول الى جنوبي متعصب.quot;يصمت قليلا ثم يعقب quot; انا جنوبي وهذا يكفي . ومستعد للموت من اجل السيد . لقد قدم ابنه هادي شهيدا فهل نبخل عليه بأرواحناquot;.
اما في منطقة الشياح لم يعد الخط الذي يفصل بين تلك المنطقة وعين الرمانة ساخنا ، فلا وقت للمناوشات بين الطرفين .تختلف الاراء بمجرد عبورك الشارع .في الشياح الحرب فعلت فعلها بالتأييد وفي عين الرمانة فعلت فعلها ايضا في عدم التأييد . في الطرف الاخر تحول التأييد لزعيم الى استعداد للموت من اجله ومن اجل القضية التي يؤمنون بها.
البعض قد يعتبر ذلك تطرفا والبعض قد يراه وطنية وانتماء وايمانا قلما يتكرر .
وبين هذا وذاك يبقى الامين العام لحزب الله بالنسبة لهم سيدا يستحق كل شيء حتى دمائهم واوراحهم.. بدون تردد.
| حركة سير خفيفة في محيط جسر المطار _خاص إيلاف |
| اثار الصواريخ -خاص إيلاف |
| خاص إيلاف |
| خاص إيلاف |
| خاص إيلاف |
| خاص إيلاف |
| خاص إيلاف |




التعليقات