باسنت موسى: يجب علينا نحن كشباب أن نعيش تنافسا حقيقيا دون أن نفقد المعاني الجميلة من داخلنا أو نفقد الصداقات المتميزة في محيطنا الخارجي على كل منا أن يعرف جيداً قدراته وحدودها ويكون الطموح متملكا نظرته للمستقبل ليدخل حلبة السباق والتنافس بصفات الأمانة وقوة الاحتمال والالتزام وروح الفريق فيكون النجاح هو الحليف دون أن نسير على جثث الآخرين لتحقيقه والوصول له.
روح التنافس لا تظهر في حياتنا عندما نبدأ الخوض في مجال الواقع العملي فقط ، بل هي موجودة منذ طفولتنا ونلاحظها في كل نشاط حياتي نقوم به ولو عاد كل منا بذاكرته للخلف لرأى أمام عينه كيف أن روح التنافس كانت تحرك سلوكه حتى في الأنشطة الحياتية الصغيرة عندما كنا نجري ونلعب في الطريق وفي أذهاننا تحقيق الكسب والتفوق .
التنافس هو إيقاظ الطاقة في الأفراد بقصد التفوق في تحقيق نجاح ما ،أو قد يعني إيقاظ الطاقة في نفوس مجموعة من الأفراد يهدفون إلى تحقيق هدف مشترك أو رغبة يتطلعون إلى الحصول عليها وفي الحالتين ليس من روح التنافس الحقيقة أن يحدث صراع وذلك لأن التعاون يساعد الأفراد على أن تضافر جهودهم لتحقيق هدفهم المشترك الأكبر والأعلى في الارتقاء بعملهم وحياتهم ومن ثم أوضاع مجتمعاتهم حيث إنه لا مجال للارتقاء لمجتمع يحيا أفراده في صراع وليس تعاونا وتنافسا حقيقيا يبني للتقدم.
التنافس هو إيقاظ الطاقة في الأفراد بقصد التفوق في تحقيق نجاح ما ،أو قد يعني إيقاظ الطاقة في نفوس مجموعة من الأفراد يهدفون إلى تحقيق هدف مشترك أو رغبة يتطلعون إلى الحصول عليها وفي الحالتين ليس من روح التنافس الحقيقة أن يحدث صراع وذلك لأن التعاون يساعد الأفراد على أن تضافر جهودهم لتحقيق هدفهم المشترك الأكبر والأعلى في الارتقاء بعملهم وحياتهم ومن ثم أوضاع مجتمعاتهم حيث إنه لا مجال للارتقاء لمجتمع يحيا أفراده في صراع وليس تعاونا وتنافسا حقيقيا يبني للتقدم.
التنافس سلاح اجتماعي لتأكيد روح الانتماء
المجتمع بكل مؤسساته يسعى إلى تأكيد روح الانتماء في نفوس أبنائه وفي إطار هذا السعي يستخدم التنافس كسلاح وذلكمجموعة من الوسائل منها
** سلاح التنافس والحب: تتنافس الأسرة والمدرسة ووسائل الإعلام على لعب الدور الكبير لإشاعة مفاهيم بعينها تعزز روح الانتماء لدى الشرائح العمرية المختلفة من أبناء هذا المجتمع وعلى الرغم من حدة التنافس بين كل تلك الوسائل إلا أن أياً منها لا يسعى إلى تدمير الآخر لينفرد هو بالتأثير ، فدور كل منهم يكمل دور وتأثير الآخر ليستفيد المجتمع بالنهاية من تنافسهم المتعاون هذا ويفخر بأبنائه.
** سلاح الثواب والعقاب: قد ترصد جائزة إذا ما حددت إحدى المجموعات هدفاً مشتركاً في ما بينهم تقوم بتحقيقه وقد يستخدم سلاح العقوبة إذا خاب ظنها وهزمت أمام الفريق المنافس ، مثل هذا السلوك يزيد من حدة انتماء الأفراد المشاركين للجهة أو المؤسسة التي يتعاونون في ما بينهم كفريق للفوز بالجائزة لصالحها كما أن الحماس في طلب الفوز يساعدهم على تنمية قدراتهم في مجال السباق ليكونوا متفوقين عن استحقاق وذلك كله في المجمل ينمي بداخلهم روح التنافس بشكل سليم لا يقترف تحت اسمه سلوكيات التدمير والأحقاد والإبعاد غير المبرر.
** سلاح السباق المفتوح : يحدث عندما يقوم المعلم بتقسيم تلاميذ فصله إلى مجموعات ثم يعرض عليهم مسائل رياضية متنوعة وتتعاون كل مجموعة في حل أكبر قدر ممكن من المسائل خلال وقت محدد ومن هنا تحتدم حدة روح التنافس بين المجموعات كما تحتدم روح التعاون بين أفراد كل مجموعة لمواجهة أفراد المجموعة الأخرى.
** سلاح المعارك: هذا النوع يظهر معناه بشكل واضح عندما تقوم الجيوش بتدريب قواتها بالمناورات التي تستخدم فيها الذخيرة الحية ما ينمّي روح الفريق ويثير التنافس بين المجموعات لكسب المعركة والشعور بالفوز والنجاح على الفريق الآخر.
** سلاح المعارك: هذا النوع يظهر معناه بشكل واضح عندما تقوم الجيوش بتدريب قواتها بالمناورات التي تستخدم فيها الذخيرة الحية ما ينمّي روح الفريق ويثير التنافس بين المجموعات لكسب المعركة والشعور بالفوز والنجاح على الفريق الآخر.
** سلاح المعارض : الأسواق الدولية واحدة من أقوى الأسلحة في إشاعة روح التعاون بين أفراد المجموعة الواحدة سواء كانوا بلدانا أو جهات وذلك للتنافس والرغبة في الحصول على أكبر قدر من المبيعات والنجاح .
التنافس انتماء مقلوب
التنافس وما ينتج منه من تعاون بين أصحاب الأهداف المشتركة يعمل على دعم روح الانتماء بل أن ما يقوم بين المجموعات المتنافسة يعتبر انتماء سلبياً ، وهناك رأي في علم النفس يقول إن الكراهية هيquot; حب مقلوبquot; وعلى النحو ذاته يمكننا أن نقول إن التنافس هو انتماء مقلوب .
في كل الأحوال فإن التنافس بين المجموعات المختلفة واحد من أقوى العوامل التي تشيع روح التعاون وبالتالي روح الانتماء إلى المجموعة فالخوف والغضب وتهديد الأمن من أهم الأحداث التي تلم الشمل وتجمع الكلمة ...كما في حالة تعرض سفينة للعواصف والأمواج فيخاف من عليها من التعرض للغرق فتنفتح قلوبهم وترفع في ما بينهم الحواجز ويصبح الجميع مترابطين قلباً.
التنافس يشكل الخطر المهدد للمجموعة ولكنه في الوقت نفسه يعتبر العامل الفعال في توحيد صفوفها ولم شملها وتكاتف جهود أفرادها لدفع الخطر المتمثل في احتمال غلبة المجموعة المنافسة لها.
في كل الأحوال فإن التنافس بين المجموعات المختلفة واحد من أقوى العوامل التي تشيع روح التعاون وبالتالي روح الانتماء إلى المجموعة فالخوف والغضب وتهديد الأمن من أهم الأحداث التي تلم الشمل وتجمع الكلمة ...كما في حالة تعرض سفينة للعواصف والأمواج فيخاف من عليها من التعرض للغرق فتنفتح قلوبهم وترفع في ما بينهم الحواجز ويصبح الجميع مترابطين قلباً.
التنافس يشكل الخطر المهدد للمجموعة ولكنه في الوقت نفسه يعتبر العامل الفعال في توحيد صفوفها ولم شملها وتكاتف جهود أفرادها لدفع الخطر المتمثل في احتمال غلبة المجموعة المنافسة لها.
التنافس الخلاق صراع وتطور
التنافس مع الآخرين هو من أهم مقومات تفاعل الشخصية مع الواقع البيئي من حولها ،فالتنافس يؤكد خاصية التصارع من أجل البقاء والواقع يقول لنا إن كل شيء في تنافس فحتى اللغة ذاتها فكلماتها تتنافس في ما بينها على البقاء بحيث تتغلب بعض الكلمات وتبرز على أقلام الكتاب وألسنة المتحدثين وتتغلب على كلمات أخرى أصبحت مقصورة على القواميس والمعاجم القديمة وما يقال عن اللغة يقال أيضاً عن الأفكار والمشاعر والعادات الاجتماعية وما إلى ذلك من مجالات الحياة .
الشخص الواحد يتنافس مع نفسه ثقافياً فهو يتنافس مع الواقع القائم لديه لحظياً لكي يصل إلى مثل أعلى يرسمه في ذهنه وخياله ، فالشاعر يريد أن يتفوق على نفسه والفنان يريد أن يتفوق على فنه الحالي بفن جديد والمؤلف يرغب في تأليف كتاب جديد يتفوق به على كتبه السابقة والطفل يريد أن يقهر طفولته ليلحق بركب الكبار الراشدين والطالب يسعى إلى التفوق على نفسه وعلى الآخرين بهدف تحقيق تفوق في سعيه نحو مستقبل أفضل في كل شيء.
التنافس له وجهان
التنافس عندما يمارس بمعناه السليم يحقق عددا كبيرا من الفوائد سنذكر منها البعض ويمكن القياس عليها بأمثلة أخرى من الواقع .
** في مجال التصنيع: تخرج للوجود منتوجات ذات جودة عالية وبتصميمات جذابة وعملية كالسيارات وأجهزة الكمبيوتر.
** في مجال التجارة: مع تنافس الشركات المختلفة تزيد فرص تخفيض الأسعار ومغريات طرق السداد لصالح المشتري والمستهلك.
** في صناعة الخدمات: ما تقدمه في مجال الطيران والسفن والفنادق والمطاعم التنافس بين الخدمات في كل تلك القطاعات يحقق للفرد إجازات أكثر أماناً ورخصاً وسرعة مما يريح كثيرين.
** في الصحف والمجلات : التنافس يضمن للقارئ مزيدا من المتعة والثقافة والثمن المعقول أيضاً كمقابل لكل ما يقدم .
ممارسة التنافس وكأنه صراع وحرب لها منتصرون وخاسرون تنتج عددا من الأخطار التي تصيب نفوسنا من الداخل بعاهات نفسية تؤثرفي مجرى حياتنا بالسلب.
** نظام المباراة الذي تعيشه المجتمعات الصناعية المتقدمة يجعل الأفراد في خوف دائم من المستقبل ولذلك فإنهم يكادون يقضون عمرهم كله في الاستعداد لهذا المستقبل وكثيراً ما يتحول هذا الخوف إلى قلق وإرهاق نفسي يعجزون عن تحمله .
العقل يملي علينا ألا ننسى المستقبل بل علينا التفكير فيه ولكن التفكير العاقل الذي لا يضحي بحاضره بل يعيش حاضره ويستمتع به من خلال تحقيق أحلامه الصغيرة أولاً ثم الكبيرة وبالنهاية من سار على الدرب وصل.
العقل يملي علينا ألا ننسى المستقبل بل علينا التفكير فيه ولكن التفكير العاقل الذي لا يضحي بحاضره بل يعيش حاضره ويستمتع به من خلال تحقيق أحلامه الصغيرة أولاً ثم الكبيرة وبالنهاية من سار على الدرب وصل.
** التنافس يلعب دوراً مهماً في الحياة اليومية حتى في العلاقات الأسرية ومجال العمل والفصل الدراسي ويمكن أن تهتز تلك العلاقات اهتزازاً عنيفاً بسبب التنافس الذي يقوم على دوافع خاطئة فالتنافس الذي تحركه الأنانية quot; أنا أولاً quot; يمكن أن يسبب ضرراً بالغاً بمثل تلك العلاقات ومع الوقت تفسد كل بواعث الانسجام والتوافق والإنتاجية.
** التنافس يقود لروح متكبرة خاصة عندما يشعر الفائز بالكبرياء نتيجة إحساسه المبالغ فيه في قدراته مع استمتاعه المفرط في السعادة باستحسان وتهاني الآخرين.
** فقر الشعور بالحب للآخرين يظهر في نفوسنا عندما ننظر للمتنافس معنا على كونه خصما لابد من كسره وإذلاله وبتلك الرؤية يتحول الخصم المنافس إلى موضوع احتقار أكثر من كونه شخصا له قدر وأهمية.
لنخوض مجالات التنافس بشخصية قوية
الشخصية القوية لا تعرف الروح الانهزامية لأنها تدأب على التنافس وخوض غمار المعارك المختلفة ورسم الخطط المتجددة والمعدلة باستمرار للتكيف مع الأوضاع التي تستجد ، فلا يقف أصحاب مثل تلك الشخصية مكتوفي الأيدي فطاقاتهم النفسية والعصبية دوماً جاهزة لدفعهم للعمل وبذل الجهد بدقة .
هؤلاء الأشخاص لا يرتكنون للاستسلام إذا هزموا في معركة فهم دائماً متمسكون بحقهم في الوجود ينظرون للأمام مجددين آمالهم وموسعين أفقهم وحاشدين طاقاتهم عاقدين العزم على مواصلة السير نحو أهدافهم الواضحة جداً بالنسبة لهم، يوازن هؤلاء بين التنافس ومفاهيم العدل والرحمة والحق حتى لا يكون التنافس هو كل معاني الشر بحياتهم أي أنهم يشدون التنافس بخيوط التواضع والعدالة .
هؤلاء الأشخاص لا يرتكنون للاستسلام إذا هزموا في معركة فهم دائماً متمسكون بحقهم في الوجود ينظرون للأمام مجددين آمالهم وموسعين أفقهم وحاشدين طاقاتهم عاقدين العزم على مواصلة السير نحو أهدافهم الواضحة جداً بالنسبة لهم، يوازن هؤلاء بين التنافس ومفاهيم العدل والرحمة والحق حتى لا يكون التنافس هو كل معاني الشر بحياتهم أي أنهم يشدون التنافس بخيوط التواضع والعدالة .




التعليقات