كفاح محمود: نعت البارحة جريدة المدى العراقية في عددها الصادرأمس الاثنين وفاة فنان الكاريكاتير العراقي الشهير الزميل مؤيد نعمة أثر جلطة دماغية مفاجاة لم تمهلة طويلا, وكان الزميل مؤيد من أهم من مارس هذا الفن في العراق خلال الثلاثين عاما الاخيرة ويعتبر من المجددين في فن الكاريكاتير العراقي والعربي لبساطة خطوطة وتميزها ولا فكاره التي إمتازت بالجرأة والذكاء الشديد التي كانت دائما ماتنقذه من الرقابة الكريهه والغبية التي مارسها النظام الدكتاتوري العراقي الغبي في حق كل العاملين في مجال الصحافة والادب والفن

لقد كان الحضور اليومي لمؤيد في (المدى)، عبر رسوماته يشكل واحدة من علامات الحياة الحية في روح (المدى)، وهي تنبض بوجدان الشارع وآلام الناس.. وآمالهم ايضاً. وفي كل هذا كان مؤيد نعمة وفياً لحسه الانساني واميناً لقيم الحرية والكرامة التي انحاز اليها مبكراً وبقي جريئاً في التعبير عنها.
كان مؤيد نعمة يعمل في عمان حين وصل اليه عدد (المدى) الاول. كان سقوط الطاغية ما زال حينها مدوياً، وكانت الفوضى التي خلفها هذا السقوط اكثر دوياً.. غير ان مؤيد نعمة لم يتردد للحظة واحدة لقد حزم حقائبه متجهاً إلى بيته الاخير، بيت (المدى).
وفعلاً، كان حضور مؤيد نعمة في (المدى) منتظراً، احتل المساحة التي اراد، وشرع في مشوار من العمل الجريء والنقد الذي لا يخاتل والفن الذي لا يهادن، فكان ركناً اساسياً من اركان الجريدة وصورة واضحة من صور التحدي والبسالة التي اقترنت بـ (المدى) واقرنت (المدى) بها. ان الصحيفة، أي صحيفة يصنعها رجالها.. ومؤيد احد اشجع رجال (المدى) وأكفأ من يمثلها يفتقد فن الكاريكاتير، برحيل مؤيد نعمة، فناناً استثنائياً في تاريخ هذا الفن في المنطقة وفي العالم. وليس تمتعه باسلوبية نادرة وببداهة عميقة ووعي حاذق الا بعض من وسائل صنع رسام فريد مثل مؤيد الذي احاط كل هذه الامتيازات بروح انساني وشجاعة بقيت هي العلامة الابرز في سيرة فنان ومواطن.
وبهذا الغياب المفاجي تكون الساحة الاعلامية العراقية والعربية قد خسرت ريشة جريئة قلما يجود بها الزمان في هذا الزمن الاغبر الذي تحول فية الفن الى سلعة رخيصة تباع وتشترى كأي عاهرة رخيصة تبيع نفسها ببضعة دولارات لمن يدفع أكثر. وقد حصل على جائزة الابداع عام 2001 في بغداد.

نتقدم باحر التعازي لاسرة الفقيد الغالي ولاصدقائه وزملائه ومتابعيه، ونشاركهم حزنهم وآلامهم لهذه الخسارة المفجعة.
رحم الله الفقيد وتغمده فسيح جناتة.

كاتب المقال فنان كاريكاتير عراقي مقيم في هولاندا

****

رثاء بقلم المخرج السينمائي العراقي سعد سلمان:

مؤيد،
كنت أخاف عليك من كيد ألإرهابيين ، كنت أخاف أن تصيبك طلقة بعثي، تكفيرية إرهابيه.
كنت أخاف عليك، أخاف أن يختطفوك ويتاجروا بجسدك كعادتهم في ترويج الرعب، أخر مرة رايتك فيها، كنت تحمل باقة زهور، تكريما من وزير الثقافة آنذاك السيد مفيد الجزائري،
خفت عليك وأنت تناطح الملثمين بوجه مفتوح ، عندما انحنت الرؤوس، أمام رعب الاغتيالات، السنة الماضية، كنت، أنت، توقع رسومك . مؤيد نعمه
لقد صعقت وأنا في باريس بخبر رحيلك عن هذه الدنيا لم يذكر أحد السبب،
الخبر مقتضب والحدث جليل
مؤيد، لم يخطر ببالي، أن تموت هكذا، في مدينة، الموت فيها طلقه أو مفخخة ، لا أعلم كيف غادرتنا وبهذه السرعة، ماذا حل بك؟ لماذا لم تنتظر دورك في الموت المجاني وذهبت هكذا؟ ، هل تألمت؟ أين كنت؟ هل كان أحد حولك؟ هل احتجت إلى مساعدة أحد ؟
مؤيد نم مطمئنا، ربما الأقدار أدرى
وإنا لله ونحن إليه راجعون