أدب البوذية الآسيوية الذي بقي مجهولا منذ ألف عام

حسن الشيخ من الدمام: لا احد يعرف ما هو الزن ولا ما هو الهايكو. ورغم كل الإجابات المقنعة، ورغم كل التاريخ الطويل لهذه الحكايات الجميلة. الا انه وبكل بساطه لا احد يعرف بالتحديد ما هو الزن ! ولا ما هو الهايكو!
ما هو الزن ؟ لهذا السؤال القديم الجديد عشرات الإجابات، ولا إجابة تصلح ان تجيب. لان الزن هو في الواقع مذهب اللاشيء او أدب الفراغ. و ماذا يمكن ان يقال عن الفراغ واللا شيئ ؟ ولكن يمكن احيانا الحديث عن الحكايات الجميلة التي خلقها أدب الزن. او المظاهر التي اتخذها عبر القرون البعيدة في الهند والصين و اليابان.
الزن باعتباره دينا ونظاما حياتيا له ارتباط وثيق بفلسفة الوجود.و يمكننا الحديث عن أعلام الزن وأساطينه منذ مقولة زني كوشو ( اجلس بصمت، لا تفعل شيئا. الربيع آت، والعشب ينمو بمفرده ). وحتى ابرز كتابه عبر العصور المتلاحقة منذ اكثر من ألف سنة عندما بدأت فلسفة الحياة الخاصة بالزن.
المجلس الوطني الكويتي اصدر ( اجمل حكايات الزن وفن الهايكو ) وهو إصدار يستحق من الأدباء العرب كل عناية، وكل حرص، ليس فقط لان مؤلفه الكاتب الشهير هنري بروتل. بل لانه يعرفنا عن أدب موغل في القدم عند الأمم الأخرى. هم لا يعرفون ان يعرفونه، ونحن لم نعايشه بعد.
هنري بوتل هو الآخر يحاول تعريف الزن فيصفه بانه مذهب اللاشي، وهو سلوك ذهني وطريقة مختلفة لإدراك الواقع، وهو ان نرى الشيء مجردا من دون معرفة ذهنية قبلية، وبلا تشويش انفعالي،.
وقد ظهر وانتشر مذهب الزن الذي هو مزيج من الأديان البوذية والوثنية في شرق آسيا وجنوبها.
يعتبر مذهب الزن الذي يعني الذي يعني التأمل العميق للوصول الى المعرفة والبلوغ للاستنارة، إحدى ثمار بوذية الصين وقد أسس له الراهب الهندي بوديدارما ونقله الراهب ايساي الى اليابان.
وفي هذا الإصدار الجديد والهام نجد ان الكاتب قد قسمه الى قسمين. القسم الأول يتضمن إحدى وعشرين حكاية مليئة بالضحك والمحال والإثارة والخشونه وأيضا الحنان والرحمة وخارق الأمور والشعر والصمت. كما تبقى حصة اللامالوف دائما موجودة في هذه الحكايات.
اما القسم الثاني من الكتاب فيتمثل في قصائد قصيرة اسمها الهايكو وهو شعر الزن. وتنطوي هذه القصائد على صور من الطبيعة والجمال والاشراق الروحي. وتحتوي على انطباعات الناس والطبيعة وكل ما يتضمنه المجتمع من عادات ، والطبيعة من كائنات حية. الا ان مفردات هذا الشعر هو من مفردات اللغة اليابانية الأصيلة. وتحمل القصائد عادة معنى خفيا.
انه الأول من نوعه والاهم الذي يترجم في عالم اللغة العربية، والذي سيثري خيال المشهد القصصي في عالمنا العربي الذي عرف منذ سنوات طوال الواقعية السحرية لماركيز فقط.